أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده














المزيد.....

الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تتضارب الاراء حول مسألة الادب النسوي و ماهيته و ضرورته على أکثر من صعيد ، ومما يمنح الامر مغزى و بعدا غريبا هو أن هناک العديد من الاقلام النسائية التي ترفض مسألة التصنيف على أساس من الجنس و ترى في الامر شيئا من المبالغة و اللاواقعية . وقد يکون الرأي الاهم و الاکثر قربا من الواقع فيما يخص رفض وجود أدب نسوي ، هو أن الادب في محصلته النهائية القاسم المشترک الاعظم بين الجنسين و أن التراث الثقافي شأن يعني کلا الجنسين وليس جنسا دون آخر . ويذهب دعاة هذا الرأي الى أبعد من ذلک حين يقولون أن مجرد الزعم بوجود أدب نسوي يعني في نهاية المطاف دفع المرأة للشعور بالاستصغار أمام نصفها الاخر . ورغم أهمية هذا الرأي الاخير و حيويته ، لکنه مع ذلک يفتقر الى الاسس المنطقية التي يرتکز عليها في بناء إدعاءاته . صحيح أن هناک الکثير من الکتاب الذين کتبوا حول المرأة و دافعوا عن قضيتها بکل صدق وجدية وحتى أن البعض منهم " ولاسيما في الشرق" قد عانى ماعانى في سبيل ذلک ، لکن ذلک لايمنح هؤلاء حقا بأن يحملوا الشماعة النسوية و يعتبرون أنفسهم أوصياء عليها . إن النظرة الواقعية لقضية الادب النسوي تنطلق بالاساس من إعتبارات علمية تکاد تکون بحتة ، فالإلحاق القسري للأدب النسوي بالادب العمومي الذي هو في واقع الحال نتاج ثقافة مبدأ سيادة الرجل عبر مراحل التأريخ المختلفة ، هو ظلم آخر يرتکب بحق النساء مرة أخرى في التأريخ ! وعودة الى التراث الثقافي للإنسان عبر التأريخ تبين بوضوح أن معظم النتاج الثقافي " بإختلاف مشاربه" قد سطر من قبل الرجال وإذا أضفنا العوامل الفکرية و الاجتماعية و الاقتصادية للمسألة لظهر واضحا أن ماهية و روح تلک الثقافة هي رجالية من دون أدنى شک . وإنطلاقا من هذه الحقيقة فأن جعل النساء شريکات في ثقافة لم يقمن " بل ولم يسمح لهن " في الاساس بصياغة أسسها و مقوماتها هو مجرد هراء لاغير ! إن ثقافة أنتجتها أجيال کانت تقوم بوأد النساء و الحجر عليهن و إلباسهن حزام العفة ! و إعتبارهن مجرد " أوعية " للرجال ناهيک عن معاملتهن بأنهن " ناقصات العقل " ووو قائمة تطول من ظلم و إجحاف يندى له جبين التأريخ الانساني ، هي ثقافة لاترتبط روحيا و وجدانيا بالمرأة إطلاقا بل هي براء منها براءة الذئب من دم يوسف ! والثقافة الانسانية التي أنتجت عبر العصور القديمة و الوسطى هي بحد ذاتها تلک الثقافة التي نعنيها و نرى أن لاعلاقة لها بالمرأة من کل الجوانب . وواضح وجلي أن الثقافة الانسانية و حتى عصر النهضة الاوربية کانت ترى في المرأة مجرد ظل و تابع لاحول لها ولاقوة سوى الدخول و التفيأ تحت ظلال خيمة و عباءة الرجل ! ولامناص هنا من الاقرار بأن عصر النهضة و ماتلته من مراحل تأريخية لاحقة قد شهدت تغييرا نوعيا في النظرة و التعامل مع المرأة و رغم " وببالغ الاسف" أن ذلک لم يشمل عموم نساء العالم خصوصا القابعات في الشرق الرومانسي الذي تتجلى رومانسيته في الاساس بتحجيب و سجن المرأة في قصور لايصلها أنسي و لاجان ! لکن وصول رياح التغيير و الحضارة الى أهم معاقل ظلم المرأة و هضم حقوقها ، کان إيذانا ببدء عصر جديد في هذا الجانب المغلق على نفسه من الکوکب الارضي وهانحن نرى أقلاما نسائية جريئة و جسورة تطالب بحقوقها و تفضح الغبن الکبير الذي ألحق بها عبر التأريخ من نصفها الاخر من خلال تراجيديا التفاحة الملعونة ! ومهما يکن فأن الادب النسائي يأتي ضرورته من حيث أنه يعبر عن کائن بشري له مقوماته الفسلجية و السايکيولوجية مما يمنحه بعدا روحيا و وجدانيا خاصا به .

کاتب وصحفي کوردي
مقيم في المانيا
[email protected]



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق


المزيد.....




- 62 درجة تحت الصفر.. امرأة توثق حياتها في أبرد مدينة بالعالم ...
- -آكشن إيد-: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النسا ...
- تحقيق واسع النطاق في النيجر بحثا عن امرأة سويسرية
- بسبب أزياء تشابه -ملابس النساء-.. علاء مبارك ينتقد فنانين مص ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...
- بمكالمة فيديو ..ممرض مغربي ينقذ حياة امرأة حامل بتوليدها
- بوروشينكو يتهم زيلينسكي باغتصاب السلطة عبر تمديد الأحكام الع ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يستخدم -سلاحا- في الحرب بالسودان
- في السودان.. نزوح 13 مليون شخص خلال عامين من الحرب
- شهيدة الإنقاذ.. وفاة الطبيبة المناضلة السودانية هنادي النور ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده