أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - طفولتي التي تبقى في الذاكرة دوما-














المزيد.....

طفولتي التي تبقى في الذاكرة دوما-


زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)


الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 13:45
المحور: الادب والفن
    


كنت في طفولتي أعيش في بغداد منطقة العلوازية قرب جسر القديم ، وكلية الحقوق أيام زمان في العهد الملكي ، كنا ستة أخوة مع والدتي التي كانت تقوم بتربيتنا ، وكان والدي متزوج لأمراءة غير والدتي وكان كل ثلاثة أيام في الاسبوع يمر علينا ، لسد بعض الأحتياجات ، وكنا ساكنين في مشتمل لعائلتين ، ونحن كنا في غرفة واحدة ، تستغل الغرفة للمنام والطبغ والغسل ، وليس لدينا أي من الأقرباء لأن والدي من محافظة اربيل - والتحق في التمريض العسكري ، وظل في بغداد لسنوات كثيرة ، أما والدتي فهي كذلك من نفس محافظة اربيل ، وقد عانينا الكثير من الفقر ولقمة العيش ، لكن والدتي كانت ذكية حيث طلبت من والدي أن يعلمها كيفية زرق الأبر ، وفعلا" تعلمت هذه المهنة خلال فترة قصيرة وأصبح عيش العائلة على هذه المهنة التي تعلمتها والدتي ، المرحومة والدتي عانت الكثير في حياتها من أجلنا ، وكانت في مناسبات كثيرة حينما نجلس في الغرفة تأخذ في البكاء الصامت ، لأن والدي قد خدر بها لأنه تزوج بعدها أمرأتان أي ليصبح صاحب ثلاثة زوجات ، زوجة من سكنة بغداد ومن منطقة خانقين أصلا" والثانية من منطقة زاخو القضاء العائد لمحافظة دهوك وأما والدتي فقد أهملها والدي وتركها لظروف قاسية جدا" ، لكن كانت أمرأة عصامية لاتقبل الصدقات أو المساعدات كنت دائما" أسمعها تقول عيب على الأنسان أن يتقبل الصدقات وهو معافى صحيا" ، وكنت صغيرا" أخذتنى الى أحد أسطوات البناء قرب بيتنا وقالت للأسطة أقبله عندك للعمل والأسطة قال هذا صغير لايتحمل العمل قالت لايهمك ذلك أنه قوي البنية وفعلا" تم قبولي وأشتغلت معهم الى أن أنتهى العمل وبعدها سقطت طريح الفراش وتمرضت عدة أيام لكن والدتي كانت نوعما قاسية ولم يهمها ذلك قالت لي أبني سوف تكبر وتعيش أطفالك هذه مشيئة الحياة لاتهتم ، ولا أعاتب والدتي التي عانت ماعانت .. لكنها خلقت مني أنسان يتحمل جميع الظروف القاسية ولحد الأن ويذكرني ذلك دوما" شعر عبدالامير الحصيري الذي يقول في أحد أبياته تعلمت الجوع بجميع أنواعه ... ولن أحترم هذا الزمن طالما يوجد طفلا" منكسر العينين ...يذكرني ذلك دوما" ويذكرني كذلك الشاعر الكبير محمد الماغوط .. هؤلاء يبقون في ذاكرتي أتقاسم معهم وقائع مشتركة ،وأتذكر كذلك منطقتنا الجميلة منطقة الكسرة ، ففي سنوات 1957 كان الملك فيصل الثاني يمر من شارعنا وكنت أسرع منطلقا" للركض وراء سيارته السوداء ، والخيول الملكية تسير وراءه ، وتعزف موسيقى شيش كباب ، كنت أرتاح نفسيا" من هذه المناظر الجذابة ، والفقر الذي كنا نعاني منه ، يغيب من تلك اللحظات الجميلة ، وكنت في رجوعي للبيت أشرح لوالدتي عن مرور الملك الذي أشاهده أكثر الأيام وجه نوراني جذاب ، وكانت والدتي تأخذ بالضحك على ما حملته من أخبار لها ...



#زيد_محمود_علي (هاشتاغ)       Zaid_Mahmud#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهات نظر أجنبية في القضية الكردية ....
- الكتابة
- المسألة الكوردية .. وقضايا في الذاكرة
- الثورات وعصر التغيير
- لمواجهة الدكتاتوريات المستقبلية
- أزمة الدينار العراقي من المسؤول ؟
- سيرة ابراهيم تونسي في امسية اتحاد الكتّاب فرع اربيل ...
- تروتسكي ... مفكر الثورة المغدورة
- المانشيت في الصحافة الحديثة
- حكاية قديمة
- الحمار الواقف امام المرآة
- غرامشي وادوارد وقضايا المثقف
- الأحزاب السياسية الكبيرة .. بين النهج والبرنامج
- نحن الكرد ....... ..علينا أن لانخطىء الحسابات مرة أخرى...
- بعض الحقائق عن شريحة الكورد الفيليين
- المتقاعدين بين الحرمان ومال في تحسين أوضاعهم
- ظلمناك يا تروتسكي
- بغداد والثورة التونسية الشعبية
- من دفتر ملاحظاتي - القسم الرابع - زيد محمود
- مقتطفات من الواقع الاربيلي


المزيد.....




- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد محمود علي - طفولتي التي تبقى في الذاكرة دوما-