أزمة إبراهيم أصلان

سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 18:30
المحور: الادب والفن
    

اثنين من الكتاب اهتموا أكثر من غيرهم بالفقراء في إبداعاتهم القصيرة .. الأول الراحل محمد روميش الذي لا يتذكره احد .. ومازالت قصته"الليل الرحم" التي طالعتها في أدب ونقد تدهشني لما فيها من قدرة فائقة على التصوير والإحساس.وذلك الارتباط العميق بحياة الفلاحين ..
والثاني إبراهيم أصلان الذي رشح بعد عمر طويل لجائزة النيل .. كأن كتاب مصر لا يرشحون لشيء ،أو يفرحوا بشيء، إلا بعد أن يكون عمرهم الطويل منحهم السكينة، وراحة البال، والقناعة التي لاتهتم بمغريات الدنيا .
سيتحدث البعض عن حواراتهم مع إبراهيم أصلان ، وإنهم قالوا وقالوا .. وإنهم كانوا هنا عندما كان هنا ، وكانوا هناك عندما كان هناك .. واغلب الظن إنهم لم يكونوا هنا ولا هناك ..لكنها القدرة الفائقة على امتطاء الإحداث..وليس بعيدا امتطاء الثورة المصرية من النهازين والحرامية . . حتى هؤلاء الذين تكلموا عن الفساد في المؤسسات كانوا من اكبر مفسديها.
بالنسبة لي فانا لم أقابل إبراهيم أصلان كما لم أقابل الكثير من الكتاب المصرين،
فانا بطبعي قليل الكلام ومنعزل وبعيد عن المركز القاهري .. ونادرا ما اذهب لمؤتمر .. وأحب التمتع بأفكار الكتاب ومشاعرهم التي تكتب بتأني.. هكذا فعلت مع طه حسين والعقاد وطاغور وتولستوي .. وغيرهم .
طبعا إبراهيم أصلان يختلف .. فأعماله التي تحول بعضها لأعمال سينمائية، تتخذ أسلوب الرصد الخارجي وتفجر طاقة شعورية تقرب الأشخاص من الأمكنة والأشياء ..
كما كان شاهدا على تمزق العلاقات الأسرية،والأخلاق، أيام الانفتاح في السبعينات .وسجل شهادته في بعض أعماله كوردية ليل التي تناولها الناقد صلاح فضل بالتحليل عام 1995 مؤكدا على أسلوبها السينمائي .. لكن التناول من هذه الزاوية تم بعد إنتاج فيلم الكيت كات وعرضه عام 1991 المستوحى من رواية مالك الحزين""
أن أزمة إبراهيم أصلان ، تلك التي عبر عنها في أعماله ، هي فساد الواقع .. وبدا أن هناك فراغ ينتظر حسما لعمليه تغير .. أن غياب الأخلاق، وتداعى الألفة في العلاقات الإنسانية، جعل من إبراهيم أصلان كاتبا له ميزته وله همومه من الواقع الذي يعيش فيه، ويعايش النسيج الممزق .. انه يعيش وطنه بعمق وعى .. وجسد في أعماله أزمة فساد وأزمة حرية .. وإذا كان إبراهيم أصلان يصرخ مطالبا بوطن وحرية .. فهاهو أخيرا أصبح حرا والوطن يواريه الثرى .
فتحية لأديبنا الراحل .

#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات