رحيمة بلقاس
الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 11:09
المحور:
الادب والفن
أَيَا آسِرِي!ا
أَيَا مُهَاجِراً فِي ثَنَايَا الصَّحْرَاء
وَ الْقَيْظُ حَرٌّ..وَ الْبِئْرُ فَقْد
أَزِيزٌ بِجَوْفِي يَجُوبُ جُزُرَه
يَسْتَعْطِفُ مُزْناً مِنَ الرَّعْد
اِنْهَمَرَ بِسَخَاءٍ بَرْقاً مُحْرِقا
وَبِزَخَّاتِ دِمَاءٍ ..بِالرَّمْسِ .. بِاللَّحْد
عَلَى رِئَتِي حَشْرَجَةٌ تَذَبِّحُ نَحْرِي
أَدْغَالُ الضُّلَوعِ تَتَنَاثَرُ بِالسُّهْد
وَهَجُ الْخَوْفِ بَيْنَ لَيَالِي الدُّجَى
بِالْحَشَا خَنَاجِرٌ غَادَرَهَا الْغِمْد
أَزْمِنَةُ الْجَفَافِ وَ اللَّعْنَةِ وَالسُّخْط
تَدَفَّقَتْ حَتَّى الرُّبْعِ الْخَالِي بِسُيُولِ الْحِقْد
اِنْحَدَرَتْ ذِئَابٌ وَ بَنَاتُ آوَى
عَلَى السُّفُوحِ وَ الرُّبَى الْمُمْتَدّ
تَذْرُو الْغُبَارَ وَ الرَّمَاد
تَدُسُّ السُّمَّ بِالشَّهْد
اَلْبُومُ وَ الْخَفَافِيشُ حَطَّتْ بِسَقْفِي
تُلَوِّثُ سَمْعِي عَنْ عَمْد
كَسَحَتْ اللَّحَظَات تَدُقُّهَا
فَلاَ فَرْقَ بَيْنَ ضَلاَلَةٍ وَ رُشْد
سَجَمَتِ الأَحْدَاقُ تَتَلَوَّى
اَلدَّمْعُ مُنْسَكِبٌ بِلاَ عَدّ
فَتَكَتِ الرِّيَّاحُ الْهَوْجَاء
بِوَذْفَتِنَا الْخَضْرَاء وَالزَّهْرِ وَ الْوَرْد
غَيْمَةُ الرَّصَاصِ وَوَبَالُ الشَّظَى
مِنَ الأَعْلَى حَتَّى الْوَادِي الأَقْصَى مُنْهَد
فَيَا لَهَف نَفْسِي وَدَمْعِي
عَلَى هَدِيلِ الْحَمَامِ..آهَاتُ الْفَقْد
هَاجَرَ التّغْرِيدُ وَالشَّدْوُ
وَالْكَاهِلُ مُثْقَلٌ بِالصَّفْد
الرَّطْبُ وَ الرَّغِيدُ نَأَى
اِزْدَانَ الدَّرْبُ بِالنَّحْسِ وَ الْقَيْد
حَتْفُ الأَفْرَاحِ بِيدَ بِالْقَلْب
وَالأَيَّامُ جَادَتْ بِالنَّكْد
اِرْتَدَتِ اللَّيَالِي السَّوَاد
فَكَيْفَ نُغَنِّي وَ نَطْرَبُ لِلْوُجْدِ؟
رَشَقُوا الْفُؤَادَ بِسِهَامِ الْقَهْر
صَمْتٌ وَ دَسَائِسُ الْمَكْر وَ الصَّدّ
سَالَ غَيْظِي وَ ضَيْمِي بِأَمْسِي
وَيَوْمٍ بِالظُّلْمِ أَكْثَرُ وَقْد
أَيَا آسِرِي ! فَأَنْتَ أَشَدُّ وَقْع
مِنَ الْحُسَامِ الْقَاطِعِ الْحَدّ
بقلم رحيمة بلقاس
25-5-2012
سلا -- المغرب
#رحيمة_بلقاس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟