أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوري الخيام - حضرت الثورة وغاب الله .















المزيد.....

حضرت الثورة وغاب الله .


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد شربت كأساً من النبيذ الأحمر الرخيص جداً الذكوري المذاق.  شربت نخب الصومال و سوريا و المرأة و العسكر، لم أنسى" تشيرز" لحقارتنا نحن العرب  و الفرس على حد السواء .سقيت نفسي كأساً آخر في صحة ربيع الموت العربي و
إبادة الشعب بأمر ولي الأمر و اعتقال الحرية. و لَكَمْ أردت أن أفتح كل زجاجات  الحانة واحدة تلو الأخرى لأموت سكراً و ثمالة بدل من الإنتهاء ذلاً و انتظاراً لغد ديموقراطي عادل و دستور أفضل، أو رب قد يتذكر أن حمص بحَّت ولم يبقى لها أوتار صوتية من كُثر ما نادت على إله يستجيب فقط للأسود و الملوك . وأنا أتخبط و سأظل أتخبط لأن النفق على مايبدو لا ينتهي و الموت يبدو أقرب إليَّ و إلى الشام من رحمتك. لكن سوريا لا زالت تتوضأ بدماء فلدات أكبدها و تصلي و تدعو رباً لا يفهم اللهجات و دائما ينسي واجبه. تختلط أوراقي بأفكاري و يتوحد الألم ، هل يعقل أن تجرجر الثورة السورية أذيالها و تتلملم أوصالها المبعثرة فوق الأرصفة في صمت أليم مؤلم  لتعود من حيث أتت؟أيعقل أن تدفن الكرامة العربية و العدل تحت حذاء الاسد بعد عام من إراقة الدماء؟

يبدو أن الثورة  التونسية قداستفادت من عامل المفاجأة حين باغتت بن علي و العالم في وقت كان الكل يؤمن فيه بأن الشعب التونسي غفا غفوة عميقة و نسي الديموقراطية و الكرامة. وبذلك تكون تونس البلد الوحيد التي لم يتناساها الله كلياً و التي قد تجني ثماراً طيبة من ربيعها التونسي. فهم بن علي و هرب مع ليلاه في أقل من شهر على اندلاع ثورة الياسمين -آخدين معهم ما تيسر من اموال و دهب و مجوهرات تاركين ما كبر حجمه, وتاركين كل  الحرية للمواطنين -لكنه ندم بعد ذلك وحاول التراجع عن التنحي من منفاه . اكتشف أنه كان أبله و ضعيف الشخصية يبدو أن الله لا يحبه كثيراً. فلو  طلب من حبيب الشعب و الله بشار المساعدة، لأمر هذا الأخير ربه بالإنسحاب من الموضوع و لبعث له بعض الشبيحة ، و حسم الأمر في شهر و لما انتقلت العدوى الى مصر و ما جاورها. 

 لا أظن أن سقوط مبارك كان سقوطاً للنظام في أرض الكنانة ، فقد استغل الجيش تلك الفترة الدموية لإعادة ترتيب أوراقه و التخلص من بعضها، لإحكام السيطرة بقبضة من حديد على زمام الأمور. تنحى مبارك بعد 18 يوما من الرصاص الحي والخرطوش و التقتيل.و لإعطاء قوات الردع المصرية حقها وجب القول  أنها أبدعت و تفننت و نوعت أساليبها من بربرية إلى قريشية ، و لم تدخر وسيلة قمعية إلا و جربتها لكي لا يمل الثائرون و المتابعون على يوتوب ، فخد مثلا واقعة الجمل أو إستعمال المياه لاسقاط المتظاهرين اثناء الصلاة أو دعسهم بالسيارات لتفريقهم و إرهابهم ....و الأمثلة كثيرة!!! المهم أن تنحي مبارك لم يكن سوى البداية و لا تزال الثورة مستمرة لأن الجيش كان هو النظام و هو الحاكم  الفعلي و لمصر في الخفاء خصوصاً في الحقبة الأخيرة. الدليل على ذلك هو أن مبارك لا زال  يعيش معززاً مكرما في المستشفى  لم يحرم كرئيس مخلوع من حقه في الجاكوزي و الأكل الصحي . أما العدلي و شركاؤه في مزرعة طرة فهم بين أيدي أمينة، لازالوا ينعمون بالعيش الرغيد و يأكلون الحمام المحشي، حالهم أحسن بكثير من حالة سماح أنور التي دفع بها عدم تسامح الناس وعدم احترامهم للرأي الأخر والذين تعاملوا معها بنفس منطقها الذي كرهوها من أجله.يصعب تجاهل المكانة المرموقة التي لازال يحظى بها حبيب العدلي عند الشرطة المكتظة بتلاميذه يكفي ملاحظة تصرفات رجال الشرطة و الأمن أمامه حتى و هو متهم مدان جداً.أما اليوم فقد اعتلى  الجيش الكرسي واقفا " علشان يدي بالچزمة"  لكل من يحاوالإمساك برجله  لإنزاله .
كما أتسائل" هي الحلوة سوزي فين؟" هل يكفي تخلي سوزان مبارك عن ممتلاكاتها  في مصر وعن مكتسباتها غير المشروعة و سحب الدكتوراه منها لتبقى طليقة ترعى مصالح آل مبارك و تدبر السيولة اذا دَعِي َّالأمر؟
المصيبة اليوم هي أن مصالح رجال الدين والجيش توحدت و صارت أهدافهم واحدة.  فكذلك وحدوا النوايا ولم يعد الإرهاب هو الخطر بل صارت العلمانية هي البعبع الذي يريد الفتك بأخلاق المجتمع و وجب إسكاته. و بات اتحادهم في هذه الفترة بالذات هو مصدرقوة كليهما.   

أعود الى الشام الأبية و أسئل نفسي اذا كانت ڤاليري آموس مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة سوف تنسى ما رأته في زيارتها لبابا عمرو الذي صار "گُرْنَة" و مسرحاً للحرق و الذبح والقصف. كما يقول الناشطون أن الجيش يقوم باغتصاب النساء والتصفية الجسدية للعوائل، كأسرة آل زغبي التي قام الجيش بتصفية 13 فرد منها،  كما يتبع كلاب الأسد سياسة الانتقام من  كل مَن ساند الثورة أو تستر على ثوار .و على ما يبدو فإن بشار و النظام السوري، الذي يستمد قوته من إيران و الڤيتو الروسي الصيني السخيف، قد حمل شعار "عليَّ و على أعدائي" ، فإما سوريا الأسد أو سوريا" ما عاد فيها أحد". فهناك أخبار تقول أن131ناقلة جنود قادمة من اللاذقية
تتقدم  نحو مدينة أخري محافظة إدلب ،التي نزفت كثيرا حتى الأن ،مدججة42 دبابة ،فلم يا ترى ؟ هل سوف يعاد سيناريو حمص بلدة بعد الأخرى حتى آخر قطرة ثورية ؟

على أي يبدو أن هذا هو مخطط النظام السوري و كيف لا و قد تتلمذ بشار على يد أكبر المجرمين" الزگرتي" حافظ الأسد الذي شرَّع بإعدام كل من تبث إنتماؤه لجماعة الإخوان . كما أن بشار، على عكس ما ظن العالم، تعمق في تفقه الإستبداد و أصوله  بفضل أباضايات البعث عواتق الإجرام الذين أخرسوا  حركة الإخوان المسلمين، في مهدها حلب ،في بداية التمانينيات بنفس المنهج الوحشي الدموي الذي يستخدمه النظام الهمجي غير الشرعي اليوم لردع الثورة . 

فلم لا يعلن العالم الجهاد على نظام الأسد؟ بعد حصيلة مهولة تتراوح بين 8000 و 11000 قتيل و أكثر بكثير منهم جرحى و معتقلين "حسب مصادر الأمم المتحدة و ما ورد في وثويكيپيديا".  

لقد خسرت أمريكا أموالً طائلة في حربها على الإرهاب و تدخلها في افغانستان و العراق مما ضرب إقتصادهـا ضربة كادت تكون قاضية، لازالت تعاني من رضوضها. لذلك فهي تبتعد عن الخيار العسكري و تحاول التوصل الى حل سلمي . الشئ الذي يجعل حلف  الناتو عاجزاً عن التدخل العسكري أيضاً  في سوريا.  يقول وزير الدفاع الأمريكي ليون  بانيتا أن تماسك نظام الأسد يجعل إعادة التجربة القذافية  ضده صعبة جداً في الوقت الراهن.لذلك فإن أسلم حل هو تقوية المعارضة للوصول  إلى" تحول ديموقراطي سلمي" الشئ الذي يبدو شبه مستحيل لأن المعارضة السورية مشتتة تماماً لا خطة لها و لا  تملك إيديولوجية سياسية موحدة أو سليمة . فهي فقط تنتظر أن يسقط أو يتنحى الأسد لتبدأ بتحقيق مصالحها.

 يظل تكثيف العقوبات  على سوريا لعزلها و خنق إقتصادها هو الإجراء الصادق الوحيد الذي تم اتخاده ضد الأسد، ولكن هل يكفي ذلك للإطاحة بنظام الأسد؟ أقول محال !فقد وقَّع  حافظ في الجنة اتفاقاً مع الله بأن لا يتدخل في سوريا . هذا ما قاله لي القذافي حين زارني في المنام، وقال لي أن لا أقول أن الحسن الثاني وقع نفس الإتفاق من أجل محمد السادس. أما حسين ملك الأردن فمازال في المفوضات فقضيته تتطلب شئياً من الصبر. لم يشأ أن يخبرني ما المقابل قال إنه سر إلاهي.

يبدو أن العالم ألغى ال400 طفل، الذين راحوا ضحية بلا ذنب، من المعادلة  و كل النساء و الشباب و الشيوخ والنازحين المشردين. و يبدو كذلك أن أربع سنوات من ويلات بوسنيا و دروس سراييڤو راحت مع الريح . فاسألووا رب اليهود بأي ذنب قتلوا؟واسألوا رب المسلمين بأي ذنب يقتلونون  ؟ و اسألوا رب النصارى بأي ذنب سوف يقتلون ؟و لن أسئلكم من الأصدق ، أني اخافكم أن تتقاتلوا!!! 



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلال دم الفكر و الحرية
- المرأة تحت ضلال الله
- الشعب يريد -إسقاط النظام-
- لعنة الحقيبة


المزيد.....




- إعلام رسمي سوري: قتيلان جراء هجوم إسرائيلي على المنطقة الجنو ...
- ماذا يحدث في المخ عندما نموت؟
- المناظرة الأخيرة بين سوناك وستارمر لا تخلو من الهجوم الشخصي ...
- إعلام رسمي: قتيلان بغارة إسرائيلية على جنوب سوريا
- القيادة المركزية الأميركية: تدمير موقع رادار حوثي في اليمن
- جالانت: إسرائيل قادرة على إعادة لبنان -للعصر الحجري-
- أمريكا تعلق على -محاولة الانقلاب- في بوليفيا
- مدرعات عسكرية تقتحم القصر الرئاسي في بوليفيا والرئيس يطالب ب ...
- وزارة الدفاع السورية تصدر قرارات حول مكلفي الخدمة العسكرية و ...
- وزير الري المصري يتوجه إلى جنوب السودان


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوري الخيام - حضرت الثورة وغاب الله .