أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ليث حميد كامل - شباب في متاهات الحب














المزيد.....


شباب في متاهات الحب


ليث حميد كامل

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 12:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ أن خلق الله النفس البشرية حيث خلق ادم عليه السلام وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام وخلق من ضلعه الكائن الذي يفترض أن يملئ حياته بهجة وسرورا وكانت البشرية التي أراد الله لها أن تستمر بلقاء هذا الضلع بالجسد ولم يجد الإنسان الكمال والديمومة دون ذلك اللقاء فطرة الله التي فطر الناس عليها ثم انعم عليهم أن جعل بينهم مودة ورحمة ،ويبقى الإنسان يسير في حياته وعينه إلى ارتقاب ذلك اللقاء منذ أول لحظاته التي تنير القلب و توخزه كلما اقترب الجسد من الضلع والضلع من الجسد ليترك بعدها فجوة في أعماق قلبه المسكين لا تسد إلا إذا اقتران بنصفه الأخر,وهكذا يبدأ الشباب بالسعي وراء أحلامهم وفي أذهانهم الصورة التي طبعتها قصص الغرام وأفلام الشاشة السوداء لتأتي لنا بشباب ضائعون لا يرجى صلاحهم إلا ما رحم ربي لأنهم أرادوا أن يعيشوا تلك الأحلام وملئ تلك الفجوة من دون اختيار الوقت المناسب والشخص المناسب والعمر المناسب ,متناسين هذه الأساسيات التي لم يثقفوا فيها ليحفظوا أنفسهم من السير وراء أوهام كل ما تمنحه لهم هو مآسي ولا شيء غيرها ،وذات مرة وبينما أتنقل بين محطات الإذاعة وإذ استوقفني إحداها وكان الوقت قبيل منتصف الليل وكان يذاع لحظتها برنامج يستمع إلى مشاكل الشباب العاطفية وبدء كم هائل من مشاعر هؤلاء الشباب تنهال على أسماعنا كلاً يبكي على ليلاه ولا أخفيكم سراً أن المذيع كان مستمع جيد ومارس دور المعالج النفساني رغم أن وقت البرنامج لم يسمح له بإعطاء الحلول الكافية إلا إني وجدت أنهم كانوا يشعرون بالراحة لمجرد التصريح بما في نفوسهم بأسماء مستعارة وكأنهم كانوا بحاجة إلى أناس يشكون لهم مرارة الحب الذي رأيته يهدم جدران قلوبهم الرقيقة وهم في متاهات لا آخر لها يبثون فيها أحزانهم إلى مذيعهم فهذا يشكو من خصام حبيبته وهذه لا تعرف إن كان حبيبها يحبها والطامة الكبرى تلك التي تقول أنها هربت مع صديقها تاركة زوجها وطفلها للفضيحة والمصيبة التي هزت أركان بيتها ,وأمور لم نكن نراه إلا في القنوات الفضائية والأرضية ! والآن أصبحنا نسمعها بآذان غير واعية ونعيشها لحظة بلحظة مندهشين لهم, هل هذا هو حال شبابنا هل يمكن أن يهدم الحب فلذات أكبادنا ؟ نعم هذا الواقع لأننا لم نربي أولادنا على هدي نبينا محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم بل تركناهم لأصدقاء السوء والكتب المشبوهة وقنوات التلفاز المسمومة يتناوبون على تربيتهم ،فمنذ أن يبدأ الطفل في محاولة فهم ما يدور حوله نتركه تحت رحمة الشركات الغربية لإنتاج أفلام الكارتون ثم يكبروا على مسلسلات الغرام حيث الشرف والفضيلة لا وجود لها ,تحكمهم تكنولوجيا عصرهم ومواقع الانترنت وما ادراك مواقع الانترنت , ثم نريد منهم أن يكونوا أبناءً صالحين ونستغرب إذا رأيناهم ينحرفون قالباً ومضموناً ،نحن سبب ضياعهم لأننا كنا نموذج لأناس لا يتعاملون إلا بالشكليات فنحن مسلمين بالنشأة ولم يكن الإسلام هو منهاج حياتنا رغم إننا نؤدي الطاعات الربانية تقليداً لما وجدناه ولم نسأل أنفسنا لما هذه الطاعات ما المغزى من الصلاة ولماذا نصوم ولماذا نغترب عن أرضنا لأداء مناسك الحج أو العمرة,يا إخواني إن صح إننا مسلمون فنحن ابعد ما يكون عن الإسلام الم ترو أننا كيف نَفْجُر إذا تخاصمنا وكيف لا ينصح ولا يراعي احدنا الآخر ونرى ما لا يجب رؤيته ومثل ذلك ما نسمعه ولا نأمر بمعروف ولا ننهى عن منكر إلا قليل منا ,غارقين في همومنا نتكالب على حطام الدنيا ونترك أولادنا ليُربَّوا عنا بالنيابة ثم نسأل لماذا هم تائهون ,إن لم نفهم ديننا كما فهمه الرعيل الأول فلن ننجح في إنقاذ أنفسنا وأهلينا, إن لم يكن الإسلام منهاج حياتنا قولاً وعملاً فلن نزيد إلا تبعية وضياع ,وآلاف من الشباب الحيارى ،ولا تكفي الكثير من الكلمات والصفحات لتصحيح مسار أبنائنا بقدر سورة واحدة من القران الكريم على سبيل المثال لا الحصر كسورة العصر التي قال عنها الإمام الشافعي رحمه الله ( لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم) فالنجاة في فهم القران الكريم والسنة النبوية فهماً صحيحاً وإتباعهما قولاً وعملاً فلإسلام مشروع حياة وليس أداء للطاعات فقط.



#ليث_حميد_كامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايمو العراقي من أين ؟ و الى أين ؟.


المزيد.....




- الصين تفرض عقوبات على مؤسسات وأفراد كنديين
- ساليفان: لا تزال هناك إمكانيات للدبلوماسية مع إيران والصين
- بحضور الوزير التركي.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيه ...
- الجيش الإسرائيلي يعرض أمام نتنياهو أسلحة استولى عليها من حزب ...
- إسبانيا: فرحة الميلاد في يانصيب -أل غوردو- الأكبر.. فمن صاحب ...
- أساور الساعات الذكية: راحة عصرية أم خطر كيميائي يهدد صحتك؟
- ترامب: انتظر عقد لقاء مع بوتين لحل الأزمة الأوكرانية
- الشرع يستقبل جنبلاط في دمشق
- خامنئي: الشعب سيسحق من يتعاون مع واشنطن
- نتنياهو يتوعد بضرب الحوثيين


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ليث حميد كامل - شباب في متاهات الحب