أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - مايؤخذ على تعميم ارتداء الثياب الكوردية في عيد المراة العالمي















المزيد.....

مايؤخذ على تعميم ارتداء الثياب الكوردية في عيد المراة العالمي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 13:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا ضير في الالتزام بالخصوصيات القومية مهما كانت، ان لم يؤثر على حقوق الاخر و يحدد من حريته و يعتدي على مجال اخر في الحياة العامة، و بالاخص بعض العادات و التقاليد و التراث و الفلكلور و الثقافات و الطقوس الخاصة التي كانت في يوم من الايام رمزا للتحدي و المقاومة و الصراع مع الدكتاتورية، و دافعا لرفع المعنويات و ضرورة ذاتية للحفاظ على الكيان و الصراع من اجل البقاء و الوقوف ضد الابادة الشاملة، كما هو حال الملابس الكوردية في حقبة الظلم و الغدر البعثي الشوفيني في الايام الحالكة . هكذا كانت الخصويات الكوردية و التراث الكوردي الشعبي الغني و ممارسة الطقوس و الاعياد الخاصة ابان حكم الدكتاتورية البعثية. و بمثل هذه الرموز و الفعاليات و المقاومة تمكن الشعب الكوردي من الحفاظ على كيانه لحد كبير، مع وجود الصراع المسلح، كان الافعال المظهرية و التقاليد و العادات رمزا للوحدة و تعبيرا صادقا نابعا من الصميم و نضالا مدنيا معبرا عن المباديء الصادقة و التضحية و الفداء من اجلها، بحيث لا تقل اهميته عن النضالات الاخرى اثناء الحركة التحررية الكوردستانية . و كانت الدكتاتورية في المقابل، تقف بالمرصاد لهذه المواقف و الطقوس و تحاربها بكل ما لديها من السلطة و الامكانيات و الوسائل و الطرق و بشتى التوجيهات و السبل من الترهيب و الترغيب ولو بشكل غير مباشر احيانا، و جعلت اي فعل بهذا الاتجاه و الالمام بالسمات و الخصائص القومية غير مرغوب فيه، و حاولت مسح الخصوصيات من حياة عامة الشعب الكوردي، و هذا ما ولد رد فعل طبيعي بحيث خرجت العادات و التقاليد من بعض معانيها و طورها الخاص بها ، وحتى بعض الطقوس كانت تخرج من مضمونها و ينظر اليها كسلاح المستضعفين، ناهيك عن المنع المباشر لمثل هذه الخصوصيات في المناطق الحساسة و خاصة المناطق المعروفة اليوم بالمستقطعة من كوردستان، و كذلك كانت الدكتاتورية تقف ضد كل توجه يقترب من هذا الشان في الدوائر الرسمية بكل ما اوتي من قوة و سلطة، و هذا ما دفع بالشعب الكوردي الى المبالغة في الالتزام بها في اكثر الاحيان ايضا .
اما اليوم و بعد اكثر من عقدين من التحرر من الدكتاتورية و الحرية النسبية المقنعة في كثير من الامور العامة و من هذا الجانب بالاخص، فلم تبق وراء تلك المواقف دوافع سياسية بارزة كما كانت، و هذا لا يعني ترك العادات و التقاليد و التراث و الخصوصيات القومية جانبا و الاهتمام بالمستورد فقط. و لكن لكل مرحلة مضامينها و معانيها و سماتها و متطلباتها، و الشعب الكوردي لم يتحرر بشكل مطلق و شامل و كامل و لم يحقق استراتيجيته و اهدافه الحقيقية العامة لحد اليوم على الرغم من الانتقالة التي شهدتها كوردستان و عبرت بها الشعب الكوردي في حياته الخاصة و العاامة الى الضفة الاخرى . لذا النضال و الكفاح المسلح استوفى شروطه من قبل و لم يبق له اي داع حاليا و في مثل هذه الظروف العالمية المسيطرة الان و المعادلات التي تفرض نفسها على المنطقة عموما و كوردستان خصوصا، و الحرية المتاحة للتعبير و السلوك و الالتزامات لم تدع تلك التعابير كما كانت و تحل محل التضحية الجسدية و الدخول في الحرب مباشرة، و اتخاذ بعض الرموز و المناسبات لم تبق وراءها دوافع سياسية تدفع بالشعب ان تلتزم بها كما كان يحتذى بها من قبل من هذا المنظور. و لم يظل الفلكلور و التراث الكوردي الثري كما كان سلاحا للضعفاء و رمزا للبقاء ابان المرحلة الصعبة، بل عاد الى مكامنه و معانيه و تعابيره و رموزه الحقيقية الخاصة به .
عيد المراة، اليوم، في ظل النظام العالمي الموجود و ما يلحق بالمراة من الظلم و الغبن، اصبح رمزا خاصا بنضالهن من اجل تحقيق اهدافهن وامنياتهن و تحررهن من ربق ما يظلمهن و دافعا لتحررهن من القيود الاجتماعية و السياسية و الثقافية و ما خلفته الظروف العالمية و القوانين العالمية و المقيدات الاجتماعية ، و من اجل خلاصهن من الظلم و القهرو عدم المساواة الذي يتعرضن له . نحن نعيش في عصر الراسمالية القحة الذي يضم في ثناياه ما يضر بالمراة و يجعلها سلعة و اباحت العديد من قيمها الجمالية من اجل الربح و المال فقط و بعيدا عن الانسانية ، و المراة هي المتضررة الاكثر و الاولى في العالم اجمع من هذا النظام العالمي الجديد .
انني و ان كنت لا اوافق على تحديد يوم معين بذاته لنضال المراة و تركها في اغلب الاحيان و الاوقات الاخرى، الا ان الاحداث التي شهدها يوم عيد المراة العالمي في ظروفه و اوضاعه الذاتية و الموضوعية في حينه و سجلت تلك الاحداث و فرضت نفسها و المت بضمير البشرية في التاريخ، ان هذا اليوم يستحق ان يذكر و يصبح رمزا و يكون له مقايسه و ثمنه في نضال المراة و يكون دافعا لما يتطلب منهن الخوض في مضمار النضال الطويل امامهن من اجل تحقيق اهدافهن و امنياتهن. اي يمكن ان يشبه هذا اليوم في النظام العالمي السائد و بخصوصياته و مضامينه و ما يعنيه كرمز للمقاومة الشيء نفسه كما كان يعانيه الشعب الكوردي و ما كان يفعله ايام الدكتاتورية من حيث الشكل و المضمون .
لكن ما يؤخذ على قرار السلطة الكوردستانية في الاقليم هو جعله يوم عيد المراة يوم ارتداء غير الملزم الشعب الكوردي للملابس الكوردية الفلكلورية الخاصة به، وهو قرار في غير محله و انه تغطية شاملة و قوية لعيد المراة على الرغم من حرية الالتزام بهذا التوجه، ال اان اي عمل من شانه اخفات بريق رمز اية مقاومة و من ضمنه يوم المراة يعكس من الهدف و يفرغه من محتواه، و يجعل اليوم الخاص في وضع و واقع يلفت الانظار عن الهدف الرئيسي و ربما لو تكرر هذا بمرور الايام سيختفي عيد المراة في كوردستان، و الفاعل هو العديد من الجهات الا ان المنفذ هو المراة نفسها المشاركة القوية في هذا القرار و المجال.
اليوم الذي يتطلب النشاطات الاجرائية لتفعيل نضال المراة و دفعه الى الامام و لفت الانتباه الاكثر الى قضيتها، و من اجل تحويل و ترسيخ الارضية من حال نجد فيها تعابير النضال الحقيقية الصادقة الخاصة بها الى حال يمكن ان يسودها الرقص و الغناء و الفرح و المسرة و الالتهاء المظهري فقط. انه لتشويه لهذا اليوم و هذا ماكان تتامله الجهات المتخلفة، و هي تدفع الكثير من اجل هكذا افعال و قرارات و توجهات، و هي تحققه اليوم دون جهد يذكر، و بالاخص من الملتزمين المتزمتين بالعقائد و الايديولوجيات الخيالية البالية،و من هؤلاء الذين يحاولون تغيير امور الحياة و نقلها من الارض الى السماء .
و ارجوا ان يكون هذا القرار عفويا و خطئا عابرا غير مقصودا من قبل حكومة و وزارة حساسة في اقليم كوردستان الذي يعتبر نفسه علمانيا . و من اجل عدم تكراره او ربما تثبيته سنويا فعلى المراة بذاتها و معها المتنورين التي وقعوا في الفخ غير المقصود ان يعيدوا النظر و ان يطلبوا تغيير موعد هذه المناسبة و ان يهتموا بالتراث و الثقافة الكوردية بشكل دقيق ، و ان يكون الاهتمام بطريقة يقع في صالح الشعب و مستقبله و ان لا يكون مضرا باالجوانب الانسانية الاخرى ، و ان لا يقع بالضد من نضال المراة و قضيتها بشكل خاص، و الاهتمام بالخصوصيات و السمات و المقومات القومية الكوردية من اهم المباديء الاساسية و لا ضير في تقويتها ، الا انه يجب ان يكون الشكل و الكيفية و الطريقة و التعبير و الوقت متلائم لها من كافة الجوانب .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتمية مرور ثورات الشرق الاوسط بالفصول الاربعة
- ما هي رهانات الشباب في العراق اليوم ؟
- بسالة الشعب السوري وصلت الى القمة
- من كان جزءا من المشكلة لا يستطيع حلها
- اقليم كوردستان بحاجة الى دستور ديموقراطي
- ثورات العصر بين تعامل الشرق و الغرب
- هل يستحق الشعب الكوردي دولته المستقلة ؟
- هل من تغيير فوري بعد الثورات ؟
- مواجهة التحديات الانية على حساب الاستراتيجيات!!
- مستقبل اليسار و مجريات الشرق الاوسط
- هل يسقط النظام السوري ؟
- دور القوى اليسارية والربيع العربي ..
- بديل النظام السوري بعيدا عن المؤامرات
- دولة كوردستان الديموقراطية - القضية و الحل -
- هل تعترف امريكا بحق تقرير المصير للشعب الكوردي
- ما المانع من خروج العراق من الوحل
- يحق للمراة ان تقود الشعب و لا يسمح لها قيادة السيارة
- تنبهوا للشوفينية الجديدة في بغداد ايها الاحرار
- اسلامية ايران بين مرض الجوز و تسميم نهر سيروان
- ليس الا تبادل للادوار بين تركيا و اسرائيل


المزيد.....




- وزارة شئون المرأة الفلسطينية تنشر تقريرا يوثق العنف الممنهج ...
- بريطانيا: المحكمة العليا تقر التعريف القانوني للمرأة على أسا ...
- بريطانيا.. المحكمة العليا تقرّ أن المرأة أنثى بيولوجيا فقط
- المحكمة العليا البريطانية: المرأة قانونيا هي المولودة بيولوج ...
- 62 درجة تحت الصفر.. امرأة توثق حياتها في أبرد مدينة بالعالم ...
- -آكشن إيد-: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النسا ...
- تحقيق واسع النطاق في النيجر بحثا عن امرأة سويسرية
- بسبب أزياء تشابه -ملابس النساء-.. علاء مبارك ينتقد فنانين مص ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...
- بمكالمة فيديو ..ممرض مغربي ينقذ حياة امرأة حامل بتوليدها


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - مايؤخذ على تعميم ارتداء الثياب الكوردية في عيد المراة العالمي