أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الاحتلال.....وشرعنة الاستيطان..















المزيد.....

الاحتلال.....وشرعنة الاستيطان..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


..... ليس بعاقل من لا يرى بأن جوهر صراعنا مع الاحتلال يدور حول الأرض،وجوهر الوجود الصهيوني في فلسطين يرتكز على الاستيطان،وبالتالي بدون استيطان يتراجع ويندحر المشروع الصهيوني،ولذلك كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بل وحتى من مؤتمر بازل والمؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في سويسرا عام 1897،كان الاستيطان في فلسطين المحور الرئيسي في كل الخطط والبرامج التي صيغت والاستراتيجيات التي رسمت وكذلك كيفية جلب وإحضار أكبر عدد من المستوطنين الى فلسطين،ولم تجرؤ أية حكومة إسرائيلية،حتى المصنفة منها على اليسار الصهيوني على أن تقترب من هذا الثابت في الفكر الصهيوني ،والتعرض له بالهدم والإخلاء او التوقف عن مواصلته والاستمرار فيه،لأنها تدرك تماماً أنها ستنتحر وتضحي بمستقبلها السياسي،فالمستوطنين قوة لا يستهان بها ويحظون بالدعم والإسناد في قمة الهرم السياسي والأمني والقضائي والعسكري،وحتى نكون منصفين فقد جرت بعض عمليات الإخلاء الشكلية والديكورية لعدد من "الكرافانات" الاستيطانية غير المسكونة،أو التي يسكنها عدد من العائلات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة،مقابل كذلك وكثمن لهذه العملية جرت عمليات مصادرة لمئات والآلاف الدونمات والتشريع والترخيص لمئات الوحدات الاستيطانية الجديدة،كما حصل في قضية إخلاء خمس كرفانات لمستوطنة عرفت باسم"اللبونة" رغم كونها مقامة على ارض فلسطينية خاصة،فمقابل الاخلاء صودق على إقامة 300 وحدة استيطانية جديدة في منطقة بيت ايل.
ولا نعرف على ماذا تدور او ستدور المفاوضات مع حكومة احتلال شرعنة الاستيطان في الضفة الغربية وقالت بأنه لا يتناقض مع القانون الدولي،وبالتالي من حق الإسرائيليين السكن في أي منطقة في الضفة الغربية،وأيضاً تقديم التسهيلات لليهود لشراء الأراضي في الضفة الغربية،وهذا ما جاء في تقرير لجنة ليفي الصهيونية التي شكلها نتنياهو لهذه الغاية والغرض.وهذا التقرير عدا عن كونه يشكل تحد سافر للمجتمع الدولي وقرار مؤسساته المختلفة وقرار المحكمة الدولية في لاهاي عام 2004،فإنه يقبر حل الدولتين الى غير رجعة .

بعد هذا القرار الإسرائيلي بشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية، أظن أنه لم يعد مجالاً لا ل"حلب الثور" ولا ل"طلب الدبس من قفا النمس"،ولا انتظار لمسؤول أممي او أمريكي أو غربي ليدغدغ عواطفنا ومشاعرنا و"يضحك" على ذقوننا ولحانا،ويقول لنا بأن الاستيطان غير شرعي وعقبة أمام السلام الى تلك اللازمة المتكررة والممجوجة والمستهلكة،والتي لم تعد تجدي نفعاً،أو تقنع حتى طفل صغير،فما هو مطلوب على مستوى السلطة الفلسطينية الآن،هو الخروج من هذه الدائرة المغلقة وهذا النفق المظلم،ومغادرة هذا النهج والخيار المدمر وبدون الخوف على سلطة متهالكة ووهمية،لا هي بالمنجز ولا بالمكتسب الوطني،بل هي أصبح وجودها غطاءاً وتشريعاً لما يقوم به الاحتلال من إجراءات وممارسات قمعية واذلالية بحق شعبنا الفلسطيني،بما في ذلك الاستمرار في الاستيطان وتكثيفه بوتائر غير مسبوقة،وكذلك فالمجتمع الدولي من اتحاد أوروبي وأمريكان ومجتمع دولي عليهم الكف عن بيعنا شعارات وبيانات لا تغني ولا تسمن من جوع،فهم من يوفرون الغطاء والمظلة للاحتلال في المؤسسات الدولية لحمايته من أية قرارات أو عقوبات قد تتخذ او تفرض عليه لخروجه السافر والوقح على القانون الدولي، ولولا ذلك الغطاء والدعم،ولو وجدت عقوبات دولية رادعة على إسرائيل لما تجرأت،لكي تمعن في الخروج بشكل سافر على القوانين والتشريعات والاتفاقيات الدولية،فبدون وضع اجراءات وآليات تضمن ترجمة فعلية لوقف الاستيطان،فإن إسرائيل لن تكتفي بمواصلة الاستيطان وتصعيده،بل ستذهب الى ابعد من ذلك حيث الشرعنة لهذا الاستيطان غير الشرعي وبقرارات حكومية ومصادقة قضائية،وهذا يعني بشكل لا مجال للبس فيه،ان هذه الحكومة القائمة على الغطرسة والعنجهية والعنصرية،ليس فقط لا تريد السلام،بل لا تقيم وزناً للشرعية الدولية ولا لقراراتها ولا اتفاقيتها،لوجود من يحميها ويدافع عنها بالفعل والعمل،ويسوق مواقف استهلاكية وبيانات شجب واستنكار خجولة وشعارات مستهلكة للفلسطينيين والعرب برفض الاستيطان وإدانته،وحتى في الكثير من الأحيان لا تجرؤ لا أمريكا ولا الحكومات الأوروبية الغربية حتى على الإدانة الخجولة،بل تذهب فيها الوقاحة الى ما هو أبعد من ذلك بالضغط على الفلسطينيين ومطالبتهم بالاستجابة والرضوخ للشروط والاملاءات الإسرائيلية فيما يتعلق بالمفاوضات العبثية والعقيمة.
أظن الآن أنه انتهت مرحلة الحياة مفاوضات،وحتى على شخوصها الاستقالة من كل العمل السياسي ففي الدول والحكومات التي تحترم ذاتها وعقول أبنائها،يقدم الوزراء والقادة على الاستقالة بسبب قضايا واتهامات بسيطة وليس كبيرة كتلك القضية المتعلقة بالمقامرة بمصير شعب وبيعه أوهام،فهذه المفاوضات الافق والطريق أمامها مسدودة تماما،ولا مجال لاجترار الحديث حولها،ولا خوف على موت الشعب الفلسطيني اذا توقفت او حلت السلطة،فالشعب الفلسطيني ينشد حرية واستقلال،ولا يريد سلطة صلاحياتها أقل من صلاحيات الإدارة المدنية،يريد دولة بسيادة وسيطرة فعلية على الأرض.
فهذه السلطة القائمة مستباحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي،لا سيطرة لها لا على ارض ولا على سكان،وحتى التمويل يتوقف على المساعدات الخارجية ومقاصات وعوائد الضرائب للبضائع الفلسطينية،والتي يخضعها الاحتلال للابتزاز السياسي وفقا لسلوك السلطة وتصرفاتها،حتى أن الاحتلال شجع المستوطنين على رفع قضايا على السلطة نتيجة قتل وإصابة عدد منهم من قبل المناضلين الفلسطينيين،لكي يتم خصمها من مستحقات الضرائب لسلطة الفلسطينية،فأي سلطة هذه ؟
نعم الإستيطان لم يبقي حتى لأكثر الأطراف الفلسطينية اعتدالاً في السلطة من دعاة الحياة مفاوضات،أي عذر أو تبرير لشرح قيمة وأهمية هذه المفاوضات وما ستعود به على شعبنا من" منفعة وجلب للحقوق"،فالاحتلال ماض في ممارساته وإجراءاته وقراراته في شرعنة الاستيطان،وهناك من ينتظر حصول معجزة إلهية أو تغير يقود الى ممارسة ولو ضغط شكلي على إسرائيل يحفظ لها ماء وجهها،لكي تستمر في نفس النهج والخيار،ولكن الشعب لن ينتظر طويلاً،فالمرجل يغلي وربما هذا يقود الشعب الى أخذ زمام المبادرة،لكي يضع ويعيد السكة على التلم،فالمقاومة بكل أشكالها وأنواعها أثبتت دائماً،أنها قاطرة الشعوب نحو الحرية والاستقلال،ولا حرية بدون وحدة،ولا بدون قيادة مالكة للإرادة.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموز ...........ورحيل العظماء
- تقرير الجزيرة ....أسئلة وعلامات إستفهام ..؟؟
- الهدف :- صهينة وأسرلة التعليم الفلسطيني..؟؟
- المجتمع المقدسي يدخل مرحلة الاستنقاع ...؟؟
- لماذا يصر البعض على تفريغ حفلات التكريم من مضمونها ..؟؟
- مؤسسات القدس ....أزمات متكررة وحلول غائبة ..!!!
- الاحتلال يدمر نسيجنا المجتمع ونحن ندمر ذاتنا...؟؟
- الخامس من حزيران هزيمة بامتياز
- المقدسيون...وسلب العقارات
- الانتخابات المصرية/ مفاجئات في مشهد سياسي معقد
- تشريع نهب الاراضي الفلسطينية
- إصحا يا شعب..
- وانتصرت ارادة الاسرى
- وتبقى نكبة شعبنا شاهداً على الظلم والطغيان ..
- الحركة الاسيرة تقترب من لحظة الانتصار...
- لله دركن أيتها الماجدات الفلسطينييات ..
- الوحدة...الوحدة...في الأضراب...شدوا الهمة يا شباب
- عيد العمال العالمي ...محطة للمراجعة والتقييم وليس للاحتفالات ...
- المتضامنون الاجانب بين عنجهية اسرائيل ...وتواطؤ حكوماتهم..؟؟
- القدس:- مؤتمرات....ورش عمل...دراسات وتقارير...ندوات...وفعل غ ...


المزيد.....




- شاهد.. محرك طائرة ركاب ينفث النار بعد اصطدامه بحيوان أثناء ا ...
- السلطات الأمريكية تحدد هوية مطلق النار في جامعة فلوريدا.. وا ...
- اسم جديد لقهوة -أمريكانو-.. شاهد كيف ردّت المقاهي المكسيكية ...
- الجمهوريون بالكونغرس الأمريكي يطلقون تحقيقا حول هارفرد بعد ا ...
- -أكثر الهجمات دموية-.. الحوثيون يعلنون حصيلة قتلى الغارات ال ...
- كيشيناو تمنع ممثل مطرانية مولدوفا الأرثوذكسية من السفر إلى ا ...
- الأصوات المعارضة للحرب تعلو داخل إسرائيل وخارجها
- عشرات القتلى والجرحى في غارات أمريكية استهدفت ميناء وقود بال ...
- -وول ستريت جورنال-: ويتكوف ناقش مع بوتين -قضية الأراضي-
- -كيف سأعانقك بلا ذراعين؟-.. صورة طفل فلسطيني في غزة تفوز بجا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الاحتلال.....وشرعنة الاستيطان..