ندى الخوام
الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 12:31
المحور:
كتابات ساخرة
حمــلة تبـــــرع للسمــــاء...
كم يكفيكِ أيتها السماء من القرابين لترضي عنا ...؟ فقد خرجنا أفواجا نعرض أنفسنا لكِ فأحصينا... وخذي خذي حتى ترضي ... وأنهي تفرجك علينا ...
فالمسرحية تعرض كل يوم طيلة عمر العراق... العرض نفسه, الحوار مرتبك, الخشبة مهشمه... وأنتِ تعاندين بعدم إسدال الستار... وبائع التذاكر نفسه منذ بدء الخليقة وهو يتصفح وجوهنا عبر نافذة الزجاج تلك ... يطالب بقبول استقالته ... زئير ضميره يؤلمه بقطع تذاكر بلاعودة لشعب بلا ثمن... وحده الذي يتغير كل يوم ...( الجمهور) ...
بدا العرض سخيفاً يوم أمس في مسارح مدينة الموت والجنون والخراب والخوف (بغـــداد) لم يعد يحقق نجاحاته ,والمبيعات تشير بالعد التنازلي (200 _ 250) تذكرة فقط هي التي بيعت ليوم التاسع عشر من نيسان .. فثمة هبوط بالميزانية وربما تعلن السماء إفلاسها ...
فهلموا معي نتبرع للسماء بثمن تذكرة ... ولاتبخلوا ... زهيد جداً ثمن التذكرة في وطني ..
وطني... تبدو غريبة تلك الكلمة أين أنت ؟... يا أيها الناس ..من رأى منكم وطني ... ليخبره أن يلحق بنا في حملة التبرع تلك ... نحن بأنتظاره هناك واقفون على شباك بائع التذاكر ... وطني ضخم الجثة بالرغم أنهم يبعون له كل يوم تذكرة قبالة بضع أشبار منه ... ومازال ضخم الجثة.. لدرجة أنه يزاحمنا على نافذة شباك بائع التذاكر ... فعمر جسده بعمر أنبيائه
لمن أرفع التعازي هذه المرة ياأيتها السماء ... للدم الذي بلاثمن ... أم لذوي الشهداء ... أم لنا نحن البقية الذين ننتظر دورنا حين ينادي بائع التذاكر بأسمائنا ... جمهور العرض القادم ... تقدموا ..
نــــدى الخــوام 4/20/ 2012
#ندى_الخوام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟