|
صوت المرأة...القشة التي ستحسم انتخابات الرئاسة المصرية!!!
مركز موارد التنمية
الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 19:06
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
جاءت ثورة 25 يناير بأول انتخابات ديمقراطية عرفها المصريون، حيث اتجه الرجال والنساء الى مراكز الاقتراع للإدلاء باصواتهم راغبين بأن يكون لصوتهم وزن وفاعلية. وقد تنافست الكتل السياسية فيما بينها على اجتذاب الناخبين من اجل الحصول على أكبر قدر من الاصوات، وانتهت الانتخابات البرلمانية بفوز ساحق لحزب الحرية والعدالة (الاخوان المسلمين) وتبعه حزب النور السلفي.
الا ان اداء البرلمان في الشهور السابقة لم يكن مرضياً لشريحة كبيرة من الشعب، بسبب سوء اداء النواب البرلمانيون وسوء تعاملهم مع القضايا المهمة التي أوكلت اليهم، مما ادى الى فقدان الثقة فيهم وفي الاحزاب التي رشحتهم لهذه "الكراسي".
وبعد مدة على الانتخابات النيابية حان وقت انتخاب الرئيس، وتقدم لهذا المنصب عدد كبير من الراغبين الا ان الذين انطبقت عليهم الشروط التي وضعتها اللجنة العليا للإنتخابات المصرية كانوا 13 رجلاً، أبرزهم: عمرو موسى، أحمد شفيق، عبد المنعم ابو الفتوح، حمدين صباحي، خالد علي ومحمد مرسي.
المرأة والانتخابات الرئاسية:
كان عدد الناخبين المسجلين في جداول الاقتراع 51 مليون ناخب، من بينهم 23 مليون امرأة، هذا معناه ان الكتلة الانتخابية النسائية كبيرة وتكاد تكون نصف الكتلة الانتخابية، الا ان المرشحين لمنصب الرئاسة نسوا أو تناسوا عن جهل أهمية استقطاب هذه الكتلة الضخمة والتي تستطيع حسم سباق الرئاسة في حال أرادت وتم أو حسن استخدامها لهذا الغرض. وتقسم المرأة المصرية الى شرائح متعددة فهن لسن وحدة واحدة متجانسة، هناك المتدينات والمنتميات لاحزب دينية كحزبي الحرية والعدالة والنور، وهناك نساء ليبراليات مناصرات ومؤمنات بالمساواة في المواطنة بين الرجل والمرأة، وقبطيات، وثوريات، وريفيات، ولكل من هذه المجموعات صفاتها التي تميزها عن غيرها وتدفعها لاختيار آخر مختلف عن الأخريات.
النساء المنتميات سياسياً سيكون من السهل ان يعطين أصواتهن لمرشحي الاحزاب دون أن يكون لديهن أي صراع داخلي (مصالحي ومصالح الوطن) وخصوصاً المنتميات لحزبي الحرية والعدالة والنور فمسالة التصويت لمرشحهم "محمد مرسي" والذي دعمه شيوخ السلفية مؤخراً، هي مسألة واجب ديني ووطني واخلاقي، لذلك فمن المؤكد ان هذه الكتلة ستصوت لمحمد مرسي.
اما المجموعة اللبرالية والتي ترى في انتخاب محمد مرسي طريقاً للاستبداد الديني في البلاد وتصوره على انه اسوء من الاستبداد السياسي، فستعمل على المفاضلة بين شفيق من جهة ومحمد مرسي من جهة اخرى، ليتم ترجيح كفة شفيق لأنهن يرين في انتخاب "مرسي" فقداناً لحقوقهن التي كسبنها بعد نضال طويل، وقطع طريق على حقوق اخرى كن يحلمن في الحصول عليها، وبرأيهن فإن تجربة الاخوان في الحكم ستشبه لى حد بعيد تجربة إيران بعد الثورة التي قامت في أواخر السبعينات، حيث عوملت النساء بقسوة ووحشية من النظام الديني الاستبدادي الذي قيد المرأة وحرمها من حقوقها.
وللمرأة القبطية ايضاً دور في هذه النتيجة، فمنهن من ترتعد خوفاً من فكرة سيطرة الاسلاميين المتشددين، الذين لم يتركوا دين الله في حاله، إشارة الى تصريحاتهم حول الاقباط، ولم يتركوا للتسامح الذي نادى به دينهم مكاناً، فهؤلاء يخشين من فكرة التضييق عليهن في الحريات والعبادات والعمل وغير ذلك. ويرين أن شفيق على الاقل ليس لديه عقدة الدين والطائفية، فتراهن يتهامسن باسم "شفيق" خشية ان تلومهن الاخريات على هذا الاختيار الذي سيؤدي بالثورة والثوار واحلامهم وحتى دم الشهداء الى الجحيم، قالت ن.س " لو مرسي حكم مش هيسبونا في حالنا، احنا عايزين دولة مدنية تحفظ لينا حقوقنا، مش عايزين دولة دينية زي السعودية والا ايران نتبهدل فيها، المشكلة ان الاخوان بيحسسونا اننا جايين من الفضا ومش مواطنين زينا زيهم، على شان كدا هصوت لشفيق".
وعلى جانب اخر تقف النساء الثوريات، واللواتي شاركن في الثورة ورغبن في الوصول الى الديمقراطية الحقيقية التي لا تفرق بين المواطنين بسبب الجنس او الدين، لكنهن فوجئن بأن الثورة تختطف وتسير على الطريق الخطأ لتصب في صالح جماعات الاسلام السياسي ثم يأتي بعد ذلك منافسين على الانتخابات الرئاسية من بقايا نظام مبارك، هؤلاء اصبن بداية بالصدمة وكان عليهن التفكير ملياً في حل للازمة الحالية، فحلم البعض منهن ان يدخل المرشح المحسوب على الثورة "حمدين صباحي" للاعادة بسبب الارتفاع الملحوظ لعدد الاصوات التي حصل عليها في القاهرة والجيزة، الا ان امالهن خابت للمرة الثانية وخرج "صباحي" من المنافسة ليبقى "مرسي" و "شفيق" وهما أسوء من بعضهما البعض كما عبرت ع.م في الاستفتاء الذي قامت به صحيفة الاهرام على صفحتها على الفيس بوك مجيبة على السؤال: لو الاعادة بين مرسي وشفيق هتدي صوتك لمين؟؟؟ بـ "هصوت على نفسي وعلى مصر"، أما ت.ل فقالت "سأبطل صوتي".
هذا ليس حال كل الثائرات اللواتي يرى بعض منهن في "مرسي" أقل سوءاً من "شفيق" لانه على الاقل لم يكن يوماً جزءاً من نظام مبارك، ولم يقتل مصرياً بدم بارد في الكثير من المذابح التي كان يديرها شفيق بحسب تعبيرهن، لذلك فإن "شفيق" بالنسبة لـ "س.ع" : "ميحكمشي"، نستطيع القول بان هذه الجزئية من الثائرات ستصوت لمرسي دفاعاً عن ما تبقى من الثورة.
اما عن نساء الريف والعشوائيات، فهناك قاعدة منظمة من قواعد نساء الاخوان التي تحاول استمالة هؤلاء من اجل التصويت لمرسي لانه "بيعرف ربنا"، وكما صوتت هؤلاء للإخوان المسلمين في الانتخابات النيابية فستصوت لمرسي في انتخابات الرئاسة، وهن أيضا كتلة كبيرة لا يمكن تجاهلها، وخصوصاً انهن يحرصن كثيراً على الادلاء باصواتهن لألا يتم تغريمهن ولأن عدم التصويت في هذه المرحلة من عمر البلاد "حرام" كما افتت لهن مجموعة من نساء الاخوان، هذا بالاضافة الى أنها المرة الاولى التي تتاح فيها الفرصة للنساء للادلاء باصواتهن "يكن لها قيمة واعتبار في الدولة" وهن سعيدات بذلك، ف.ع تقول "أنا أول مرة في حياتي اروح انتخب، ويارب متكنش اخر مرة، كنت مبسوطة وانا بحط صباعي في الحبر وبختار اللي انا عايزاه يحكم مصر، ياه يا ولاد بقا لينا كلمة، واديت للاخوان على شان هم كويسين وبيعرفوا ربنا كويس ومش هيظلموا حد، دا غير انهم قالوا هيعملوا فرن عشان الناس كلها تاكل عيش كتر خيرهم والله بيفكروا في الفقير اللي كل الناس ناسياه".
وهناك مجموعة لا بأس بها من النساء وخصوصاً الطبقة الفقيرة جداً والتي لم تدرك مطالب الثوار، "شوية عيال بتوع مشاكل" قالت س.ف.
هؤلاء يردن الأمن وعودة الحياة الى ما كانت عليه قبل سقوط مبارك، لا يفكرن في الحقوق ولا الحرية ولا الديمقراطية فكل ما يشغلهن هو "حتة الامن" تكمل س.ف، ولا تثق هؤلاء النساء في أي مرشح بعيد عن الجيش لان الجيش مصدر القوة في البلاد فهو من سيعيد الامن والامان وهو القادر على حل مشاكل البلاد، وهذا جزء من الايمانيات التقليدية التي تقوم عليها المجتمعات الابوية حيث تميل النساء فيها الى السلطة الشديدة البطش في الحكم لانها تربت على ذلك. في النهاية لمن ستصوت النساء؟؟ وهل ستحسم النتيجة الانتخابية وفي أي اتجاه؟؟
نعم ستحسم النساء الانتخابات الرئاسية، وستصوت بأعداد كبيرة لمرشح الاخوان المسلمين "محمد مرسي" وخصوصا بعدما تعرض له الفريق شفيق مؤخراً من هجوم ضار من المجموعة الثورية والدينية، وتم تخوين كل من سيصوت له واتهامه ببيع حق الشهداء والجرحى، ولأن حملة مرسي ومن ورائها الجماعة تسعى الى كشف عيوب الفريق وتفتح عيون الناس على قضايا معينة من تاريخه السياسي، لتذكرهم بأنه لا يختلف ابدا عن مبارك الذي ظل يسرق البلاد على مدى ثلاثين، وتمجد في مرشحهم الذي قضى أياماً عصيبة في سجون مبارك ذاق من خلالها المر والعلقم. هذا ولابد في النهاية من الاشارة باهتمام الى المظاهرات التي تعم البلاد رفضا لنتائج الانتخابات التي صبت لصالح هذين المرشحان والتي تقوم على تنظيمها القوى المعارضة لعودة النظام القديم من خلال شفيق، والاخرى المعارضة للحكم الديني و "تكويش" الاخوان المسلمين على كل مراكز صنع القرار في الدولة. وقد يغير هذا الضغط الشعبي بعضاً من المعطيات ولا يجب ان ننسى ان هناك عدة طعون مقدمة للجنة العليا للانتخابات تخص الفريق شفيق والتي من الممكن ان تستبعده في النهاية، ولا ننسى ايضاً الطرح القانوني الذي أدلى به النائب "عمرو حمزاوي" وطالب فيه محمد مرسي بالانسحاب من السباق لصالح "صباحي" حتى يلتف الشعب حول الرجل المقبول سياسياً ودينياً، فهو غير منتم الى الاسلاميين الذين يثيرون الرعب في قلوب الكثيرين وليس له أي ميول عنصرية قد تضر بالاقباط وتخيفهم منه، وفي حال تحقق هذا الطرح فستتغير كل الوقائع على الارض لتصب في صالح المرشح الناصري "صباحي" لنجد ان النساء والرجال المسلمون والاقباط واللبراليون والمحافظون والثوار يلتفون حوله.
#مركز_موارد_التنمية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس القادم وقضايا المرأة المصرية!!
المزيد.....
-
الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج
...
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|