أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - مَن يستطيع أن ينمّي بذرة الخير؟














المزيد.....

مَن يستطيع أن ينمّي بذرة الخير؟


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تأثرت كثيرا من رواية "البؤساء" لفيكتور هيجو، ومن وصفها للظلم الاجتماعي، وعرضها لصراع الخير والشرّ، وتناولها لقضايا الأخلاق والفلسفة والعدل والدستور...آمنت بأنّ الإنسان خيّر بطبعه وبالتالي نتيجة للتربية الدينيّة التي تلقّيتها في الصغر، كنت آمنت بأنّ الله خلق الإنسان على صورته؛ وبما أنّ الله الخالق خيّر؛ لذلك يكون الإنسان المخلوق خيّرا.. وتأكّدت هذه النتيجة بعد دراستي للتربيّة وعلم النفس والاجتماع (روجرز)،...وتعزّزت الفكرة وثبتت أكثر بعد دراستي للأدبيّات الماركسيّة وللفلسفة الماديّة...، التي رسّخت قناعاتي بأنّ الإنسان خيّر بطبعه، ولكن قد تستحوذ عليه الأفكار الشيطانيّة، كانعكاس لواقع شيطانيّ يعيشه..
فمَن أوجد الواقع الشيطانيّ؟
إذا كانت هناك شياطين بشريّة، أمثال بشّار الأسد، تعمل شرّا وتجتهد لتوسّع هامش تحرّكها، ومواقعها، وأدواتها، وسيروراتها، الشيطانيّة! فلا بدّ من وجود قوى خير مقابلها، من أمثال أفيغدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل، وبنيامين نتنياهو-بيبي رئيس الحكومة الإسرائيليّة و...!!
منذ طفت الأزمة السّوريّة على السطح (منذ أواسط آذار 2011) وليبرمان يطالب ويلحّ على قيادة عالم الخيّر بأن تمحو بشّار الأسد-الشيطان ونظامه عن وجه البسيطة، لينتقل الشعب السوريّ البطل، العزيز على قلب ليبرمان! من عالم الجحيم إلى عالم الرقيّ والحضارة والديمقراطيّة والحريّة وليدور في فلك الناتو...
لكن تصريحات ليبرمان الأسبوعيّة للصحف لم تحرّك بيبي الساكن، لقد بقي صامتا، وفي أكثر من مناسبة، أبدى "الامتعاض" من تصرّفات ليبرمان (لكن، مش علينا)، ولم يتفوّه بنصف كلمة ضدّ بشّار، ربّما ليساعد على انتشار الدعاية وتأصيلها: بأنّ حكم بشّار يصبّ في جيب المصلحة الأمنيّة الإسرائيليّة...لذلك استخلصت دمى الناتو بأنّ إسرائيل تدعم حكم بشّار!
لكن بيبي لم يستطع أن يبقى ممثّلا للدور الحيادي إزاء ما يجري من مجازر ضدّ الشعب السوريّ، وأمام الدور الانحيازي لليبرمان ونداءاته المتكرّرة المطالبة بإقالة الأسد، وبتقديم المساعدات الإنسانيّة الإسرائيليّة للشعب السوريّ، وبعد تصريحات رئيس قسم الاستخبارات العسكريّة الجنرال "أبيب كوخابي" للصحف: من مصلحة إسرائيل أن تجتهد أكثر من أجل التخّلص من نظام الأسد في سوريا...
للمرة الأولى، ليلة الاثنين الماضي، يصدر بيبي بيانا يدين فيه المذبحة في مدينة الحولة في سوريا، ويعلن عن اشمئزازه من المجازر المستمرّة التي ترتكبها قوّات النظام ضدّ الأبرياء في سوريا!
ألم يعلّمنا فيكتور هيجو أنّ هناك بذرة خير في قلب كلّ شرير، وعلينا أن نكتشفها وننمّيها؟!
علّ السلطة الفلسطينيّة تكتشف بذرة الخير المتبديّة من بيبي وتنمّيها؛ فتجعله يدين المجازر التي ترتكبها قوّات الأمن الإسرائيليّة وأوباش المستوطنين ضدّ الأبرياء الفلسطينيين! خصوصا وأنّ مستشاره إيهود براك، ووزير الدفاع، يكره هذا النمط الإجراميّ السوريّ الذي يستدعي وجود جيش إسرائيلي قوي ليحرس ويحمي المنطقة من مجرمي حزب الله وإيران!!
لماذا نحن سوداويون لا ننظر إلا لنصف الكأس الفارغة؟! لماذا لا نسعى وننسى مجازر دير ياسين وقبية واللطرون...وعيلبون وكفرقاسم...ومدرسة بحر البقر في مصر...والقنيطرة...ويوم الأرض...وصبرا وشاتيلا..وقانا..وأكتوبر 2000...والحرم الإبراهيمي؟!
لماذا لا نسامح.. ونلعب (خصوصا إذا كانت اللعبة لعبة أولاد) على بذرة الخير المتناميّة في قلب بنيامين نتنياهو-بيبي، ونعمل على هدم الحواجز النفسيّة (كما ادّعى السادات) التي تفصلنا عن إخوتنا ليبرمان وبراك و...، ونستجيب لنداءات إخوتنا العرب لابسي العباءات المطرّزة بالذهب: أن نحقن الدم ونصالح أبناء العمّ، وأن نفجّر طاقاتنا؛ كي يمتشق كلّ وطنيّ منّا حسامه ويغرزه في صدر سوريا، نكاية بالشّيعة والعلويين وروسيا والصين و... وبأمل دنقل وقصيدته الجامدة: لا تصالح؟!
لا تصالح!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثمّ أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هل ترون في أيّ صفٍّ نقف؟!
ألم نبعث برسالة تنمّي بذرة الخير في نتنياهو؟!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس لنا، وأورشليم لكم
- احذروا درب إيهود براك!
- لا صوت يعلو على صوتنا
- أبو مازن، مِن بني ثقيف أم راهب أم ...؟
- إلى متى سنبقى ضحيّة؟!
- أيقظتْني ذكراه!
- المفارقة الغريبة
- ماذا بعد اجتماع الهالك والمالك وقبّاض الأرواح في اسطنبول؟!
- -خكومة- تكنوقراطيّة!
- صدأ العقل واضطراب الشخصيّة
- صناعة الخوف
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة
- هم يؤمنون، ونحن نعرف
- -صاركراكوزي-
- يا سوريا: -ما لك علينا لوم-
- -إمسكوني-
- رسالة من الجنرال غورو إلى السفير شبيرو
- الغضب اللا مبرّر


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - مَن يستطيع أن ينمّي بذرة الخير؟