أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صناعةُ الزعامةِ في المرحلةِ الطائفية














المزيد.....

صناعةُ الزعامةِ في المرحلةِ الطائفية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم نجد هؤلاء الزعماء في المرحلة العربية السياسية الطائفية الراهنة ذوي إنتاج سياسي أو فكري، لم يكن لهم تاريخي تراكم في بناء معارضة سياسية أو فكر سياسي وطني راسخ خلال عقود، بل ظهروا فجأة أو بالارتكاز على قوى حكومية في الخارج أو في الداخل، ثم تحولوا إلى مادةٍ أخبارية يومية سواء بتأييدهم أو برفضهم وهذا سواء بالإعلان الدائم عن حضورهم، كأنهم نازلون من القدر أو السماء على البشر.
تجعلنا هذه الظاهرة نضع أيدينا على قلوبنا متخوفين من المستقبل أكثر من الحاضر السلبي الراهن أيضاً.
والأمر كما يقول الشاعر(كلما زيفوا بطلاً قلتُ قلبي على وطني).
فهم ليسوا أبطالاً في حروب أو ثورات، أو محققي منجزات، بل هم صناعة كلام.
وكما أن صناعةَ الأبطال والشخصيات المسيطرة في العالم العربي تستندُ إلى أجهزة الحكم المتجذرة في الهيمنة، فيبدو أن المعارضات الطائفية الصاعدة في الثورات أو الثورات المضادة تنتظر دورها في صناعةِ أنظمةٍ استبدادية حيث انها تقدم شخصياتها المسئولة بطرق فجة، عبر دعم جماعات أهلية أشبه بعصابات، تنتظرُ الغنائمَ والكراسي السياسية لكي تتحكم في الأموال العامة.
كأن يكون رئيس وزراء دولة غنية بمواردها من دون تاريخ فكري ثقافي، واشتغل في دكان بالمنفى، ولم تكن لديه قوى فكرية ومؤلفات سياسية تعكس استغراقه في هموم شعبه وتاريخه، بل هو رجل طفح على مجرى معارضات طائفية عامية ولديه قدرة على التحدث بعبارات قليلة وبلغة عربية فصيحة دقيقة، وفيما عدا ذلك لا يملك إمكانات، ودعْ عنكَ تاريخَ أسرتهِ العريق في الانتاج الديني أو السياسي، فهذا يتطلب منه أن يواصل كفاح الأسرة وعملها الفكري لا أن يعيشَ على سمعتها ثم يستغلّ الظروفَ ليقفز إلى الحكم.
هذا نموذجٌ واضحٌ وفاضح للانتهازية السائدة في صناعة الزعماء في مرحلةِ الفوضى والتدخلات الأجنبية والمزاد السياسي.
أو أن يكون هذا الزعيم جزءاً من النظام الذي استباح المال العام وسكتَ عن جرائمهِ طوال عقود ثم صار ثورياً قبيل تفجر الأحداث وبعد زمنٍ طويل من تفجر تضحيات بعض المحامين الذي قاوموا الشمولية طوال سنين، ثم ينحاز مثل هذا الزعيم العائش على خيرات النظام السابق وينضم إلى(الثوار) ويصير رئيساً للدولة.
ومن هنا يقودنا ذلك إلى كون التنظيمات الارتجالية أو المصنوعة في الخارج، التي لا تقوم على نضال شعبي ديمقراطي طوال سنين، تقومُ على أسسٍ واهية، وعلاقات هشة بالوعي السياسي الوطني، وهي عبارة عن تلاقي مجموعات ذات صلات اجتماعية واهية، غير مبدئية، غير متغلغلة في العلاقات السياسية الطبقية المتأسسة بشكل فكري سياسي عريق، وليست نتاج تراكم بل نتاج أزمات وكوارث.
إن هذه التنظيمات تغدو فقاقيع تكبر دائماً بالحرارة المصطنعة وفي زمنية الأزمات وعبر التصدير الخارجي أو الداخلي سواءً بسواء، ومن خلال المؤثرات المشكلة في أجهزة لا أحدَ يعلم كيف ترتبت أمورُها في النور أو في الظلام، أو في دوائر شعبية أم في أجهزة المخابرات الأجنبية، ثم تُحشد لها إمكانات هائلة ويغدو لها الناس طائعين خلال مدد وجيزة.
هذه الهشاشة في تكوين الزعماء في هذه المرحلة الحادة العاطفية الرجراجة خاصةً تدعونا إلى تأمل ماذا سيكون المستقبل عبر مثل هذه القيادات؟
يقال انها مرحلة ديمقراطية، لكنها مرتبة بأشكال دكتاتورية فجة، الدبابات يقودها مراهقون، والشوارع يتدفق فيها الشعب ثم تخضع (للبلطجية) أو العصابات السياسية، أو ما شئتَ من أسماء ظهرت فجأة معبرةً عن سيل من الحراك المنظم ومن الحراك الفوضوي، يختلط فيهما المناضلون والمجرمون معاً.
وفيما زعماء كبار مخلصون ينتظرون دورهم في الفوز بكراسٍ محدودة نادرة يقفز أولئك المصنوعون من المادة البلاستيكية المسيسية في الدوائر المجهولة إلى التهام معظم الكراسي البرلمانية ويُرفعون على الأكتاف ويقادون إلى السلطات.
تجد أن ثمة من يهندس كل هذه التغييرات، أو أن ثمة من يستفيد من الحراك الشعبي، ومن الغباء العامي، ويحرك دمى كثيرة للصفوف الأمامية، ويشحنها بالدماء المأخوذة من بنوك الدم السياسية المالية الملوثة، وعادة ما تكون أرواح هؤلاء الزعماء في قبضات تلك الأجهزة بسبب رشاو أو خدمات مالية كبيرة أو تسجيلات مرصودة عليهم أو فضائح مسجلة ضدهم .
الديمقراطيات هي صناعة شمولية كذلك، فقد تقطعت السبل بين الشعوب والممارسات السياسية الناضجة، وجُذبت من أكواخها وشققها البائسة ومزارعها المأزومة ومن مصانعها المتوقفة وسُيستْ وتفجرتْ بمعاناتها وكانت في حالات من الرفض الحقيقي والعناء الصادق، لكن مسألة الزعامات والقيادات ومن يمسك السلطات ليست من شؤونها، بل من يمتلك القدرات على التأثير والتوجيه، ومن يتمكن من تشكيل رأسماليات جديدة بمواصفات استغلالية مختلفة عن السابق بهذا الحد أو ذاك.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاصة الأنواع الأدبية العربية(2-2)
- خلاصة الأنواعِ الأدبية العربية (1-2)
- طريقان نحو الحداثة العربية الإسلامية
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي
- التياراتُ الدينيةُ والرأسمالية(1-2)
- الثوراتُ العربيةُ أعودة للوراءِ أم قفزة للإمام؟
- الشعاراتُ والدعاياتُ حسب الزبائن
- المقاتلون من أجلِ السلام نائمون
- الطابعُ الديمقراطي للحراك العربي
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى
- نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة
- أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صناعةُ الزعامةِ في المرحلةِ الطائفية