أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سلامة - وما زال الإلحاد يتحدى















المزيد.....

وما زال الإلحاد يتحدى


سامح سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 17:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن لإنسان طبيعى أن يقرأ كتاب "الإلحاد يتحدى" كاملا، ولنهايته، وبالشروط الموضوعة فى فقراته الأولى إلا أن يصبح ملحدا متشددا فى الغالب الأعم، أو أن يتحول لأشكال من الإلحاد المعتدل الرافض لأى دين منظم، بدءا من الموقف اللاأدرى الذى يرفض أن يأخذ موقفا من وجود الألهة، أو الموقف الألوهى أى الإيمان بإله لا شخصانى مادى أو غيبى سواء متوحد مع الوجود المادى أو منفصل عنه، أما البقاء فى حظيرة الأديان المنظمة، والاستمرار فى الإيمان بإله شخصانى منفصل عن الوجود المادى مثل الإله الإبراهيمى بعد قراءة الكتاب، فلا يعنى سوى عدم القراءة الكاملة أو عدم الفهم، أو القراءة المتحيزة للفكرة المسبقة المعتقد فيها عن تعنت، أو المعاناه من أعراض عصابية مثل التعصب والتحجر الذهنى منعت القارىء من التخلى عن الوهم الغيبى المسيطر عليه، أو حقيقة أن من قرأ و لم يقتنع فإنه منتفع ماديا أو معنويا من استمرار العصاب الجماعى المسمى بالدين المنظم، وتلك حالة رجال الدين أو انصار الدين السياسى. وكما أشار أحد المعلقين مؤكدا فكرتى عن الدين "نعم الاديان كلها تعتبر مرضا نفسيا كبيرا تصاب به المجتمعات وخاصة البدائية والمتخلفة منها وكذلك نسبة ضئيلة من الشعوب المتقدمة ولو ان هؤلاء متدينين بتدين من نوع خفيف جدا ان جاز التعبير والواقع يثبت هذا التحليل فاكثر شعوب العالم تدينا وغرقا في الغيبيات اكثرها تخلفا وانحطاطا والعكس صحيح.وأشار آخر إلى أن الكتاب على إيجازه يقدم كم هائل من الادلة الواضحة والمقنعة جدا لكل ذي لب وبصيرة لامراء فيها بصحة موقف الإلحاد المتشدد، ويهدم كل أسس الدين المنظم لكنه قد يترك البعض فى منطقة الإلحاد الضعيف".
أما أطرف الدعوات لى من قبل المؤمنين فهى الدعوة للتفكير وللقراءة، و هكذا يصدرون أنهم الأعلى فهما، والأكثر تفكيرا، والحقيقة أن التفكير يعتمد على الجينات، وظروف التربية في الصغر، والخبرات والمعرفة المخزنة في الذاكرة ، و لا يوجد كسول عن التفكير أو يعرف كيف يفكر لكنه لا يفكر. الكائن الواعي لا يكف عن التفكير، الوعي يمكن تعريفه على إنه تيار أفكار متدفق باستمرار، المشكلة أنه توجد انماط من التفكير تجعل البشر لا ينتهون لنفس النتائج فى شتى القضايا فهناك التفكير العلمى والتفكير الخرافى ، التفكير المادى والتفكير المثالى، التفكير الجدلى والتفكير الشكلى، التفكير بالتمنى والتفكير بالنتائج العملية ، التفكير التاريخى والتفكير اللاتاريخى، التفكير التقدمى والتفكير المحافظ، التفكير النقدى والتفكير النقلى، التفكير الموضوعى والتفكير الذاتى ، التفكيير التجريبى والتفكير النظرى، فأى نوع من التفكير تستخدمه تلك هى المشكلة، والقراءة أيضا اختيارات فهناك من يرهقون أنفسهم فى قراءة كتب الدجل والخرافات مثل كتب ومقالات مصطفى محمود والزندانى وزغلول النجار و هارون يحى وهذا شأنهم، لو لم يتعالموا ويتعالوا بتلك النفايات التى يلتهمونها بانبهار السذج، على قراء كتب العلم الدقيق.
إذن عدم ردى فى حينه على تعليقات المعلقين المعارضين لفحوى الكتاب ليس دليلا على العجز عن الرد على الإطلاق، فعندما يكون يقينى أن المعلق لا يريد الفهم، و إنما فقط التشويش على القارىء، كما أشار بسذاجة فائقة إلى ذلك أحد المؤمنين بأن هذا هدفه من التعليق، و هى مشكلة المتذاكيين والمتعالمين دائما، وعندما يكون الكاتب متأكدا من أن هدف المعلق هو مجرد ارهاق كل من الكاتب والقارىء فى المهاترات والسفسطة، وعندما تكون التعليقات هى مجرد تكرار أسئلة مردود عليها بقوة فى النص المكتوب، فعلى الكاتب إراحة دماغه بعدم الرد، خصوصا إذا لم يكن مختصا فى الطب النفسى، ليعرف كيف يرد على تلك العقول المريضة، و لا يعرف أن يحمى نفسه من تأثيرها الضار على الصحة النفسية، و خصوصا إذا كانت الردود غير منطقية و متعالية بجهالتها وسذاجتها وتعصبها الأعمى.
أما القارىء فأمامه أمر من أثنين إما قراءة النص بدقة، والمقارنة بين ما قرأه وبين مستوى التعليقات، أو السماح لنفسه بأن يتشوش ويتأثر بالإنشائية الفارغة للمعلق، وهو حر فى كلا الأمرين، فأنت لن تفرض على العبيد التحرر، و لا على الجهلاء التعلم، و لا على الظلاميين الاستنارة، و لا على المرضى الشفاء، و أنت لست وصيا على الناس فى اختياراتهم، ولست قيما عليهم كى تحاول حمايتهم من خطورة أراء المؤمنين، كما يحاولون أن يفعلوا هم بحماية القراء من أفكارك.
تشير تعليقات المعارضين لقضية الكتاب ومضمونه بوضوح إلى عدم قراءتهم للنص، ومحاولة استعيابه وتأمله، وأما ردودهم فلم تتجاوز العنوان فقط، لا أكثر و لا أقل، فليس لديهم الصبر على القراءة، لأن الحقيقة لا تعنيهم ، فالأسهل لديهم هى تحقيق الأنتصار السهل على الكاتب بالإدعاء عليه بانه لم يرد على تلك الحجة أو تلك ، فى حين أن كل حججهم مردود عليها بقوة ووضوح فى النص كاملا لو اعطوا أنفسهم فرصة فهمه حين الوصول لنهايته، إلا أنهم يرددون كلام محفوظ، وكأنما الكاتب لم يتناوله أو غفل عنه ، والحقيقة أنه تم الرد بقوة دامغة على كل حجج المؤمنين بالغيبيات وهى ، السبب الأول، المحرك الأول، و برهان الوجود، و الغائية، والعناية الإلهية، والتصميم الذكى، و السر وراء الأخلاق، كما تم تفنيد إمكانية أسبقية العقل والوعى على المادة والوجود، و كذلك تم تفنيد الإعجاز العلمى للكتب المقدسة، والمعجزات، والنبوة، وصحة النقل والتراث والتاريخ، وغيرها.
و برغم ذلك فالمؤمنين مازالوا مصرين على ترديد المغالطات فى موقفهم من حقيقة التطور المادى، من البسيط للمعقد، الذى يفند منطقها المنطق الإيمانى المتمسك بفكرة الخلق، وينسفه نسفا، كما يفند منطق الصدفة التافه الذى يدعونه، و لا يتحدث فقط عن حقيقة التطور فى عالم المادة الحية، و هم مازالو يرددون افتراءات وأكاذيب على أنها حقائق دامغة تؤكد على عدم صحتها، وهى تدل على جهلهم العميق بها، لأنهم يعتمدون على كتابات تافهة فى حقيقتها، يتم تسويقها والإنفاق عليها جيدا لتنتشر بين الناس من غير المتخصصين، على حساب الحقائق العلمية المؤكدة فى أوساط الجماعة العلمية، فمصادر العلم هى المجلات العلمية المحكمة، كمجلة العلوم الأمريكية، والمراجع العلمية والموسوعات الموثوق فيها كدائرة المعارف البريطانية، و إن لم يتمكنوا من الوصول لتلك المصادر، فكان عليهم أن يراجعوا مصدر شعبوى مشكوك أحيانا فى دقته العلمية، و انزلاقه لتشويه الحقائق كالويكيبيديا العربى، نظرا لسيطرة الإسلاميين على تحريره فى المنطقة العربية، إلا أن صفحات الموقع فيما يتعلق بنظرية التطور لم يستطع المحرر فيها رغم ذلك إلا أن يذكر بأمانة حقائق التطور فى عالم الأحياء، وأن يفند أراء رافضى التطور، ومناصرى خرافة التصميم الذكى، و هى كلها تؤكد عكس ما يظنون من ثبوت خطأ نظرية التطور.
فالحقيقة أن هناك اصرار من المعلقين المؤمنين على عدم القراءة الجادة للنص، ومن ثم الرد الموضوعى وترديد الإدعاءات الخاصة التى تتهم مخالفيهم بالتكبر والغرور وما إلى ذلك، لأنهم فى الحقيقة عاجزين عن التحدى، و يمارسون فعلا لا أخلاقيا، رغبويا، جبانا، و لا أمينا، من وجهة نظرى وإن كان جهاديا وشريفا من ووجه نظرهم يظنون أنهم سوف يثابون عليه يوم القيامة، ولتذهب الحقيقة للحجيم، كما أشار بذلك المعلق المؤمن المعترف بأنه لايحتاج لأدلة على الإيمان، و هناك اصرار مرضى على كيل الشتائم والسفسطة والمهاترة الإنشائية التى لامعنى لها هناك اصرار على التشويش على القراء لكى لا يقرأوا ويفهموا وفى الحقيقة أنا أراهن على القراء الأذكياء الراغبين فعلا فى الحقيقة والمعرفة لا الدفاع المتعصب عن عقائد وروثوها عن آبائهم والذين لا يستخدمون ما تحت الجمجمة الاستخدام الصحيح، وهم لن يقرأوا ولن يفعلوا بالطبع لأنهم متوهمون أنهم الأعلى، و لأنهم لا يريدون إلا اثبات الأسطوانات المشروخة التى لن يملوا من تكرارها كالببغاوات.
مشكلة هذا النص بالنسبة لهم، أنه يرد عليهم كل الحجج، و يسد عليهم بقوة كل الثغرات التى من الممكن أن ينفذوا منها ايمانهم، و دون الاستفزازات الغبية التى يمارسها بعض الكتاب، فلم ينزلق للأحاديث المنقولة من تراث مزيف ومشكوك فى صحته أصلا، حول زواج عائشة ذات التسعة أعوام بالنبى الخمسينى، و لا الشمس التى تغرب يوميا فى عين مطينة، و فى النهاية المطلوب من هؤلاء أن يمتلكوا الشجاعة لقراءة للنهاية، وبأمانة كاملة مع أنفسهم فكل تساؤلاتهم وحججهم مردود عليها.



#سامح_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد يتحدى*د*
- الإلحاد يتحدى _ ج_
- الإلحاد يتحدى_ب_
- الإلحاد يتحدى _أ_
- جذور الإلحاد(12) الكتب المقدسة
- جذور الإلحاد(11) الدين والصراع الاجتماعى
- جذور الإلحاد(9) المصمم الذكى
- جذور الإلحاد(9) و هم الذات
- جذور الإلحاد(8) صفات الخالق الغامضة
- جذور الإلحاد(6) المعرفة الإنسانية والغيبيات
- جذور الإلحاد(7) خصائص للفكر الغيبى
- جذور الإلحاد(5) المعجزات والإعجاز
- جذور الإلحاد(4) ردود على التعليقات
- جذور الإلحاد(3) غموض و لا منطقية الغيبيات
- جذور الإلحاد(2) تناقضات فكرة اللة
- جذور الإلحاد (1)حجج وحجج مضادة


المزيد.....




- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سلامة - وما زال الإلحاد يتحدى