|
الأزمة العراقية .. أعمق مِما تبدو
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واضعوا الدستور العراقي المُهَلهَل والطافح بالثغرات والذي فيهِ فقرات وبنود قابلة للتأويل ، والتفسير حسب المزاج السياسي ... أي قادة العملية السياسية ولا سيما من احزاب الإسلام السياسي والاحزاب القومية [ كانتْ هنالك لُجنة محترمة لكتابة الدستور ، لكن للأسف فأنها كانتْ تنصاع في النهاية لقادة الكُتَل في القضايا العُقدية ، وتركتْ أمورا في غاية الأهمية ، مُعّلقة أو ذات نهايات سائبة ] ... هُم نفسهم الذين جعلوا ، من الجهة التي من المُفتَرَض ، ان تكون حَكَماً مُحايداً ، في حالة حصول منازعات " متوقَعة بالتأكيد " .. أي القضاء والمحكمة الإتحادية العُليا .. جعلوا منها ، بصورةٍ مُتعمدة .. خاضعة لسُلطتهم وإرادتهم .. يوجهونها حسب مصالحهم الحزبية والطائفية .. بحيث ان حيادية وإستقلالية القضاء ، أصبحتْ مَثار تساؤل وشكوك جدية . هُم نفسهم .. ومرة ثانية أعني ، القادة الذين لايتجاوزون عدد أصابع اليدين .. لم يُوقعوا ميثاق شَرف ، بترك القضاء والمحكمة الإتحادية تمارسان سلطتَيْهما بنزاهة .. وحتى لو إتفقوا شفهياً على ذلك ... فما أسهل عليهم الحنث بالعهود وخرق المواثيق ! . ومنذ إنتخابات 2005 .. وفي عدة مُناسبات .. أصدرتْ المحكمة الإتحادية أحكامها .. فأنبرى الطرف الذي لايعجبه حُكم المحكمة ، الى التهجُم عليها وكَيل التُهم والتشكيك بعائدية القاضي الفلاني للحزب الفلاني او ذاك .ان تكريس الفوضى وصناعة الفساد ، كما يبدو .. هي من أولى أولويات السلطة عندنا .. إذ ان الفوضى والإنفلات والإستهتار بالقانون .. هي بيئة مُمتازة ، للإنغماس بأنواع الفساد .. وهذا ما يحدث اليوم بالضبط !. رُبما تكون ، ملفات النفط والغاز والمادة 140 ، هي الاكثر بروزاً على الساحة اليوم .. لكن الخلافات أعمق من ذلك كثيراً .. وليستْ مُقتصرة على اقليم كردستان .. بل تتعلق بالعراق عموماً ، ومستقبل العملية السياسية ، بل بكيان الدولة العراقية إجمالاً . فما زلنا في المُربع الاول ، من حيث " شكل الدولة " ... فقطاعٌ واسع الآن ، يُعلن صراحةً ، إعتراضه الشديد ، على الفيدرالية والحكم اللامركزي عموماً .. واحزاب الاسلام السياسي بِشقيْها .. تستغل وجود فقرتَين مُتناقضتَين في الدستور ، حول الإلتزام بلائحة " حقوق الإنسان " ، الى جانب فقرة ، توجب الإلتزام " بالشريعة الاسلامية " .. ومَهما يتفذلك المتأسلمون حول سماحة الدين الاسلامي وحمايته لحقوق المراة والطفل وحرية الرأي والتعبير ... الخ ، فان الواقع ، يفضح تناقُض الشريعة مع حقوق الانسان !. وعشرات الامثلة في السنوات الأخيرة ، في بغداد والمحافظات التي تُديرها احزاب الاسلام السياسي .. تُؤكِد ذلك قطعاً . والتماطُل الذي تمارسه أحزاب السلطة ، بِصدد سَن " قانون الاحزاب " ، مَظهرٌ آخر من مظاهر تواطؤ هذه الاحزاب ، وتفضيلها ان تكون الفوضى ، سيدة الموقف ، وترك الأمور تسير على عواهنها ، لأطول فترة ممكنة ! .. فلا أحد يستطيع الان ، مُحاسبة الاحزاب على مصادر تمويلها ، ولا على خرقها للدستور من خلال إستخدام شعارات دينية وطائفية ، ولا إنتهاج سياسات داعية الى الكراهية او العنف .. لعدم وجود قانون أحزاب ، يُنظم عملها ! . وكذلك إصرار أحزاب السلطة ، على إبقاء " قانون الإنتخابات " البائس ، الذي يُوافق هوى هذه الاحزاب وإحتكارها للسلطة .. بحيث انه في الإنتخابات الأخيرة ، ومن مجموع " 325 " نائباً ، لم يستطع سوى اربعة عشر نائباً فقط ، من تجاوز العتبة الإنتخابية !! .. وهنالك العديد من النواب الان ، فَرَضتْهُم القوائم وقادتها .. لم يحصلوا إلا على [[ 100 ]] صوت فقط في الإنتخابات !! . أزمة العراق .. أكبر من " دكتاتورية " المالكي ، وأعمق من المادة 140 ، وأخطر من قانون النفط والغاز . مَشينا بالقدر الذي يُحّتِم علينا .. التمهُل والوقوف للحظة .. ومُراجعة ما مضى ، والبحث عن " حلول " حقيقية .. التي أرى ان أهم جزء فيها ، هو : وضع هؤلاء القادة جميعاً في مراكز ، لإعادة تأهيلهم ، أخلاقياً وسياسياً ، والذي يثبت انه غير قابلٍ للإصلاح " وغالبيتهم العظمى هم كذلك ! "، منعه من مزاولة السياسة لعشر سنين على الأقل !. .............................................. أما ( مَنْ ) سيفعل ذلك ؟ ومَنْ يستطيع الوقوف بوجه هذه الطبقة الفاسدة ؟ فأرى ان العصيان المدني ، والتحركات الجماهيرية السلمية ، العابرة للأحزاب والمذاهب والعشائرية .. الرافضة لجميع الفاسدين وليس الوقوف مع فئةٍ فاسدة ، ضد فئةٍ فاسدة اُخرى ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم البيئة : من أجل حفنة من الدولارات
-
السُلطة لي .. مَذهبٌ ودِين
-
مَشهدٌ من الموصل
-
المالكي والإستعانة بالضباط السابقين
-
الرياضة المدرسية
-
الشعب المصري والتثاؤب
-
المالكي في الموصل
-
جائزة ( التخّلُص من الحَياء ) !
-
ماذا تعمل ؟
-
حبذا لو كان قادتنا غير متزوجين !
-
5+1 = 6 !
-
الصراع على الموارد و - دولة - كردستان
-
خريف الإتفاق الإستراتيجي
-
لعبة جَر الحَبِل
-
بغداد .. عاصمة الثقافة 2013
-
وسامٌ على صَدْر الصَدِر !
-
بيت السيد ( ع )
-
اُمٌ عظيمة
-
بينَ الواجبِ والمِنّة
-
كركوك بؤرة التوّتُر
المزيد.....
-
أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا
...
-
أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت
...
-
-يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم
...
-
ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه
...
-
-50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر
...
-
أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث
...
-
سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
-
مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا
...
-
رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا
...
-
العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|