ماذا تفعل -المنقبات- لو حكم -الإخوان-

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** هذه هى خلاصة الواقع فى الأيام القادمة ، بعد أن هيمن جماعة "الإخوان المسلمين" على معظم مقاعد البرلمان فى مجلس الشعب ، وهم يريدون الأن أن يواصلوا إنتصاراتهم بوضع الدستور ، وإختيار رئيس لمصر ، بموافقتهم ، وبمباركتهم ، يكون خاضعا لأفكارهم ، وتحت سيطرتهم .. علينا أن نعلم جميعا أن كل هذه المظاهرات التى تندلع من شوارع القاهرة ، وأمام ماسبيرو ، وميدان التحرير ، وكل الإعتصامات الجارية فى أرجاء المحروسة ، هى من تدابير جماعة "الإخوان" .. وبالقطع الهدف منها هو إرباك المجلس العسكرى وأن يجعلوه فى موقف الدفاع عن تواجده ، وفقد السيطرة على مقاليد الأمور حتى تتاح لهم الفرصة للسيطرة على مصر بأكملها ، فهو حلم الإخوان منذ نشأة هذه الجماعة عام 1928 ، بل أن التظاهرات التى تنطلق الأن فى تجاه مجلس الشعب ، هى تمثيلية حقيرة مدبرة من قبل "الإخوان" المنتخبين بالبرلمان ، لإظهار أن الشعب يؤيدهم ويطالبهم بتسليم السلطة فورا لرئيس المجلس، فهل الذين يتظاهرون الأن أمام ماسبيرو ، ويعتصمون بميدان التحرير يمثلون طبقات هذا الشعب العريق .. بالطبع لا .. فهم لا يمثلون إلا بضعة مئات من أفراد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا عملاء لبعض الأجندات الأمريكية والصهيونية .. وللأسف الشديد ينضم إلى هؤلاء المخربين ، الإعلام بكل قنواته .. فلا فرق بين النيل الإخبارية ، والجزيرة القطرية ، كما يشارك فى هذه المهازل جميع الصحف المشبوهة التى تصدر فى مصر بعد 25 يناير .. وإليكم هذه القصة التى وقعت أحداثها فى أواخر عام 2006 ...

** فى أحد البرامج التليفزيونية .. سأل مقدم البرنامج فى قناة "دريم" .. الدكتورة الفاضلة "سعاد صالح" رأيها عن النقاب .. فقالت "إنه ليس فريضة ، وليس من صحيح الدين" ، فكان العقاب هو تقديم بلاغ ضد الدكتورة من سبعة منقبات ومعهم كومسارى ضد مقدم البرنامج الذى تجرأ وسألها سؤال عن النقاب ، وتم جرجرتها إلى دهاليز المحاكم ، ومعها مدير قناة "دريم" فوق البيعة ... وكان الهدف هو حملة تخويف لإسكات أى أصوات وقفل باب المناقشة فى الموضوع ، نعم .. جرجرت الدكتورة عميد كلية الدراسات الإسلامية إلى ساحات المحاكم بعد إهدار دمها ، وهو نفس أسلوب البهوات من المتطرفين الذين دخلوا مجلس الشعب الأن والذين قدموا بلاغ ضد رجل الأعمال "نجيب ساويرس" على خلفية صورة لميكى وميمى تظهرهم باللحية والنقاب .. ولا مانع من إستخدام العنف أحيانا .. فإذا غفل المجتمع قليلا ، صار ما يطرحه البهوات أمر مسلما به ، فينتقلون إلى النقطة الثانية ، وهكذا .. فما بالنا لو إحتلوا "مجلس الشعب" كما حدث الأن ، ثم إحتلوا الدولة بأكملها ، وسط تهليل الإعلاميين والسياسيين والمغيبين والمرتزقين ..

** وإنتظروا الأيام القادمة لو تعرض وزير الصحة لممرضة منقبة .. ماذا سيكون حاله؟!! .. هل يمكن أن تتعامل ممرضة منقبة وسط أسرة المرضى دون أن تكشف عن وجهها ، وهناك جرائم عديدة تم إرتكابها من قبل بعض الرجال بعد أن إرتدوا النقاب ، وقد سمعنا قبل ذلك عن علاقة غير شرعية بين زوجة ورجل إرتدى النقاب حتى يستطيع أن يمارس معها الجنس فى فراش الزوجية ، بينما زوجها يقوم بحراستهم .. ولولا القدر الذى كشف عن نقاب هذا العشيق وقبض عليه الزوج لظلت المرأة على علاقة به أمام زوجها ... وهل يمكن أن يتعرض وزير التربية والتعليم لمدرسة منقبة .. بالقطع ستكون المحاكم الإسلامية هى طريقتهم فى إخراس كل الخصوم وتكميم الأفواه .. يعنى بالبلدى كدة ، "مصر أقالت مبارك من أجل عيون الإخوان ، ورشاقة المنقبات ، وجمال دقون السلفيين" ..

** هل تذكرون "فرج فودة" .. ومناقشاته ودراساته المهمة حول تطرف المتطرفين .. وهل تذكرون "حسين أحمد أمين" ، ومقالاته المتميزة حول الحجاب الذى هو ليس فريضة دينية .. وإنما هو موضة إنتقلت إلينا فى عصور لاحقة" ...

** من الواضح أن مصر التى خضعت لإبتزاز البهوات من شيوخ التطرف ، فسمح للحجاب بالإنتشار طبقا لقانون وضع اليد ، هو نفس السلوك والمنهج الذى سمح للنقاب بالإنتشار .. ولا أستبعد أن يتعرض المجتمع لكارثة قادمة .. وبدون إستغراب أو تعجب أن تزداد تدريجيا قائمة المحرمات التى أعلن عنها جماعة الإخوان ، والجماعة السلفية بدءا من السياحة والتماثيل والمرأة والموسيقى والسينما والتليفزيون وملابس الرجال ، التى لا أستبعد أن يكون عبارة عن الجلباب القصير ، واللحية الإجبارية ، مادام المجتمع إستسلم لأقداره ، وإحتكم لأسوأ عملية برلمانية حدثت منذ عهد الفراعنة .. والمصيبة الكبرى أن يخرج علينا السيد المستشار رئيس اللجنة العليا للإنتخابات كل بضعة دقائق ، وهو سعيد بالكرافتة السحرية ، ويعلن أن مصر لم تشهد عرس ديمقراطى برلمانى مثل هذه الإنتخابات الأخيرة وللأسف هو لا يخجل من نفسه وهو يردد هذه الأكاذيب التى أصبح يصدقها .. فماذا تنتظر مصر فى الأيام السوداء القادمة ؟!! ...

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات