ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 17:31
المحور:
الادب والفن
هذا الصباح الذي يتكرر في الدورة
بالكاد شمسه تضيء أكواخ المدينة
أو تسحل العتمة سهولها المتورمة
إنما بعض الأشجار ترفع قامتها وعقيرتها
إفتتانا ببكاء العصافير التي تشقشق في البخار
يالنفحات البرد المهرج
وهو يقتحم القلعة
المدينة هرمت من شوارعها
بانتظارها الطويل المدى
يا لسكينة التوحش والتوجس
بمسار قلقها المكفهر فوق الباب
بينما نوافذ الأعماق مشرعة في الطول والعرض
على مصراعيها
ثمة سكان الإرتياب اللامع
فهكذا اللكمات تتبادل الأدوار
في صمت على النحو الذي لا يفيذ
أما الجانب المتاخم لمدرسة القمامة
من هناك يبدو المعلم الغبي
حارسا سيئا للنشء الذي جاءت به الريح
خصيصا لهذه المدينة ( المنورة )
المصحات أقفلت أبوابها المصفحة
منذ أن كان بصيص الأمل لم يهاجر بعد
والجاسوس الفاشل أكل من القمامة
العمارات في المدينة تشابكت في الإشارات
حيث الكلمات الرنانة تم وضعها في سجن الدولاب
ذو الدرج المقفل بالشمع الأحمر
الأرضات أكلت الأوراق والأسماء
فنسي الغضب عاداته القديمة
شيء ما لم يعد هنا كما كان في زمن الحلم
والشبح المستحيل يركض الآن بعيدا
حتى حدود الموت
الصخرة وحدها مسترخية فوق الماء
وهذا الربيع الأحمر القاني
يداعب الجوقة الآتية مع قافلة السرك الفارسي
وقد طعمته جراء الدخان بالخردة الوهابية
( كوكطيل متوهج كالجمر )
شيء ما لم يعد هنا ولا هناك
إذن فليكن
إذن من يحمي الديار من قوائم العناكب
التي تغزل الخيوط ؟
شيء ما لم يجد مكانا حتى يعود إليه
للصلاة فوق محراب باخوس الطريح الفراش
يالذاك الإله الممطر والصريح
فزمن النكسة يتمدد مثل الحديد في النار والترفع عن طرح اليد المرتجفة
لم يعد مستساغا في ديباجة الكلام
المدينة شأنها شأن كل مدن الملح
الحفلة آتية لا ريب فيها
آتية بسنابل الريح
أوراق أخرى سوف تكتب بعد هذه الزحمة المحمومة
وشيء ما سيغير ألوان الأدوية القديمة
لأن المكان مفقود
الوطن مفجوع
والحرية قد تعرج في الطريق
هي ذي مدينة النحاس .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟