|
الإنسان وحرية الإرادة
نافذ الشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 17:54
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بعدما نشرت مقالي السابق عن مفهوم اللوح المحفوظ، علق أحد القراء الكرام، واسمه (حكيم فارسي) قائلا بأن هذا يشير إلى الجبر وأن الإنسان، مسير وليس مخير، وقد أورد على ذلك حديث: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؛ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ) فما معنى هذا الحديث؟
وقبل أن أشرح هذا الحديث لابد من ملاحظة أن القارئ لآيات القرآن الكريم يلاحظ الكثير من الآيات التي تشير إلى حرية الاختيار، كما يلاحظ العديد من الآيات التي تشير الجبر والإلزام، كما يلاحظ من الآيات التي تحمل المعنيين معا: ومن هذه الآيات التي تحمل المعنيين: (مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الأنعام:39) فالمشيئة هنا قد تعود إلى الله، وقد تعود إلى الإنسان.
ومن الآيات التي تترك الأمر للإنسان في حرية الاختيار، دون تدخل منه عز وجل قوله سبحانه: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيٌِّ) (البقرة:256) (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرًْ) (الكهف:29) (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (الأنعام:35) (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (الأنعام:107) (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99) (وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (النحل:9) إن الله عز وجل قادر أن يجعل الناس جميعا أمة واحدة تسير على كتاب واحد وعلى نبي واحد، لكنه قضى بغير ذلك في هذه الحياة، وترك لهم الخيرة، في الهداية والضلال، وقد سبحانه: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) التكوير 26) ومعنى قوله (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) والمعنى: ما من وقت تشاءون فيه الاستقامة إلا شاء الله لكم فيه الهداية. يعني إن شئتم الاستقامة فسوف يشاء الله لكم بالهداية. ومع ذلك فإن من يتقرب منه شبرا فإنه يتقرب منه ذراعا، كما جاء في الحديث، ومن أراد الهداية وطلبها بصدق أمده بأسبابها، كما قال تعالى: (يضل من يشاء ويهدي من يشاء) أي من يريد الهداية من بني البشر ويطلبها بصدق يرشده ويهديه، ومن يريد الغواية يضله ويغويه، كما قال: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً) (البقرة:10) (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد:17)
وهنا قد يعترض معترض بقوله تعالى (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(الأنفال17) ويقول مستندا لهذه الآية إن الله - بنفسه - يرمي الكافر بالسهم والنبل، ويضربه بالسيف والرمح.. لكن هذه الآية تخبر غير ذلك، فهي تشير إلى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، عندما يرمي بسهامه الكفار فإنه يسير وفق إرادة الله، وتصحبه في هذا الرمية محبة الله وتأييده وتشجيعه، وكأن الله، من شدة الحب والتأييد والفرح، هو الذي يرمي بالقوس ويضرب بالرمح والسيف، كما يشجع عاشق الكرة فريقه المحبوب فيعيش المباراة بكل وجدانه وأحاسيسه ومشاعره، وكأنه هو الذي يضرب ويركل ويصوب ويسدد... أو أن الآية تشير إلى أن الذنوب والمعاصي تجعل من الإنسان جبانا خوارا، يهاب الموت، ولا يقدم عليه، فتصبح الذنوب كشخص ناطق في قلب الكافر أثناء المعركة تحرضه على الهرب وترك القتال، فينشغل الكافر بنفسه ويفكر في الطريقة التي يهرب منها وينجو بها من الهلاك، وذلك لأنهم عصوا ربهم، وخالفوا أمره، وكأن المعصية جند من جنود الله مهمتها تثبيط الهمم، وتوهين العزائم، وبث الرعب في القلوب، فكأن الله هو فاعل الرمية على الحقيقة فلم توجد من الرسول عليه الصلاة والسلام، كما قال تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّه)(آل عمران:151) (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ، إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا)(آل عمران: 155)
ومن الآيات التي تخالف ظاهريا حرية الاختيار قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه، وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) (يونس100) ونفهم هذه الآية عندما نفهم معنى قوله تعالى (بإذن الله)؛ لأن معنى بإذن الله أي بمعونة الله، وهذا ما يقوله تعالى في آية أخرى (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله) يعني لا يعتقد أحد أن ملك الموت هو الذي يميت الإنسان بدون معونة الله، إنما بإرادة الله ومعونته.. وكذلك قوله تعالى (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْم) وقوله (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).. إذن عندما يكون معنى بإذن الله، أي (بمعونة الله)، يكون معنى قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ).. يكون معناه لا يستطيع شخص أن يصل إلى الإيمان الحقيقي والصحيح إلا بمعونة الله، لأن هناك الكثير من الناس الذين يسلكون سبلا خاطئة للوصول إلى الله كاللجوء إلى اليوجا، أو التصوف أو اعتزال الناس في الخلوات، أو إتباع طقوسا معينة.. فهذه الطرق كلها لن توصل إلى الإيمان الصحيح إلا أن يكون الأمر بمعونة الله وهدايته من طريق الوحي الصحيح. أما الشطر الثاني من الآية الذي يقول: (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) فهو يشير إلى أن الإنسان عندما يكفر فإن الإيمان يخرج من قلبه، كما يخرج الهواء من الكوب إذا دخل فيه الماء، فإذا خرج الإيمان من القلب امتلأ بشي آخر، لأن حيز القلب يجب أن يكون مملوءا بشيء ما، فالقلب كالإناء لا يكون فارغا.. وهكذا قلب الكافر يكون عرضا لنفحات ووسوسات الشياطين تتلاعب فيه كيفما شاءت؛ وعندها تكون النفس على استعداد لتلقي النفحات الشيطانية فيؤثر فيه كل شيء.. فقوله تعالى: (ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) يشبه القانون الفيزيائي القائل: (قد جعل الله الماء يغلي عند مائة درجة مئوية) فهل الله هو الذي سخن الماء إلى أن وصل درجة الغليان أم انك أنت الذي وضعت الماء على النار فعلى؟ فهذا معناه أن الله وضع قانون فيزيائي سببي فجعل لكل نتيجة سبب، وجعل الأسباب تؤدي إلى النتائج.. وهكذا معنى (ويجعل الله الرجس على الذين لا يعقلون)، يعني الذين لا يعقلون أو يُلغون عقولهم، لابد أن تصدر منهم تصرفات شيطانية خبيثة بشكل تلقائي أو أوتوماتيكي.. يعني هذا قانون كوني سببي، فكل إنسان لا يريد أن يعقل أو يؤمن؛ فلابد أن يدخل الرجس في قلبه ويجري على لسانه، لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان وكل إناء بما فيه ينضح. لأنه متى خرج الإيمان من القلب لابد أن يدخل الرجس في القلب، ومن ثم يدفع الإنسان لارتكاب الموبقات والخطايا..
لكن هذا القول يعترض عليه بعض الأحاديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؛ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ.. وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةَ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كَتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ) (1)
فماذا يعني قوله صلى الله عليه وسلم: يبعث الله إليه مَلَكاً بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقيٌّ ؟ يقصد بهذا القول أن الله تعالى يوَكّل به المَلَك من هذه اللحظة حتى يكتب أفعاله المستقبلية وما يأتيه من أعمال.. وليس معناه أنه يبعث إليه المَلك ليسجل أعماله قبل أن يعملها، إنما المقصود يعين له مَلَكا يكون مختصا بهذا الشخص ليسجل أعماله في المستقبل..
أما قوله: (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).. إن تلك سنة كونية في الناس جميعا، يعني إن الرجل الذي يعمل بعمل أهل الجنة طوال حياته ثم يعمل بعمل أهل النار في أخريات حياته أو العكس- هذا الأمر نراه في البشر جميعا، حيث نجد كثيرا من الصالحين الذين التزموا طريق الهداية والصلاح في بواكير حياتهم، ولكن في أخريات حياتهم يرتكبون أعمالا شائنة؛ تشوه سمعتهم الطيبة؛ فيسقطون من نظر الناس.. وكذلك نجد العكس حيث يكون الشخص فاسقا طوال عمره، ثم في ختام أيامه يترك الفسق ويلتزم طريق الصلاح، فيثني عليه الناس خيرا ويموت على خير..
أما معنى (فيسبق عليه الكتاب)، يعني (فيصدق عليه الكتاب)، لأن الله عَلِم بعلمه الأزلي القديم أن هذا الرجل سيكون مصيره في الجنة أو في النار، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، فصدق كلامُ الله وتقديرُه في شأن هذا الرجل، تماما مثلما يقول المعلم: إن التلميذ الفلاني سيأخذ درجة النهائية آخر العام، وفلانا سيأخذ درجة متوسطة، أما فلان فسوف يرسب.. ثم تأتي النتائج النهائية تُصدّق كلام الأستاذ؛ مع الفارق بين علم الأستاذ المحدود وعلم الله المطلق.. لأن علم الأستاذ يعتمد على الحدس والتخمين، أما علم الله، فهو علم مطلق لأن الماضي والحاضر والمستقبل سيان في علم الله. وهذا معنى سبق في اللغة: يعني لم يستطع أحد أن يكذب ما جاء فيه.. يقال: سبقه إلى كذا، أي: أعجزه وغلبه(2)
---------------------------------- المراجع: (1) أخرجه البخاري في 59 كتاب بدء الخلق (2) المعجم الوسيط إبراهيم مصطفى وآخرون باب السين.
#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفهوم -اللوح المحفوظ- في ضوء العلم الحديث
-
تأملات في ملة الصابئة
-
ما هي الروح
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|