وفي كفيك ترقد النجوم

بشرى البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 19:04
المحور: الادب والفن

**
مفتونٌ هذا الصباح بنا
يغمض أهدابَ الشمس عنا
ويرشقنا بالعصافير ..

*
مفتونة ٌ منفضةُ دخاني
لم تحظَ بمثل هذا العبير قط ..

*
مجنونٌ هذا الحبُّ بنا
يرفعنا على جناحيه كصقر إلهي
ويجوبُ بنا الأفلاك ..

*
مجنونٌ هذا الخيال بنا
يقبلُ أنامل أنشتاين ويقول : صدقتْ
فأكبرُ من المعرفة أنا ..

*
مجنونٌ هذا الصمتُ بالوجد
يطلعُ من جذوره شجرٌ طافحٌ باليمام

*
مجنونة ٌ باللهفة قلائدي
فكّتْ طوقها ، وغادرت جيدي

*
مفتونة ٌ بالغصة أسورتي
كسرتْ أقفالها
ولثمت معصمي ..

*
مجنونة ٌ خرائط قلبي
كسرت حدودها وأشعلت الحرائق ..

*
مفتونة هذه الطفولة بين ساعديْ
ترهقها الألطافُ والإشاراتُ ،
فتبكي .

*
مفتونة ٌ هذه الصواريخ باللوعة
سكتتْ عن الدويِّ واختارت الحلم

*
مفتون ٌ هذا الغيم بالبرق
يفتح جيوبه فيتدفق الضياء نحوي

*
مفتونة ٌ هذه البحورُ بنا
تهجر خرائطها وتجتاح الصحارى

*
مذعورة ٌ غزلانُ الرنة بنا
ففي عناقنا تنسابُ جبال الجليد نشوى ..
ويشتعل في ثغورها الورد

*
مفتون ٌ شجر الفلِّ في الشرفة
صار لعبيره أجنحةٌ قبل الأوان

*
مفتونة بأورادكَ كتبي
غادرتْ رفوفها
مقتفيةً أنوار نداءاتك ..

*
مجنون ٌ عشبُ عينيك
يحاول التخفّي
لكن الضياء عصيٌّ على الخفاء

*
فادحٌ دجلة ُ بالحب
يتسلق نزِقا حنيني
يراودُ بالشغب محنتي
وينام وديعا بين زنديْ

*
مفتون ٌ دجلة بالشوق ،
ومتشبثٌ بالرياح ْ
غير آبه ٍ بقدوم الزوبعة ..

*
مفتونة ٌ هذه اللغةُ بنا
تكسرُ قيدها وتمنح الحروفَ العنانْ ..

*
مجنون ٌ هذا النخلُ بالحبْ
يهجرُ جذوره ويدورُ في رقصة صوفية ..

*

ومجنون ٌ أنت لو بقيت محايدا
فالحيادُ موتْ ..
وخيولك تأنف الهزيمة

*
خاسرٌ أنت لو حاولت هربا ً
فالموسمُ بذار
وفي كفيكَ ترقدُ النجوم ..

*
وواهمٌ أنت لو هادنت النهر
فزمنية ُ الإنسان محنته
ولا خلاصَ إلا بالحب
حيث تتلون الألوانُ والأحزانُ والحمى
و يغيب الأسودُ ويتلاشى الرصاصي ..
ويتوقف الزمنُ عن رتابة الجريان ليتشظى
وعبر شظاياه أتوزع ُ باحثةً عن منتهاك ..

*
هناك ، هناك ..
نضيع فنُسعد ،
وتؤوينا السجونُ فنستسلم ،
يلفنا الليلُ بحرير الحرائق
ويأخذنا بحنو الينابيعِ إذ نمتشقُ لؤلؤةَ اليقين

*
هناك ، يكسِّرنا الوهمُ فنعطيه ما تبقى
حيث نتذوقُ الفتنة كأسا فكأس
شهداً مرا ً يفترع أوصابَ المحنةِ التي تسكننا
مذ تبدّ ت تلك الشجرةُ بتفاحها
ومذ حطتْ هذه السفينةُ على الجوديْ ..

#بشرى_البستاني (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات