أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حياة البدري - كابوس مزعج














المزيد.....

كابوس مزعج


حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 14:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تجوب شوارع البيضاء طولا وعرضا، ثم تعيد الكرة لعلها تجد ضالتها، إلى أن فرغت حقينة سيارتها من البنزين وسط الطريق، فتسمرت بداخلها وبدت مشدوهة من المنظر العام الذي بات يسيطر على هذه المدينة الغول، التي كانت رمز الاختلاف والحرية، يفعل فيها المرء ما يشاء وترتدي النساء ماتخترنه بدون رقابة الآخر أو تدخله...تتساءل في نفسها عما حدث بهذه المدينة، وما سبب عدم ظهور النساء بشوارعها؟؟...أين هن وأين رحلن، هل قضت عليهن أياد غادرة وسلطة جائرة؟ ! وهل أخرست أصواتهن بفعل فاعل أم أن هناك جمع نسائي كبير يهم فقط النساء من أجل التغيير نحو الأحسن والمناصفة ورد الاعتبار للمرأة المغربية، بعد الخطأ الذي ارتكبته الحكومة البنكيرانية في حق النساء، باختيار امرأة واحدة ووحيدة ضمن التشكيلة الحكومية التي عقبت دستور 2012؟... كثرت تخميناتها وتهيؤاتها... أخرجت هاتفها المحمول من جيبها بغية طلب المساعدة لملء حقينة سيارتها بالبنزين، لكن بدون جدوى، فلا مجيب ولا مساعدة ! بدأت تفكر في الحل الأنسب للوصول إلى عملها في الوقت المحدد، هاتفت زوجها، لكن صدمتها كانت أقوى وأقوى، هاتفه لأول مرة مغلق؟ لعبت الوساوس أكثر وأكثر برأسها، حاولت إعادة الكرة العديد من المرات ...لكن لا حياة لمن تنادي، أدارت مذياع السيارة لعلها تجد خبرا أو أغنية رقيقة قد تخرجها من محنتها، فوجدت فقط أغان دينية وبأصوات ذكورية، غيرت الإذاعة فلم تجد غير الأذكار؟ حاولت تغيير القنوات ولم تجد فقط سوى الفتاوى الدينية أو القران الكريم الذي تفضل أن تثلوه وتقرأه في أوقات معينة وخصوصا بعد أداء صلاة العشاء وليس وقت العمل أو في الطريق إليه !

نزلت من سيارتها ، أحكمت إغلاقها بعدما تركت علامة " الأمبان " خلفها وحاولت التوجه إلى أقرب مقهى لعلها تجد أجوبة لأسئلتها، وبينما هي تهم للدخول إلى المقهى، لاحظت أن كل الجالسين بها ذكورا ملتحين؟ !! فركت عينيها جيدا ثم أجالت ببصرها في كل أركان المقهى، فوجدت فقط الرجال، والقناة التي تشغلها هذه المقهى أيضا، اقرأ وما شابه...؟ ! خيمت عليها الحيرة أكثر وأكثر... هل توفيت شخصية جد هامة والكل حزين عليها أم أنها في بلد ليس ببلدها؟ ! غيرت الاتجاه ولم ترد التحدث مع هؤلاء الذكور واتجهت نحو جهة أخرى للسؤال عن أقرب مزود لغاز السيارات، فوجدت دكانا للمواد الغذائية هو الآخر كل زبائنه أطفال ورجال ذكور، انتظرت حتى تصل دورتها، فلاحظت كيف يرمقها الرجال وكأنها حالة شاذة أو مجرمة هاربة من القضبان، وهي في الطابور حاولت مها تفة زوجها من جديد، لكن بدون جدوى، الحال على ماعليه؟ !!وهي غارقة في وساوسها، سمعت رجلا يخبر أحد الواقفين بالطابور، لقد أغلقوا كل شيء تقريبا، النزل و"الأوطيلات " وكل الجرائد التي تدعي إلى المساواة والحريات، والتي تضع الصور العارية للنساء وعلى رأسها جريدة "الأحداث المغربية "واعتقلوا كل مسؤوليها وأحرقوا كل الكتب والروايات التي اعتبروا أنها تنشر الرذيلة ومنعوا النساء من العمل وفرضوا عليهن جميعا الخمار ... آنذاك اهتز قلبها من بين ضلوعها وعرفت سبب عدم رد زوجها عليها بالهاتف وسبب "توهان" هذه المدينة، متسائلة كيف حدث هذا وكيف جرف هذا الطوفان كل ماهو جميل... وكيف خيمت هذه العناكب على المدينة كلها و بالتالي على البلد وعلى العالم العربي الكبير وكيف خرجت خفافيش الظلام نحو النور وخيمت عليه بهذه الطريقة الغريبة وأسدلت كل أجنحتها القاتمة على الفكر المتنور؟ !!! وبينما هي في حيرة من أمرها، صاح أحد الرجال، اهربي سيدتي، هيئة النهاية عن المنكر والأمر بالمعروف، ستفتي في حقك لعدم ارتدائك الخمار، آنذاك استيقظت مرعوبة وحمدت الله أن هذا مجرد كابوس مزعج ناتج عن تراجع نسبة مشاركة المرأة في اتخاذ القرار وصعود الجناح الإسلامي سدة الحكم وتربص أتباع عبد السلام ياسين واقتناصهم للفرص والصيد في الماء العكر.



#حياة_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن الأوان ...
- رحلة قصيرة مع تاجر حشيش
- دسترة اللاعنف، إلى متى...؟
- العرس النسائي الثالث
- من أقذف بصهارة بركان الثورة العربية إلى الخارج؟
- بيان اتحاد العمل النسائي:استنكار الحملة الدنيئة التي تستهدف ...
- هل سيخلق ازدحام المكتبات ازدحاما للمعرفة؟
- عدم تقدمنا ينبع من كسل وخمول... إداريينا
- هل تحررت المرأة ...؟
- نساء يجعلن من الحدائق متنفسا لكربهن وحلا لمشاكلهن
- أبحث عنك...
- نساء بين مطرقة الفقر والعنف الزوجي
- من المسؤول؟
- «بويا عمر» مجرد سجن لا علاقة له بعلاج المرضى النفسيين والعقل ...
- لنتضامن...
- اللعنة لمن يبخس قيمة بني الإنسان
- إلى أين المسير؟!!...
- لتكون سياسيا ناجحا
- الثالوث المهيمن
- الزمن المقيت


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حياة البدري - كابوس مزعج