ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 15:40
المحور:
الادب والفن
كنا فيما مضى
من الأيام الماضية الجميلة
حينما كنا حبيبين
متعانقين
كنا في وضع لا يتيح لنا
أن نحلم بسواه
وضعنا آنذاك كان هو حلمنا
وغايتنا
أن نبقى على تلك الشاكلة
العفوية
والمغوية بحنين لا يضاهى
أن نبقى في عناقنا
الذي كنا نحسبه أبديا
لم نكن نعرف أن الفراق
كان ينتظرنا
عند باب منعطف صادم
فافترقنا رغم كل تلك القيود
التي كانت تلحمنا
وذهب كل واحد منا
في طريق مجهول وهو تائه
ومكظوم
ونجح القدر في نشتيت حلمنا
وما أن نلتقي الآن فجأة في صدفة عابرة
حتى تستوي الغربة بيننا
وبين طريقينا كما يستوي السكين
على عنق الدبيحة
غربة ساطعة كالشمس
غربة مدلهمة كالدجى
صرنا أعميين حقيقيين
لكن الماضي وحده هو من يحملق فينا
ويرانا واضحين مثل نبضات القلب
أنا لا زلت أحن إليك يافائي يامعجزتي المختفية
وأعرف أنك لا زلت تتذكرينني
حتى ولو أن الذكرى لن تفيذ في شيء
ولا تجدي رغم كل هذا الحنين
لو الزمن يرجع بنا للوراء
لستطعنا مسح أخطائنا البريئة
ولتجنبناها وهي الآن يبست
من جراء الإهمال في بركة النسيان
لا زلت أتذكر الآن
جسدك النحيل والمفتوح
في اللون والرغبة
فأرتعش
كغصن وحيد وعاري في شجرة
هجرتها العصافير في الموت
أتذكر الأمسيات
والليالي المحمومة
حينما كنا نشعر فعلا
بأننا نحيا ونغني بشكل حقيقي
وبأننا نفوح مثل أزهار الربيع
وأحرار مثل نوارس البحر
روحي مع روحك
كانتا ولا زالتا مندغمتين
في عناصر من ماء
لكن الماء الآن مالح كماء البحر
والماضي الذي أخذته الرياح معها
إلى غير رجعة
ليس به أن يعود بنا مرة أخرى
مات وقتنا ولم يمت الحب فينا
مات زمننا ولم يمت الحنين فينا بعد.
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟