|
إحتيالٌ وتزوير
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 12:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- قبلَ أيام أعلنتْ وسائل الإعلام المحلية ، هُنا في دهوك ، عن ( إكتشاف ) معمَلٍ لتزوير المواد الغذائية ! .. وهوعبارة عن طابقٍ أرضي أو سرداب ، تحت بنايةٍ سَكَنية .. حيث تأتي سيارات مُحّمَلة بِرُز الحِصة التموينية ، مثلاً ، وهومُعبأ بأكياس ذات خمسين كيلوغرام ، ومن النوعيات الرديئة .. فيتم تفريغه في " المعمَل " وتعبئته في أكياس اُخرى ذات علامات تجارية معروفة ، من قبيل الديك وغيرها .. وكذلك نفس الحالة مع الشاي والعدس والفاصوليا والكثير من المواد الغذائية ، بل حتى المُنتهية الصلاحية منها ، والغير معروفة المنشأ أيضاً . أي بإختصار ، ان ما يُسمى ب ( المعمل ) ، هو في الحقيقة ، مُستَودَع للعبوات الفارغة من أكياس مُختلفة الأحجام والانواع ، مكتوبٌ عليها بِدقة نفس كلمات المنتوج الأصلي ، وكذلك تأريخ الإنتاج وتأريخ إنتهاء المفعول ، وتُخيَط الأكياس بِحِرَفية عالية .. وتذهب الى الأسواق لِتُباع على أنها ، مواد أصلية ، وهي في الحقيقة ، من أسوأ أنواع المواد الغذائية والتي تُسّبِب ضرراً للمُستهلِك ، سواء من الناحية الصحية او الإقتصادية . وللأسف ، لم يكشف الإعلام الرسمي ، تفاصيل كافية عن هذه الفضيحة ، ولا تداعياتها على السوق المحلي ، ولا الكشف عن أسماء المتورطين وإحالتهم على القضاء علناً ، ليكونوا عبرةً لِمَنْ يعتبِر !. - كنتُ في السابِق ، مُدّخِناً شَرِهاً ... وأعرف انواع السكائر وأدركُ مدى الضَرر الذي تُسّبِبه ، وأتفهم لِما تقوم بلدان العالم المُختلفة ، بِسَن قوانين صارمة تَحُد من التدخين ، ومن الأمور التي تلجأ إليها ، هي الضرائب المُرتفعة التي تفرضها ، على صناعة وعلى إستيراد السكائر . ولا اعتقد انه توجد دولةٌ في الدُنيا ، تتوفر فيها أنواع السكائر الرخيصة جداً ، مثل أقليم كردستان ! . فهنالك باكيت " من ماركات مُختلفة " يحتوي على عشرين سيكارة ، سعره بالمُفرد 500 دينار عراقي ، وإذا إشتريت كلوص أو عشرة باكيتات ، فسعره 3500 دينار ، أي ان كُل أربعة باكيتات من هذه السكائر ، تُكّلف دولاراً واحداً فقط !. فنحنُ هنا ، بدلاً من فَرض ضريبة معقولة على السكائر ، لِرفع سعرها وجعل ذلك أحد الأسباب لترك او التقليل من التدخين .. فأننا تركنا الحبل على الغارب ، لإنتاج السكائر محلياً ، من دون مراقبة ولا مُتابعة ، ولا احد يعرف ، ماهو هذا " التبغ " الذي يُعبأ ، وما هي مواصفاته ، ومدى ملائمته للإستهلاك البشري ، والأضرار الناتجة عنه ؟! ان التزوير جارٍ على مَلف السكائر هنا منذ سنين طويلة . الأمر أعلاه ينطبق تماماً عل المشروبات الكحوليةِ بأنواعها . ان أسعار هذه البضائع ، مُتدنية كثيراً مُقارنة مع أسعارها في البلدان القريبة ، والدليل على ذلك ، ان هذه المُنتجات البالغة الرداءة ، عدا عن أنها تُستَهلَك هنا ، فانها تُهّرَب الى دول الجوار ولاسيما إيران . - أتعجبُ من دولةٍ عملاقة ، بِحجم الصين ، التي تُنافِس اليوم الغرب عموماً ، ومُرّشحة ان تصبح الاقوى إقتصادياً بعد سنواتٍ قليلة .. اتعّجبُ من سماحها لمصانعها ، أن تنتج بضائع ( رديئة ) وبأسعارٍ بخسة ، حسب طلبات تُجار ، سواء من العراق او غيره ؟!. فإذا كانَ التاجر ، او [ الفاجِر ] في الحقيقة ، من أقليم كردستان ، يرتضي لنفسه ، ان يجلب بضائع مُتنوعة ، شديدة الرداءة ، ليبيعها هنا ، ويخدع المستهلك .. فكيف ترتضي الصين ، التي تغزو بضائعها أسواق الولايات المتحدة وأوروبا ، الصين التي ترسل شهرياً أقماراً صناعية الى الفضاء .. كيف ترتضي ان تُمّرَغ سُمعَتها الصناعية في الطين ، هُنا .. مِن اجل بضعة صفقات سخيفة مع تُجارٍ جشعين مُنافقين ؟! - كُل البضائع الإستهلاكية والمواد الغذائية ، الرديئة ، الموجودة في السوق المحلي ، من ناحية ... و [ الأدوية ] المغشوشة .. من ناحيةٍ اُخرى .. فأنكَ إّذا إشتريتَ مصباحاً أي " كلوب " صيني رخيص، فإشتغلَ يومَين ثم إحترق .. فأن الضرَر الناتج ، محدود .. لكنكَ لو إستخدمتَ " دواءاً " غير فّعال أو مُنتهي الصلاحية ، فأن الخطر ، مُضاعَف وله علاقة مُباشرة بحياة الإنسان . ومن الشائع جداً .. هنا .. ان يقول لك الصيدلي ، ان الدواء الفلاني ، بألف دينار ، أي أقل من دولار واحد ، ونفس الدواء من منشأ رصين بعشرة آلاف ! .. ومن الطبيعي ، ان غالبية المرضى عندنا ، لايملكون المال الكافي لشراء الدواء الغالي ، فيضطرون الى إستخدام الرخيص حتى لو كان قليل ، بل احياناً .. عديم الفعالية ! . ان التزوير والتحايل ، في قطاع الادوية ، مُنتشِر على نطاقٍ واسع ، للأسف الشديد . ...................................... صحيح ... لدينا جهات " رقابية " من الناحية [[ الشكلية ]] .. لكنها لاتقوم بعملها ، على نحوٍ مُرضٍ .. ولا تُتابع ولا تفحص ولا تقيس ، ولا تُحاسِب ولا تُقاضي المُقّصِر .. وان " حماية المُستهلِك " مُجّرَد عِبارة فارغة من المعنى .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنتِ الأفْضَل .. أنتِ الأرْوَع
-
ليسَ دِفاعاً عن - زينة التميمي -
-
اللُص يضرُط مَرّتَين
-
الأبنية المدرسِية
-
ألوضعُ ليسَ .. آخر حَلاوة
-
العَجَلَة من الشَيطان
-
الذي يَسْتَحِق العَيش
-
المسؤولين العراقيين وشَجرة الجّنَة
-
مَجلس النواب وعَودة حليمة
-
الطلاق .. محلِياً وفي المهجَر
-
الشعارات الخَطِرة
-
لَعّلَ وعَسى
-
التُفاح المُحتَضِر في دهوك
-
المرحلة الحمارية والمرحلة القردية !
-
معارِك آيات الله ، على السلطةِ والنفوذ
-
سوريا .. فوضى ومُستقبلٌ غامِض
-
دولةٌ في مَهبِ الرِيح
-
على هامش زيارة الحكيم الى تُركيا
-
تنعقِدُ القِمّة ... لاتنعقِد القِمّة
-
الديك والدجاجة
المزيد.....
-
بأكثر من 53 مليون دولار.. مرسيدس تعرض سيارة سباق نادرة للبيع
...
-
-مخطط لتهجير المواطنين-.. السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتو
...
-
دور الصحافة بمكافحة -التضليل الإعلامي- في سوريا.. مسؤول في م
...
-
مرتديا -ملابس الإحرام-.. أحمد الشرع يصل إلى جدة لأداء العمرة
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة لـ-حزب الله- في ج
...
-
هل يشهد لبنان أزمة مياه هذا العام؟
-
نتنياهو في واشنطن لعقد -اجتماع بالغ الأهمية- يبحث المرحلة ال
...
-
انفجار يستهدف مجمعا سكنيا فاخرا في موسكو ويوقع قتيلا وأربعة
...
-
هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: -
...
-
أكثر من 200 هزة أرضية تضرب -إنستغرام-.. اليونان تغلق المدارس
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|