جاسم محمد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 21:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أيعلم الأستاذ أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي أم أنه لا يعلم , أن هناك رجلاً عراقياً جُبل من ترابِ ما بين النهرين ألقاً , قد أنهى مثل اقرانه دراسة الطب , وله مثلهم أحلاماً وردية جميلة لكنه أختلف عنهم في وسائل الوصول أليها , وَسائِل بعضهم لا تهمني لبؤسها – أدواتها الجشع - , أما وَسيلته فهي عجلة يستاجرها ليطوف بها وخيمته وبعض من الادوية , أحياء البؤساء من سكان المدن والقصبات والارياف , الذين تفترسهم الامراض والأوبئة وتُطبِقُ عليهم عوالم الجهل والأمية , ويعبر على اكتافهم فرسان الخديعة بدءً من صلاة الفجرِ حتى هزع الليل الاخير , يجرجرونهم واحداً تلو الآخرالى مستنقعات ما أجادوا الخوض فيها يوماً , هذا ناصبي وذاك رافضي وغير ذلك مما أحتوت خزائن الكراهية الصدئة من عالم البداوة الموحش , أما الدكتور مزاحم مبارك مال الله فينثر الامل والحب والعافية بين أكواخهم المسكونة بالأيمان الحقيقي والفقر الذي قال عنه علي (ع) لو كان رجلاً لقتلته , واوفى بقسمه يوم نال شهادة الطب , فأنحني انا وعائلتي له أجلالاً وهو يمسح بعطف أبوي على رؤس اطفال حالمين , بمدرسة أو دار حضانة أو بيتاً لائقاً ياويهم , وهو على هذا الحال مواضب , ولذا صار من حق الناس أن تتسائل , أوليس من الانصاف أن يلتفت الأستاذ أسامة النجيفي الى تلك الظاهرة الأجتماعية الراقية , التي تجسدت في سلوك الدكتور مزاحم مبارك في معالجة الناس مجاناً , في زمن نحصد فيه نتائج سنوات الاستبداد والخيبة , التي ضربت منظومة قيم العراقيين في الصميم , واخرجتهم من فروسية ما جادت به شمائل الاجداد , ومهدت للأنانية والجشع وتغليب المصالح الذاتية على مصالح المجتمع , بشكل يدمي القلب ولا يستقيم ألا على أيدي فرسان كهذا العراقي المحلق باناقة فوق جراحنا , فكم سيكون جميلاُ لو أنه حضى بدعوةٍ خاصة الى البرلمان ليُكرَمَ باسم الشعب , حتى يصير مثالاً لملايين الاخيار من أمثاله , ليردموا معاً مستنقعات الفساد , وليوقفوا مشاعرالأحباط حتى تزدهر الحياة ويعود لوادي الرافدين ألقه المنتضر .
بغداد في 24 -4 - 2012
#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟