|
المشطوب من النص قراءة في نصوص جواد الصالح
عبدالرزاق الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 10:00
المحور:
الادب والفن
حين تدشن روحك عند رصيف الوحده،يتناسل الوجع على سطر الذاكرة 0وتأتي المرئيات لتشكل سردا لحكاية لاتفارق وسادة الارق0العناوين تأخذ الحيز الاكبر من تاريخ مسجل عبر سنوات بمداد الالفة والمحبة والتاريخ 0000 مأساة حرف السين-حديث امرأة منكوبة-حان وقت العرض000عناوين تدخلنا الى متون همٍّ تطل منه ظلال مأساة تتجلد بالكتابه امام سياط الحديث السري بين الروح ومأساة الغياب تفاجئنا صورة الظلال الغائبة (ضياء يشحب في الغرفة000)ان قاموس النصب لايمتد بعيدا يتركز في الان التي تفترس الازمنة عبر افعال ماضية متلذذه بألم اللحظه التي لاجدوى من الانفكاك منها0 التفاصيل هي خلاصة لالم وأذا ما (لملمت بقايا جسدي 000وعبثا فتشت عن مخرج) فالسارد لايعني الاخر بل تجاوز الحزن الى اكثر من شخصيه لعل الحروف تبتعد مجازا من علة الروح وتكف عن التمرغ في سؤال ملح 000سؤال كوني ينأى بعيدا الى تفتيش مفازات لاوجود لها عن خبايا دفتر الوجود حضورا –وغيابا ثم تبادرنا النصوص بلذة ليلة فائته (لذيذة انتي بطعم الخمر000بوهج الجمر في الشتاء ،بطعم الهمس انصاف الليالي000برعشة العصفور) المكبوت 00الحرمان00الزمن هدوء يشكل لذه ىخمرية –تحس بلذة الدفء –ليس دفئا بل جمرا في وقت الرغبة، شتاء/انصاف الليالي لايمكن اخفاء رغبة حسية تبدأ ب(لذيذة وتنتهي برعشة) النص ( تداعبني عيناك بخبث/ تسرق الكسل من روحي / سحرك سيدتي/ يمزق الوهن في جسدي) العناصر تتركب في تفعيل الحس امام الاغراء 0وتتلازم الصور لتنطلق بتواصل الى عبارة حجر الاساس للسكون بعملية تمزيق الوهن 00وتلك صورة احياء ليلة ضاعت في سبات المنامات القديمة والتي تحتل الان زمن الركود حيث تنطلق الروح في مسارات البحث للخلاص من الوهن الحقيقي التساؤل يأتي مشبعا بالشفقة (اكل النساء مثلك / تطرد الحزن في الليل 00وتطعم الاغواء) هذا التكرر على احساس بالفجيعة ينتقل من آهات متكررة ليقف امام البياض مسجلا بأزاحات بلاغية مختزلة ومعبرة ، وراسما على الحرف حافات موخزة لاتستطيع الروح معها الا مطاردة الوهم عبر فضاءات الضياع 0ليفتح مساحة رائعة للروح في نبش سجل الليالي 0متوهما بأن يمكن للعبارة او الكلمة اختزال الزمن والعود به الى نقطة مضيئة تلون الليل بأبتسامتها يمكن ان يكون النص فاضحا بقية النصوص وجامعا لكل تجربة المرارة عبر محاولات عديده 0وتحت عناوين مختلفة 0فالوقوف امام عنوان (حديث امرأة منكوبة) يمكن محاورة بقية العناوين عبر جدلية السكون/الحركة، الفعل/اللافعل ، الرغبة /الوجع ، الضياء/الظلمة0 المفردات التي توجز الخلاصة لعبة الخروج من ليلة موحشة000 (تفاحتي / ابواب شبق وردية000اقراص اللذة000تفاحتي ندية) التمكن من ممارسة لعبة الوجود عبر الحياء00حياء مكشوف وراء خط الحرف الاسود، فالمخدع الليلي حاضرة الوجود الاول0 (تفاحتي ، ليل مشرع / وابواب شبق وردية / منها انبثق الوجود / وصار للاشياء حضور) عفة الروح ، والذاكرة الطاهرة لاتبوح بالفعل الحقيقي الا عبر رسم صوتي لايخفي رغم زهده الظاهر عن رغبة التمرغ في حضن تلك المرأة التي لولا وجود الذات الفاعلة لن تسجل للاشياء حضورها0 الغنائية هي بوح علني لايمكن للسرد الهاديء ان يسد منافذ كشف الرغبة الملحة0وهنا يتلاعب النص بنا ليجعل سر المخدع مكنونا في مخيلة الراوي ونتابع(على وهجها / كانت قباب النرجس / تنشد الاغاني واقراص اللذة) الحكي هنا يبقى في دائرة غنائية هائمة في دائرة ضيقة جدا0فأعلان التواصل يمتد الى مساحات شبق جديدة (قباب النرجس /تنشد الاغاني) النرجس عطر ، والاغاني صوت ، اترى هناك بعد بين الرائحة والصوت ام هي خطوة جريئة لهز الليل الساكن بحضور اكثر بهاءً 0 لانريد الاطالة او تجاوز الذي لايمكن تجاوزه 00فالمرأة المنكوبة 00هي ذات تكتب في ظلمة الوحدة وترسم نقاط ضوء عبر زمن متلاشي ليكون الوجع لذيذاً عبر استذكار مخفي بأنين لاهث وراء رائحة الانثى التي لم تعد حاضرة جواد الصالح ، في مكنوناته يبوح باسرار تلازمه ، يرفع ذراعا ليزيح غطاء العتمه ليرى0 والرؤية زئبقية لايمكن رسم كل جوانبها بعبارة او نص 0وهنا تتحاور النصوص عن ذاكرة ندية لكنها تتشابك رغم محاولات الافلات من جميع الاشياء لتبقى حضوراً يريح النفس من لهاث البحث عن عبارات معينة0 وهذا البحث الدائب يدور في فلك مواجع مثقلة بالحزن فيدخل فضاءاً اوسع ساحبا معه مرئيات الضياع الى ضياع اوسع وفي مجال ارحب0 فيتطور الحرف الى كلمة00ثم جمل ثم نسقاً يضم وجع الذات مع وجود الوجود الكلي0 كانت كتابتي عن قراءة الشطوب الذي يتدارك السارد في البوح فيه0لكن هذا الجمع بين مناخ ليل المكابدة ، وليل الناس يشكل نصوصا يمكن ان تكون لها قراءة مغايرة 0 تلك كانت محطة امام نصوص محكمة في غنائية سردية ، وبعبارات وتراكيب تجاور الحياء الشخصي لكي لاتبوح بتمردها العبثي وتحاول التملص من اللهاث المسعور حين تدخل مساحات الوجع الاكبر0 كان بودي ان اعود ثانية للقراءة واكتب غير ما كتبت لاني امام استحقاق ادبي لايمكن عبوره بكلمات الاطراء 0 اني امام نصوص فيها لعب سردي وشعري وغنائي جعلني احلم بان اكرر القراءة مرة ثانية0
عبدالرزاق الخطيب
#عبدالرزاق_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
-فلسطين.. شعب لا يريد الموت-.. كتاب جديد لآلان غريش
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال
...
-
الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و
...
-
جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار (
...
-
جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي
...
-
إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي
...
-
-ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
-
تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي
...
-
حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت
...
-
بعد غياب 13 عاما.. وصول جمال سليمان إلى سوريا (فيديو)
المزيد.....
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
المزيد.....
|