أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - شكلان للتناقض في العمل السياسي














المزيد.....

شكلان للتناقض في العمل السياسي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجمعُ الفاتحِ والوفاق هما شكلان للتناقض السياسي، وليس للتطور الديمقراطي الوطني البحريني التوحيدي.
ارتكزَ كل منهما على ردودِ فعلٍ للحراكِ السياسي المذهبي الكبير في دول الخليج وإيران والعراق.
كان هذا الحراكُ السياسي لا يرتكزُ على عناصر ديمقراطية وليبرالية وشعبية تقدمية، بل على تفعيل المذهبين الكبيرين في المنطقة، اللذين يكون تفعيلهما السياسي تمزيقاً لخرائط الدول والشعوب.
الخطوةُ الأولى الخطرةُ بدأتْ من الجانب الإيراني حين حوّلَ شعار ولاية الفقيه لدولة ايديولوجية سياسية، لم ترتكز هذه الدولة على الديمقراطية وتبادل السلطة، حتى العناصر الليبرالية هُزمت مع تنامي قوى العسكر.
ولكن القوى السياسية المحلية جلبتْ هذه العناصر وعناصر غيرها من العراق عبر خط جماعة الدعوة ولم يستطع حتى هؤلاء العراقيون المذهبيون الأكثر ثقافة من قرنائهم المحليين أن يعبروا الحاجز بين محافظة المذهب والديمقراطية وبلورة خط وطني، وهي كلها انفعالات سياسية مندمجة مع التحرك المذهبي العبادي، فلم تبلور أفكاراً سياسية ديمقراطيةً مستقلة.
ولم تستطع الخطوط العراقية أن تشكل تحولا فكريا ديمقراطيا داخليا يستقل عن التأثير الإيراني، ولهذا فإن الجماعات الشيعية السياسية البحرينية لم تستطع الاستقلال عن النفوذ الإيراني هي الأخرى.
من جانب الحكومة البحرينية قدمت مبادرات فيما يتعلق ببعض الحريات السياسية والاجتماعية، والسماح للمعارضة الشيعية والليبرالية واليسارية بالعمل السياسي والدخول في البرلمان والتأثير من خلاله ومن خلال أدوات أخرى، لكن ظلت مرهونة بالسقف العربي الخليجي.
القوى السياسية الشيعية بين معتدلة ومتطرفة لم تستطع أن تفرز وعيا ديمقراطيا وطنيا، وتنغرسُ في تحليل البنية الاقتصادية الاجتماعية وتقدم تحولات فيها، وفي مسائل مهمة مثل البطالة والأجور والخدمات المختلفة وإصلاح أحوال الأحياء والقرى، رغم تمكنها من دخول البرلمان وتقديمها بعض الجوانب النقدية والمشروعات ، فإنها انسحبت فجأة ولم تراكم حضورها ووعيها، فبدت غير عميقة في فهم الأوضاع وإصلاحها والاستمرار الصبور في العمل الممكن.
وهذا ما جعل الكتلَ المذهبية السياسية الشيعية بين المعتدل المتقرب إلى الليبرالية ومن يعبر عن شمولية ولاية الفقيه، غيرَ قادرةٍ على النمو الفكري السياسي، نظراً لارتباطها بسقف شمولي استيرادي لا يقبل التجذر الداخلي البحريني المميز ونمو العملية التوحيدية الوطنية.
الكتل المذهبية السنية السياسية شاركت في العملية السياسية التحولية كمنافس ونقيض للكتل المذهبية السياسية الأخرى بشكل خاص، ولم تكن آراء بعضها السياسية في زمن ما قبل التحول تؤيد الوجود البرلماني، وكانت مغمورةً بالعملين الارشادي والخيري المحدودين فلم يكن لها أفقٌ سياسي فكري واسع، ولهذا مثلّتْ الشكلَ المختلف عن المذهب الآخر لا أن تمثلَ انفتاحا ديمقراطيا واسعا، فهي نفسها حولتْ الجوانبَ العبادية لعملٍ سياسي فكرست عملها وعضويتها على جماعة من دون الأخرى،.
كان يمكن للبرلمان أن يكون ساحة تعاون وطني ويركز في حل الملفات والمشكلات الكبيرة بلغة التعاون التوحيدي الصراعي معاً، لكن لغة تصعيد الصراع غَلبتْ على لغةِ التعاون، ثم أزالتْ الطابعَ الوطني الجنيني ذاك، ومع موجة الثورات العربية قفز البعض في الهواء من دون أن يصير العمل الديمقراطي الإصلاحي في المؤسسات أساساً لتحول عميق حقيقي أو يجمع بين أشكال النضال الممكنة السلمية.
ولهذا فإن الشكلين السياسيين اللذين ظهرا عبر(الدوار) و(الفاتح) هما جسدا الانقسام السياسي وقد وصل إلى الشوارع واقترب من الخنادق.
هذا كان جرسا خطرا لما يمكن أن تفعلهُ السياساتُ المذهبية من شروخ في الخريطة الوطنية، وهي التي لم تقبل بالوعي النقدي خلال عقدين من التحذير والدرس.
إن دفعَ العامةِ المقسمةِ للشوارع وتهييجها ليسا هما عملٌ سياسي ناضج، وقد تسّببَ في كوارث ومشكلات كبيرة، ويتحمل السياسيون المذهبيون مسئولية ذلك أمام الأجيال القادمة.
هذا خلافاً لما دعانا القرآنُ إليه، فمن لا يتذكر الآيات البليغة الكثيرة الداعية إلى التوحد وإلى عدم التفرق السياسي التناحري؟
(واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذ ألفَ بين قلوبِكم فأصبحتم بنعمتهِ أخوانا).
ورمزية الحبل هي الوحدة السياسية التي تجمع القوى في جميع التضاريس الاجتماعية المتباينة من أجل تطوير أحوال الناس رغم تباين معتقداتهم وتفاسيرها وفهمهم لنصوصها وليست إقامة الخنادق بين المسلمين.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعضُ مشكلاتِ الخليج الاقتصادية
- حلٌ توافقي
- الثورةُ السوريةُ والحضورُ الإيراني
- مستوياتُ الدينيين والتحولاتُ السياسيةِ
- البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- مشكلاتُ الجيران السياسية
- انطفاءُ المركزياتِ الحادة
- مشكلاتُ النهضةِ الخليجية العربية الإيرانية المشتركة
- الإخوانُ المسلمون ومخاطرُ الشمولية
- من سبب الأزمة في البحرين؟
- روسيا والصين من مساندةِ الثوراتِ إلى إجهاضها (2-2)
- روسيا والصين من مساندةِ الثورات إلى إجهاضِها (1-2)
- الأديانُ والتحولاتُ
- تطويرُ الأنظمة (2-2)
- تطويرُ الأنظمة (1- 2)
- طريقا الرأسمالية إسلاميا
- حول غياب ثقافة المواطنة
- البضاعةُ تقدمٌ وانطفاءٌ
- نتائجُ انتخاباتِ الكويت
- أنظمةُ تجديدٍ ملغمة


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - شكلان للتناقض في العمل السياسي