علي قاسم مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 23:39
المحور:
كتابات ساخرة
قرض الفئران وقرض الانسان
فتشت وبقدرة باحث عالية الهمة دون كلل أو ملل علّي أجد بعض ما يفرق بين الفئران والسياسيين الحاليين في عراقنا الجريح. لم أجد إلا التشابه التام وغير القابل للتغيير وفق أنظمة المتغيرات العامة والخاصة. ويا للأسف الشديد على تعبي وسهري في الليالي، كي أريح بالي وبال القارىء وذهب بحثي وتعبي أدراج الرياح. حمدت الله كثيراً ، حيث تبين لي إن الفئران تقتات على قرض الملابس البالية والجديدة لأفرق لديها وتبحث في أروقة خانات الملابس بكل عزم لا تمل ولا تكل و تقرض كل ما يقع تحت أسنانها النشيطة لا تميز بين الماركة الجيدة أو البالية وهي دؤبة في البحث لها ولعيالها المساكين الذين تعلمهم (وصايا القرض بحكمة عالية) ووجه الشبه بينها وبين السياسيين الحاليين الذين تبؤا العملية السياسية الحالية كبير حيث يقتات معظمهم على قرض الأخر دون خوف أو وجل ولا يفرق بين قريب أو بعيد يتهم هنا ويشمر هناك ويردد مصطلحات لا يفهم معظمها، حفظها عن ظهر قلب (طائفية، فدرالية،كونفدرالية ، انتخابات مبكرة ، تنحي سحب الثقة، والخ) ونسى كما تنسى الفئران أماكن المطابخ التي يتوفر فيها كل ما يروق لها من خبز واجبان ( أخوة - عدالة - شرائع. مواطن، كهرباء، ماء ، مجاري، نقل، ،امن ، أمان والقائمة تطول) وأصبح همه الأول القرض بقدر المستطاع ليضمن حياة لا ينقصها الركض وراء الحافلات والانتظار ساعات وساعات لغرض الحصول على هوية عراقي جديدة (أم الفسفورة) ، والنوم على السطوح للتنعم بضوء القمر مع موسيقى الرصاص الطائش ولدغ البق اللعين وأصبح همه كيف يقضي الوقت بالتنقل على شركات العقارات الخاصة بالقصور والدبل فاليوم وتمر الأيام والسنين ليضمن راتبا تقاعديا يفوق راتب 100 موظف عاملين في الشركة العامة لنقل الركاب تحت عنوان (جابي) قد يتساءل البعض ويشك في هذا الموضوع لكن صاحبكم كاتب المقال جابي وحسب المعادلة بشكل صحيح ودقيق... ولله في خلقه شؤون.
#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟