|
غراس ..اذ يقتحم عش الدبابير وينتصر للحق
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 21:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس سرا القول أنه وبعد التدقيق والتمحيص في مواقف الغرب تجاه اسرائيل، منذ ما قبل صدور وعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين ثاني 1917،فاننا نجد ان هذا الغرب ما يزال يكن كراهية مطلقة لكن مقنعة لليهود ولاسرائيل . وقد يقول قائل :وما سر هذا الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه الغرب لاسرائيل؟والجواب على ذلك بسيط وهو أن هذا الغرب يدعم اسرائيل حتى لا يتغلب العرب عليها ويضطر المهاجرون اليهود المنتمون لحضارة بحر الخزر الى العودة الى أوطانهم الأصلية ،ومن ثم يعودون لممارسة الفساد والافساد في المجتمعات الغربية. أما السبب الثاني وهو الذي يأتي من حيث الأهمية في المرتبة الثانية فانه نابع من ضعف العرب الذين يدورون في فلك الغرب ولا يرغبون أصلا بازالة اسرائيل .! قبل أيام تجرأ كاتب ألماني وهو غونتر غلاس كان قد منح جائزة نوبل للسلام عام 1999 ،على قول الحقيقة فيما يتعلق باسرائيل وقال في قصيدة له نشرتها الصحيفة الألمانية تسودويتشي تسايتونغ ،بعنوان " ما ينبغي قوله" دافع فيها عن ايران واتهم اسرائيل وسلاحها النووي بتهديد السلم العالمي ،أن هناك دولة اخرى في الشرق الأوسط ،غير ايران تمتلك ترسانة نووية آخذة في الازدياد ،مع انها تبقى سرية ودون أي اشراف لأن التدقيق على اسرائيل محظور.لكنه لم يسم اسرائيل بالاسم ،ومع ذلك ثارت ثائرة وكلاء اسرائيل الداخليين والخارجيين عليه ،وتبرعوا بشتمه وكيل التهم له. لم يكن غلاس غوغائيا ولا سطحيا في قصيدته بل كان عميقا واثقا من دفاعه بل لنقل اتهامه .فقد شجب الصمت المعمم على هذه الوقائع ووصفها بالكذبة الكبرى بذريعة أن تهمة العداء للسامية سيتم تفعيلها فورا ،لكنه قال أيضا مبررا " فعلته" أنه يتوجب عليه قول الحقيقة اليوم لأن ذلك ربما يفوت أوانه غدا.! وذهب الرجل أبعد من ذلك وقال انه سئم من النفاق الغربي حيال اسرائيل المسؤولة عن تهديد السلم العالمي.وطالب بالاشراف الدائم على الترسانة النووية الاسرائيلية وكذلك البرنامج النووي الايراني ،ولعل الرجل اعتمد مبدا التوازن في هذا المجال. الخارجية الا سرائيلية أدلت بدلوها حول قصيدة الرجل ووصفتها بالرديئة ،علما لو أنه امتدح فيها اسرائيل وهاجم ايران والعرب لهللوا له وصفقوا ورشحوه لنيل جائزة يخترعونها خصيصيا من أجله.!ومن ضمن الهجوم عليه ما قاله المؤرخ الاسرائيلي توم سيغيف في مقال له في صحيفة هآرتس قال فيه أن الكاتب الألماني" مثير للشفقة أكثر مما هو معاد للسامية"كما ادعى أن المقارنة بين ايران واسرائيل غير عادلة لأن اسرائيل على حد قوله لم تهدد بازالة أي دولة عن الخارطة . ويبدو أن هذا المؤرخ الذي لا يشق له غبار قد نسي أو تناسى أن هذه " الاسرائيل"تعمل ومنذ اقامتها على شطب شعب كامل وهو الشعب الفلسطيني. المعلق الاسرائيلي شاي غولدن عالج مسألة غرانس الألماني بطريقة خبيثة وكتب في صحيفة معاريف أن الكاتب الألماني يريد التهرب من مسؤوليته التاريخية تجاه اليهود في اشارة منه الى مهزلة " الهولوكوست". بينما قال كاتب الافتتاحيات هنري برودر في صحيفة "دي فيلت" أن غراس كانت لديه مشكلة مع اليهود لكنه لم يكن يعبر عنها بوضوح مثل هذه المرة.متهما اياه بالمثقف المعادي للسامية والألماني الذي يلاحقه الخزي والعار والندم.والذي لن يشعر براحة النفس الا مع زوال دولة اسرائيل.! وتفاعلت المسألة اكثر مما كان متوقعا اذ أصدر مدير معهد سايمون فايزنتال المتخصص في ملاحقة النازيين في اسرائيل أفرايم زوروف أن غراس يتكلم بالنيابة عن مجموعة كبيرة من الألمان المعادين للسامية على حد قوله . الى هنا انتهى النص" البروبوغاندي"الذي يعتمد اثارة العواطف الكذابة ولندخل قليلا بالتفاصيل ،فقضية كراهية اليهود في الغرب لم تتوقف بل على العكس من ذلك فقد زادت بعد قيام اسرائيل ووصول الحقيقة الى الغرب بأن يهود الذين ادعوا وتظاهروا بالمظلومية بسبب كراهية العالم لهم وما يتاجرون به وهو الهولوكوست ،فانهم قاموا بما هو أفظع من ذلك ضد الفلسطينيين والعرب على حد سواء. بحكم عملي الاعلامي التقيت العشرات ان لم يكن المئات من المسؤولين والبرلمانيين والدبلوماسيين الغربيين بمختلف مشاربهم ومذاهبهم ،ولمست أن لهم وجهان الأول علني يعج بالنفاق لاسرائيل والثاني سري يقول الحقيقة المجردة وهي أن الغرب يكره اليهود أضعاف أضعاف كراهية العرب والفلسطينيين لهم .ويكفي.........! " ليس كل ما يعرف يقال ،ولكن الحقيقة تطل برأسها"
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيروز ..ألف معذرة
-
الغيتو والجدر..هل تحمي ساكنيها؟
-
اعادة اعمار العرب..أنعم الله عليكم
-
التلمود هو العائق امام اعتناق اليهود للمسيحية
المزيد.....
-
شاهد.. محرك طائرة ركاب ينفث النار بعد اصطدامه بحيوان أثناء ا
...
-
السلطات الأمريكية تحدد هوية مطلق النار في جامعة فلوريدا.. وا
...
-
اسم جديد لقهوة -أمريكانو-.. شاهد كيف ردّت المقاهي المكسيكية
...
-
الجمهوريون بالكونغرس الأمريكي يطلقون تحقيقا حول هارفرد بعد ا
...
-
-أكثر الهجمات دموية-.. الحوثيون يعلنون حصيلة قتلى الغارات ال
...
-
كيشيناو تمنع ممثل مطرانية مولدوفا الأرثوذكسية من السفر إلى ا
...
-
الأصوات المعارضة للحرب تعلو داخل إسرائيل وخارجها
-
عشرات القتلى والجرحى في غارات أمريكية استهدفت ميناء وقود بال
...
-
-وول ستريت جورنال-: ويتكوف ناقش مع بوتين -قضية الأراضي-
-
-كيف سأعانقك بلا ذراعين؟-.. صورة طفل فلسطيني في غزة تفوز بجا
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|