أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - صلف روسي يتعدى الصفاقة














المزيد.....

صلف روسي يتعدى الصفاقة


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من رأى لافروف مبعوث السيد ميد يوف بطلب من الروسي الاول بوتين, ومن يرى مرافقه مدير الاستخبارات الخارجية, داخلين دمشق اقدم عاصمة عرفها تاريخ البشرية, في استقبالات وصفت بالمليونية , تليق بالأباطرة, ولم يكن ليحلم اي منهما, او كلاهما معا ان يريا في استقبالهما في شوارع موسكو ولو عشرة انفار يصفقون لهما ويهتفون نحبكما حبا روسيا.
ومن رأى الدهشة التي عكستها عدسات المصورين على وجهيهما المقدودين من صقيع القطب الشمالي, وكأنهما يقولان: كل هذا!!؟. حب أموي في عاصمة الأمويين لدببة روسية!!!؟. من رأى كل هذا والمجازر ترتكب في كل سوريا وعلى مقربة من مركز عاصمتها, في ريفها, لتساءل وحزن الكون في صدره أٌالى هذا الحد استباحوك يا ذات المجد يا سوريا؟.
من يرى هذا الروسي لافروف , والاخر مرافقه الذي لا يعلم الا بوتن نفسه سبب دسه في الزيارة الودية, يعتقد ان زمن الفتوحات والفاتحين قد عاد, ومن الشرق. المفتوحون, قيصريا, خرجوا في دمشق, سوقا, بالألاف , وهم المعتادون الجاهزون لمثل هذه المناسبات من عقود (يبيضون الوجه) , يقدمون لهما آيات الشكر والعرفان, ليس لاستعادتهما لهم الجولان, وانما لدفع البلية عن سيد الوطن المحاصر عالميا والمزنوق سياسيا واخلاقيا ومصيريا, هاتفين بعالي الصوت منحبك . ومنحبك هذه موصولة لمرافقه المذكور والحاضر لصقا معه, ومتعدية لهما لتصل بشكل خاص وحار لرجلال كي جي بي العائد للرئاسة قريبا بعد لعب على النصوص الدستورية متفق عليه بين اللاعبين في مراكز القوى. "منحبك" هذه, الهاتفة بها حناجرا لمحررين بفيتو سحري, تكاد تصل عمقا وصدقا, الى درجة "المنحبك" المخصصة لمحبوبهم الاول, وبترخيص منه. يا للوفاء!!!.
رئيس الدبلوماسية الروسية الزائر يرتب الامور مع النظام بدبلوماسية السر والعلن , ومرافقه يحيكها فقط سرا في الخفاء , وهو المتربع على قمة خبرة وفنون الجاسوسية والاستخبارات القرنية الروسية.
فيتو انقاذ, ورخصة قتل, واطلاق يد في الدمار, وحماية دولية من كل ملاحقة قانونية بما فيها ملاحقات محكمة الجنايات الدولية لجرائم النظام ضد الانسانية. فيتو ثمنه وصاية كاملة ليس على النظام فقط وانما على حاضر ومستقبل سوريا, هذا بعض من عناوين الزيارة وما خفى منها اسرار عميقة لا تُكشف حتى على الشرع الوارد اسمه في المبادرة, فما بالنا بالمراقبين عن بعد خارج الحاشية.
ليس غريبا ان يختار الروس النظام دون الشعب السوري, وهم الاعلم بطبيعته الدكتاتورية والشمولية و الفساد في كل اركانه وفروعه وتفصيلاته مهما صغرت ـ وهذا بعض ما عندهم واساسي في ثقافتهم ــ , وأن يوفروا له ولتركيبته كامل الحماية, حماية لا تدخل فيها الاخطار القادمة من اسرائيل , حماية ضد الغير على ان يكون هذا الغير داخليا ويطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الانسان والحريات الاساسية, وهذا ما يكرهه الروس بقدر كراهية النظام السوري له, ان لم يكن "زيادة حبتين". اخذا بالقول : عدو عدوي صديقي.
ليس غريبا ان يستمر الروس بتزويد النظام القاتل بكل اسلحة القتل علنا و بفخر ,مع علمهم ان هذا السلاح لم يحقق يوما نصرا عسكريا فعليا على العدو الاسرائيلي, انتصاراته كانت اعلامية بعيدا عن الجبهة معه والارض المحتلة. فعاليته كانت فقط في لبنان في قمع اللبنانيين لسنين وسنين والفلسطينيين. صدأ السلاح الروسي على جبهة الجولان واعيد ترميمه وتبديله وتحديثه في عين المكان مرات ومرات, وبيع الكثير منه خردة من قبل تجاره للقدم والتآكل لعدم الاستعمال.
سلاح استعاد مجده واظهر فعاليته بعد ان تغيرت وجهته واصبح يطارد المدنيين السوريين في كل انحاء سوريا ويقصف بكل فعالية وغزارة نارية اهدافا بشرية وتجمعات سكنية, فتبين للروس كم هو فعال سلاحهم حينما يكون عدوه اعزلا مدنيا. وعليه اخذوا يعززوه وهم يعرفون اهداف استعماله وجنسية ضحاياه. لا عجب أصبح الروس في القتل شركاء و دون مواربة أو حياء.
قد يستغرب الجميع, الا الروس, كيف تبرر المصالح سفك الدماء, وكيف تختار دولة بحجم روسيا الوقوف الى جانب الطغاة وتوفر لهم كل وسائل الحماية دون اية اعتبارات لمطالب شعوبهم. كيف تلجأ في هذا السياق لمنطق وادعاءات الطاغية, وتجمد جمود قطبها الشمالي عند مقولة ان على المعارضة السورية ان تصالح النظام وتقبل بإصلاحاته, وان تكف عن كونها عصابات تريد اسقاطه, وتدمر مؤسسات الدولة الادارية والاقتصادية وتقتل الابرياء وتخلق الفوضى.
يالها من مقولات منافسة لقناة الدنيا السورية وبنكهة ولغة روسية. ومع ذلك لا يكل الروس عن الدعوة لاستضافة لقاءات حوار ببين الاطراف السورية المتقاتلة , بكل نزاهة روسية مشهود لها.
من يعرف طبيعة النظام الروسي و بعضا من استراتيجيته الدولية ومصالحه القومية, وحساباته الانتخابية الحالية, وحسابات احتمال انتقال بعض من الربيع العربي الى بعض من روسيا نفسها, ومحاولة استباق ذلك بوأد الربيع في مكانه, عندها سوف لا يستغرب ما يسمع ويرى, وسيلتقي مع الروس بعدم الاستغراب.
وقد يستغرب الجميع, الا الاعلام السوري "والمنحمجيكية على عماها" , ان يردد النظام السوري , ليل نهار, رفضه التدخل الاجنبي, وكل انتهاك للسيادة الوطنية, و يصمت عن التدخلات الروسية فهذه ليست تدخلات ولا مساسا بالسيادة ( فقد أصبح الروس منا أهل البيت ). و يستغرب كيف لمن يحتمي بفيتو روسي في وجه اجماع دولي للاستمرار في قتل شعبه ان يتحدث عن استقلال وسيادة وعدم تدخل في الشؤون الداخلية, خاصة بعد وصول التدخل الروسي الى درجة الوصاية على سوريا حاضرا ومستقبلا.( نعم اصبح الروس أيضا, كالإيرانيين, منا أهل البيت).
نظام معزول داخليا ودوليا يسانده, ويبقيه حيث هو ومثلما هو, دب روسي بكل قوة الدببة.
اليس في هذا الصلف الروسي تجاوز لحدود الصفاقة؟.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين كنا وأين أصبحنا
- تقرير دابي بامتياز !!!.
- الثورات تمنح الألقاب وتسقطها
- المالكي. مشعل. من رسل العربي للتعقل في القتل
- في اللجوء
- على أبوب عام جديد2012
- ومع ذلك ما زال يُقتل في وطننا الإنسان
- الدستور السوري المنتظر
- في استعادة السلطة
- فيكتور هيجو يعتذر لثوار سوريا
- العرّاب والورقة.
- أعياد سورية تسبق العيد, و-الأضاحي- بشرية
- سوريا تعيد صناعة تاريخها 2
- بين وئامين
- سوريا تعيد صناعة تاريخها
- نحن أو الفوضى!!!.
- محنة القضاء. ضمير الأمة.
- في زحمة المعارضات السورية
- دخول نبيل العربي بتأشيرة مساوم عليها.
- عشية عودة نبيل العربي لدمشق بعين حمراء


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - صلف روسي يتعدى الصفاقة