أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماء محمد مصطفى - كن متجدداً ، واصنع لنفسك الفرحَ














المزيد.....

كن متجدداً ، واصنع لنفسك الفرحَ


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 11:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين تكون إنساناً متجدداً في شخصيتك ومظهرك وعملك وإضاءات روحك وحبك وحياتك كلها ، وبطرائق تجعلك ذا طلة مشرقة تشيع البهجة في محيطك وأعماقك ، فإنك بذلك توفر لنفسك فرصاً للفرح ، تصنعها بيديك ، وسط زخم الحياة اليومية المتعبة بضغوطها ، بدلاً من أن تأخذك الهموم بعيداً الى حيث تجد نفسك محشوراً في ثقب أبرة لاتستطيع التنفس فيها .
إن التجدد يقترن بالروح المبدعة الخلاقة ، او المتمرنة على هذا النوع من العطاء ، بحيث يكون صاحبها مبدعاً وذا لمسة خاصة به في كل شيء .
ويعني التجدد في الحب خلق أجواء فريدة ، مبتكرة ، مرحة ، متنوعة للمشاعر وأساليب التعبير عنها ، بحيث يجعل ندى الروح يهبط على الورد الذابل ، ويمنحه فرصة جديدة للتفتح والحياة ، فيسعد المحبوب وينقذه من شرك النمطية . ذلك أن من أهم أسباب فشل العلاقات العاطفية او الزوجية : الروتين وجفاف الحياة اليومية وخلوها من صخب الروح .
ولايعني التجدد في الحب تبديل المحبوب كما قد يتوهم البعض ، فهذا يعد آخر حل قد يلجأ اليه المرء ، وهو إن لجأ اليه فمعنى ذلك أن علاقته او مشاعره تجاه محبوبه لم تكن متينة بالأساس ، وإن توهم العكس .
وربما لاينطوي التجدد على سوى لمسات بسيطة لكن فيها سحراً خاصاً وحرارة اللقاء الأول او شرارة الحب الأولى ، فيراها المحبوب فريدة من نوعها .
لكن سمة التجدد لاتنحصر بأحدهما دون الآخر ، فقد لايتساوق الطرف النمطي والجاف منهما مع روحية التجديد في الطرف الآخر ، مما يخلق هوة تؤدي الى انطفاء الطرف المتجدد وانكفائه على ذاته ، لأنه لم يلمس من الشريك او الحبيب استجابة . وقد يصل الى اليأس بحيث يكف عن العطاء . وهنا يدق ناقوس الخطر .
إن التجدد هو الانطلاق الى رحاب جديدة للحياة ، ذلك أن الروتين اليومي يحصر الإنسان في زاوية ضيقة قد يتوقف عندها البعض باستسلام ، وقد يهرب البعض منها بسعيه الى أن يكون يومه مختلفاً عن أمسه ، لذا يخرج في نزهة مثلاً او يغير الأمكنة التي يرتادها ، حتى إن بعض الناس يميلون الى تغيير أعمالهم قتلاً للملل ، لكن هذا التغيير فيه الكثير من المحاذير بينما بإمكانهم أن ينسفوا الضجر من خلال تجديد أسلوبهم في المهنة نفسها . إذ يرتبط التجدد في العمل بالثورة على الأساليب التقليدية التي تعيق التقدم ، والبحث عن سبل التطوير الدائم ، سواء بمواكبة التغييرات التكنولوجية المستمرة او بإضافة اللمسات الشخصية والفنية او اكتساب المعلومات الجديدة في ميدان الاختصاص من اجل إبداع أكثر .
ويشمل التجدد في الشخصية زيادة المعارف والاستزادة من ينابيع الثقافة ، كي يتسع أفق الإنسان ويتحسن كل شيء فيه حتى أسلوب كلامه من خلال اكتسابه المزيد من المفردات . وقد يؤدي به ذلك الى أن يكون له سحراً خاصاً في أحاديثه .
كما إن التجدد في المظهر مهم ليبدو المرء كل يوم شخصاً مختلفاً ، شريطة أن لايقوده الى الإسراف ، ولايتضمن اختيار مالايليق بالعمر او المكان او المجتمع .
ولايعني التجدد المبالغة في التغيير من أجل التمرد فقط ، وعلى نحو يظهر الإنسان مبتذلاً او مرتبكاً نفسياً او غير مستقر بسبب لهاثه وراء التقليد الأعمى وعلى نحو يضيع عليه السمات الأصيلة لشخصيته وأخلاقياته .
يحدد علم النفس نمطين أساسيين في تكوين شخصية الإنسان ، هما التصلب او المحافظة ، والمرونة او التجدد . فإذا كانت الشخصية متزنة وتتسم بالثقة بالنفس وتميل الى الطموح المشروع واحترام السياق الاجتماعي ، فإن صاحب هذه الشخصية يسمو الى ماهو أفضل دائماً ، ويكون متجدداً فكرياً وسلوكياً بحيث يبحث عن بدائل سامية لمعالجة سلوك لايستطيع أقرانه البحث عنها .
بينما إذا ارتبط هذا التجدد بنمط الشخصية غير المتزنة ، فإن أغلب منافذ الفعل والسلوك لشخصية كهذه تميل الى الانحراف ، فيكون التجدد هنا تقليداً أعمى مقروناً بالنظرة الضيقة للأمور وبالتهور والميل الى القشور والمظاهر الخادعة وضعف الثقة بالنفس والانسحاب الى الذات .
إذن ، أليست بنا حاجة دائمة الى التجدد المتوازن من أجل استمرار الحياة بشكل أكثر مرحاً وحيوية ، ونحن نفيق صباح كل يوم دون أن يستيقظ معنا شيء من رواسب الأمس ؟



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ونرى من الناس العجب !!
- نزيف الجرح على أطلال حكايتنا القديمة !
- رسالة الى مَن يزهق أرواح العراقيين
- ياحكومة .. يامثقفين .. عراقي يبيع نفسه في مزاد عبر الفيس بوك ...
- من زحام الطريق الى زحام الكراسي والصراعات !
- الإرادة تصنع الحظ
- الانتظار .. أشرعة بإتجاه المرافئ
- أحلم .. اتمنى .. أريد
- محظورات الفيس بوك .. مثقفون بمستوى جهلة !!
- أسمائيات : من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى
- الغيمة وسادة حلم !
- الهجوم على أغاني التفخيخ خير وسيلة للدفاع !!
- أسمائيات : بشرى سارة للسمان في العراق !!
- أسمائيات : خلجات امرأة منسية في منطقة البرزخ !!
- أعماق الإنسان نوافذ للضوء والأمل والجمال
- أفكار متمردة على دكتاتورية المجتمع والرجال !!
- اللجوء الى جنوب السودان !!
- متى ننتفض على العنف ضد المرأة ؟!
- مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي العراقي .. نريد قراراً حاس ...
- مباشر الى وزير التعليم العالي العراقي .. قبل أن تبتلع الخيبة ...


المزيد.....




- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...
- غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
- موتورولا تعود لعالم الحواسب اللوحية بجهاز منافس
- أطعمة تعزز صحة الأسنان
- لماذا يجب أن تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية مساء؟
- دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يحرم الملايين من الدم المنقذ لل ...
- تطوير -راديو فضائي- للبحث عن أشكال خفيفة للمادة المظلمة
- الصين تجسّ نقطة ضعف الولايات المتحدة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماء محمد مصطفى - كن متجدداً ، واصنع لنفسك الفرحَ