ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 22:08
المحور:
الادب والفن
أرقص في الأحلام وأغني
في الليل المرتجف
للباخرة التي أوجد عليها صدفة
كما الحياة نفسها هي أيضا
كنت فيها ولها بالصدفة ولا زلت
الليل مسرور بنا معا .
أيتها الباخرة
ربما الليل كان هو نفسه يحتفل بنا
من حيث لم نكن ندري
ياباخرة القراصنة
أنت كنت تمخرين عباب الأطلنطيك
بتؤدة منهكة بالفرح
أنا أيضا كنت الشاعر كولومبس
يوم قررت اكتشاف أمريكا المبهرة
غريبان كنا معا ياباخرتي الجريئة
واكتشافنا لهذا الطرف من الكرة الأرضية
جاء على طريقتنا الخاصة .
أذكر ذات ليل وهو يلمع بالنجوم في السماء
البعيدة الممتدة
كان البحر يزمجر أحيانا ويهدأ أخرى
الأسماك أجدادنا الأولون
تحتنا أيتها الباخرة العجيبة
كانوا نياما يحلمون بالملائكة التي فوق
وهي تتسلى بالكواكب المتناثرة في الصمت
والفراغ والسيلان الهوائي
الحيتان الكبيرة التي تحكم الدورة
ربما باتت تحلم بما لا يخطر على أي بال
كانت الأمواج تتحدث إلينا
لكننا لم نكن نفهم لغتها ولا سر خيالاتها وتصوراتها
وحين كان يطلع النهار البحري
تطل علينا وترمقنا بعين واحدة مبتسمة
ثم تنفث الماء مثل نافورة في ضوء شمس باهتة
فتختفي تحت الأمواج الهادئة
الغروب على المحيط كان مسرحا يقدم لنا
عرضا بنفسجيا بسحب تشبه الصوف المنفوش بالكلمات والألوان
توحدت هي الأخرى
بجمرة بنفسجية سميكة
لكن لما تتحول الأمواج إلى جبال شاهقة
كنت تترنحين أيتها الباخرة المسكينة
رأيت حينها الدموع تترقرق في قلبك النابض الصاخب
فتهمسين لي بأنفاسك المضطربة
حينها كنت أنا لا زلت طفلا في مرحلته الأخيرة
مرتجفا خائفا
بلا أم تحضنني وتحضن وحدتي وجراحها
لم يكن لدي سوى حضنك أنت
كنت أمي المفقودة والمجهولة الهوية
وكنا معا نرى الموت بين تلك الأمواج الجبال
كنت أسألك عن كيفية التعامل مع الموت
في أعماق المحيط
ولم نكن نظن بأننا سنصل إلى الأرض الموعودة
أو نعرف أن كولومبوس وقتذاك فكر على الطريقة نفسها
لكننا وصلنا
ثم افترقنا هناك حيث ضعنا بين المدن الكبيرة
أنا رجعت إلى مكاني الأول
وأنت ربما الآن ترقدين في مكانك الأخير
حيث لا تشعرين بوجودي كما من قبل
ولا بوجودك ولا بالزمن حتى
في باطن الأرض سوف نلتقي في زمن ما
حيث نمتزج بالعناصر الوجودية
فيكون لنا شعور آخر
شعور من نوع معين
شعور بلا انتماء مقصود أو مزيف .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟