أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الركابي - احزان رحيل مبدع جنة البستان














المزيد.....

احزان رحيل مبدع جنة البستان


كامل الركابي
(Kamel Alrikaby)


الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 18:29
المحور: الادب والفن
    




خبر رحيل الصديق الشاعر مهدي محمد علي ابو اطياف نزل علينا كالصاعقة ولم تستطع هيفاء سوى اخفاء الدموع والبكاء صمتا وقد شجعتها على النحيب كى تريح اعصابها وتسترد انفاسها ام انا فقد عشّب في روحي الذهول وفرعت شجرة الاحزان الخفية في اعماقي وانثالت في ذاكرتي خرائط الاماكن التي كنا نرتادها معا فقد كنا كعائلتين نسكن في بيت واحد في مساكن برزة الدمشقية بعد عودته من ليبيا ساخرا وناقدا ببصيرة نافذة شكل ومضمون الحياة هناك احد المرات قال ضاحكا من يقل نحن ضيوف موقتون لديكم لحين استئجار دار قلت له انتم اهل الدار قال مبتسما هذه حقيقة ليبية : الدار لساكنيها! ذواق ومرهف ومتمتع بالاشياط البسيطة واليومية عندما نحتسي كاسا معا يشهق الله مااطيب هذا الخمر و عند ما يتذوق المزات يصرخ متعجبا تسلم الايادي التي صنعت هذه السلاطات وعندما تحتوي المزات على رمان ينطلق بصوت شجي مرددا اغنيته الشهيرة جلجل علي الرمان النومي فزعلي !
عملنا معا وسكنا ومعا واهتدينا الى اماكن غاصة وخاصة بالمعذبين والنواحين والمغنين والمشردين والشعراء الصعاليك والممسوسين بخيوط الوهم والمنتفخين في الفراغ والمؤدلجين الناعقين في الضجيج والمعتلين ناصية الدجل والمتشبثين بكراسي مهترئه واوهام صدئة والماسحين اكتاف عجفاء سمجة والمغرمين بالنقد والشعر والمقالات الساذجة !
قلت لي ونحن نعيش كل هذا الكم المتناقض من طبائع الخلق العجيب: علينا نحن فقط ان نكون اسوياء نتسم بالصدق والتواضع والوضوح و هي كلها سمات تنبجس من تكوينك المنفرد مثلما ينبجس الرحيق من الورد في عز ربيع اخضر يامهدي يانبي الصداقات النبيلة نصيحتك هذه رغم انك لاتسدي نصائح ستظل ترافقني طوال حياتي وهي قمري في ليل بيداء رحيلي ايها المرتحل سرا انت وصديقك الاحب عبر صحراء بادية السماوة على ظهر ناقة !
الناقدون والشعراء والقراء يعترفون بانك احد اهم شعراء الحداثة وقصيدة النثر وجنون الذاكرة في جنة البستان شاهد دامغ على الروح التي اكتوت بحب الناس والاماكن وتحولات طفولةومدينة مغمورة بشوايخ النخيل وشط ترهقه الاحزان وتضيئه مواسم الافراح والنوروز ومصائربيوت لم تزل مهجورة او انتزع شناشيلها الزمن !
ظلت جذوع النخل القتيلة
مطروحة على ارض البستان اياما
وظل السيد حبيب
شيخ الثمانين
يأتي كل مساء
يجلس قبالتها
وينشج !
لم يستطع احد ان يثنيه
وهو لايفتأ يبكي ويردد:
انها مثل أولادي
انها مثل اولادي !
حقا لم يكن السيد حبيب وحده من ينحب انه انت بحنوك وحنينك فالنخيل كان رمزا مقدسا في نثرك وشعرك وفي دواخل روحك المشتعلة بفراق ذلك الاخضرار وتلك السماوات
ياصديقنا الحبيب انك لم تغادر او تهاجر بعيدا عن الدار فوجودك الساحر الجميل طري العود في روحي وفي قلب محبيك !



#كامل_الركابي (هاشتاغ)       Kamel_Alrikaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صداقات
- رماديات
- لو
- المهر
- آخر صيف
- فوانيس /شعر شعبي عراقي
- ضيف اليزيديين
- الكاس
- النبيذ
- فوانيس كامل الركابي
- اوصاف
- ثلاث قصايد
- عطش نهران
- ثوب
- خريف
- العراقيين !
- ملك
- صبّيرة
- مدينة
- الحب المستحيل


المزيد.....




- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الركابي - احزان رحيل مبدع جنة البستان