أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أنا معكم














المزيد.....

أنا معكم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 13:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنا حين أسرح بأفكاري بعيدا أكون معكم ,فأين سأذهب مثلاً!!حتى وإن ذهبتُ إلى المريخ أو إلى كواكب أخرى فخلال ثانية واحدة أجد نفسي بأنني ما زلتُ معكم ولم أفارقكم؟وأين سأكون إن لم أكن معكم!!أنا دائما يا أبتي معهم ولكن هم الذين ليسوا معي,فحين أذهب لأحلق بعيدا في الفضاء الرحب يبقون هم على الأرض وكأن أفعى من الأفاعي العاصرة ابتلعتهم, أو أن الجاذبية احتضنتهم وأنا تركتني طليقاً في الفضاء أسبح بين النجوم وبين الأقمار وبين أقوال الفلاسفة,وحتى حين أغيب عن الوجود أكون غائبا من أجلهم وحين أحضرُ بينهم يكون حضوري مثل ملح الطعام على المائدة ومثل زجاجة نبيذ بيد رجلٍ ماجنٍ,أنا معهم....أنا معكم ولستُ غائبا عنكم, ورغم أنني أأخذهم معي في سهوي وفي أحلامي الطويلة غيرَ أنني لم أشهد عليهم طوال حياتهم بأن أخذني أحدهم إلى السينما لأشاهد فيلما رومانسياً أو إلى قلبِ رسالة لم يفتحها صاحبها بعد,ولم أشهد على أي أحدٍ منهم بأن أخذني تحتَ شجرة لوز أو دالية من دوالي العِنب لكي أُرخي العنان لمخيلتي كي أسبح في الفضاء اللامحدود,أنا يأخذني الحلم البعيد إلى أبعد مدى وليس إلى أقصر مدى ومع ذلك أنا معكم لم أرحل عنكم ومتابع جيد لكم ولأخباركم,ولم يحلم لي منكم أيَ إنسان بيومٍ جميل أقضيه مع نفسي أو معه ولم يتمنى أحدٌ منكم لي بالحياة الطيبة وحتى اليوم لم أسمع من أحد كلمة:طاب نهارك..أو طاب مساؤك...ولم تُشردهم أفكارهم بعيدا في عالم الوعي واللاوعي كما تُشردني أنا,وصحيح أنني في أغلب الأوقات أكون فيها غائبا عن الوعي بسبب تشغيل مخي وعقلي كثيرا في مساءل مهمة ولكن صدقوني أنني معكم في كل كلمة تقولونها وفي كل حرف تكتبونه أو تلفظونه.

أنا معكم على طول الخط وصحيح أنني أسرحُ بأفكاري بعيدا عن المكان الذي أجلسُ فيه معكم ولكني لم أغادر مكاني أبدا وأنا معكم أشارككم الحديث,كنتم تتحدثون عن أسعار الخيار والبندورة والباذنجان والبطاطس وعن غلاء المعيشة,وأنا كنت أسمع كل كلمة تقولونها رغم اتهامكم لي بأنني لستُ معكم وبأنني دائما شارد الذهن والبال, وهذا صحيح أنني شارد الذهن والبال وأفكاري ومخيلاتي يأخذنني بعيدا في عالم غير مجرب وفي قارة ما زالت عذراء لم يفتحها فأسٌ ولا ازميل ولم يستعمرها ملكٌ أو أمير أو وزير,أنا معكم تحدثوا بما شئتم.

- يا أبا علي أنت لست معنا.


-لا والذي نفس أبي عليٍ بيده إني معكم كيفما توجهتم وأنى ذهبتم ,وإن غبتُ عنكم لحظة من اللحظات فإن غيابي يكون بسبب ذهابي لأحضر لكم من حبات المطر شُربة ماء,وإن غبتُ عنكم وأنا أجلس إلى جواركم فإن غيابي يكون على الأغلب بسبب حلمي بأن أحقق لكم أحلامكم,فأنا دائما ما أحلم بتحقيق أحلامكم أو رغباتكم المضنية وبودي لو أُقطع لكم من لحمي لأطعمكم جميعا فجسدي الشهي يشتهي أسنانكم وأفواهكم,وبودي لو أتبرع لكم بكل أعضائي الجسدية,وحاليا من كان منكم بحاجة لعيني أو لقرنيتي فإني لن أبخل بها عليكم ومن كان محتاجٌ لقلبي فليأخذه مني ومن كان منكم بحاجة إلى كِليتي فليأخذها إذا تشابهت أنسجته مع أنسجتي وإن كنتم بحاجة إلى عقل مثل عقلي فأنا جاهز لأعطيه له على أهبة الاستعداد,أنا معكم,صدقوني أنا معكم ولستُ ضدكم,وبخصوص غيابي عنكم في بعض الأوقات فإنه يكون بسببكم فقد أذهب أحيانا إلى كوكب المريخ وأحيانا أذهب مع النظرية النسبية إلى خارج المجرة وأحيانا أجلس مع الكاتب (أوسكار وايلد) وهذه المرة أجلس مع جملته القائلة: (الوهم هو بداية كل الملذات ) إنني أتلذذ بشكلٍ جيد على أوهامي ,ودائما ما أحاول أن أتعلم شيئا جديدا لأعلمه لكم , أنا معكم ومنكم وإليكم علما أن الكل يدفع بي إلى الوراء.


أنا معكم من لحظة ولادتي,فمنذ تلك اللحظة وأنا لم أفارقكم أبدا ودوما آتي أو أجور على نفسي وكل ذلك من أجل إرضائكم جميعا.. وكتبتُ لكم أغنية للشتاء وكتبتُ لكم أغنية للصيف,واستعملت الأقلام الملونة واستنفدت كل ما بمكتبتي من ألوانٍ ومن أقلامٍ متعددة لكي أكتب لكم ولكي ألون صفحتكم بألوانٍ زاهية,ذلك أنني معكم ولأثبت لكم أنني معكم فإنني كما يعلم البعض نذرتُ نفسي من أجل إسعادكم,أنا معكم لم أنهض من مكاني رغم أنني سارحٌ في أفكاري إلى عوالم أخرى لم يدركها جنيٌ أزرق أو إنسيٌ ملطخ بدم المعذبين ,وغبتُ عن الوعي كثيرا حين كنتُ أرسل أفكاري إلى أبعد مدى وكان كل أهل البيت يسألون عني أين أنت؟وأين ذهبت؟وهل أنت معنا؟وحين كانوا يكررون تلك الأسئلة كنتُ أصحو من غيبوبتي لأقول لهم:نعم أنا هنا,أنا معكم, فيقولون :لا والله أنت سارح في أمكنة بعيدة عنا, فأبتسمُ بيني وبين نفسي ابتسامة لا تكاد أن تُرى إلا تحت المجهر وأقول بصمتٍ بالغ الأثر:كنتُ هناك أقطف لكم زهرة وكنت هنالك أبحث لكم عن وطن جميل فيه خبز كثير ووافر وفيه مراجيح للعيد,كنت هنالك في العالم الآخر,كنت في حضن أبي أبحث لكم عن رسالة مكتوبة بالأزرق وبالأحمر,كنتُ هنالك في حضن أبي أبحث عن يوم ترتاح فيه أفكاري, كنت أقول له :أنا كتبت للصيف وللشتاء وللربيع الأخضر,أنا كنت هنالك معكم جميعا كنتُ أبحث لكم عن عالم آخر أكثر رُقيا من كلماتي وأكثر مجدا من أعمالي,كنتُ أبحث عن وسادة طرية أضعها تحت رأسي لكي أنام مع خيالاتي ومع المتهيئات التي تتهيأ لي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي
- شخصية محمد البارزة
- المغامرون والمحافظون
- الاسلام مطلوب للعدالة
- كلمة القتل96مرة ذكرت في القرآن
- الحضارة سقوطها ونهضتها
- لماذا لم يحج اليهود إلى الكعبة؟
- سيميائية اللغة
- عيد ميلادي أنا وكلماتي
- صعب تقليدي
- ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول
- بشار بن برد شهيد الحرية
- نكاح الوداع الأخير
- طفولة الإنسان الطويلة
- بين الأخلاق والتكنولوجيا
- دموعنا
- التحول إلى الديانة اليهودية
- دعاء النبي عن العلم الذي لا ينفع
- يا ليت أنني لم أتثقف


المزيد.....




- مفاوضات نووية -حاسمة- بين أمريكا وإيران في ظل تهديد ترامب با ...
- إقالة قائدة قاعدة عسكرية أمريكية في غرينلاند بعد انتقادها فا ...
- ما هي أبرز العملات المستفيدة من تراجع الدولار في ظل اشتعال ا ...
- دعوى تطعن في عقوبات ترامب على مدعي عام الجنائية الدولية
- ماذا قال ترامب عن أول فحص طبي سنوي يجريه منذ عودته إلى الرئا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة ضابط وجندي بجروح في اشتباك جنوب ...
- كيلوغ يتهم صحيفة -ذا تايمز- بتحريف كلماته بشأن أوكرانيا
- الجيش الإسرائيلي يلغي رحلات لإسرائيليين إلى داخل سوريا بسبب ...
- بالفيديو.. حريق بمحيط ميناء الجزائر العاصمة
- ترامب: قد نقدم استثناءات لعدة دول من الرسوم الجمركية ولكن لي ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أنا معكم