أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الرشيدي - المغيب ، أو السفر الى الداخل .














المزيد.....

المغيب ، أو السفر الى الداخل .


محمود الرشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 19:44
المحور: كتابات ساخرة
    


دَلًفْتُ عبر ظلام الليل ، في غفلة مني ، إلى غابة الصمت الموحش ، على نغمات أزيز الإعتصار ، بين أزمة ألإنتصار ، وروعة الإحتظار ؛ إحتظار بقدر أمد العمر .
ومن خلال ظلام الليل ، انغطست في ظلمات أعماقي .
انغطست فيها ، وأنا الغطاس البارع في دواخلي ، ملاذي كلما داهمتني زوابع الحياة القاهرة الجائرة ؛ أَنْكَمِشُ وأتَقَلَّصُ ، وأُسْكِنُ ظاهري في باطني . أُلَملِمُ شتات فُتًاتي من مزيج بقايا آخر جيوب المقاومة ، وبوادر الإستسلام ، ليس من أجل الإستسلام ؛ولكن قصد بناء عزيمة جديدة .
أُراوِدُ قدري بقدري ، وأحتال على عقلي بحِيَلِي . أو على الأقل أتجنب جَلْد نفسي بإرادتي ؛ فأعتز بالهزيمة ، مراوغا . وأُ لبِسُها لبُوس الإنتصار . أملا في طموحي الذي أعشقه ، وأنتظره على كل حال الى الأبد .
أُمارس هوايتي غورا ، عبر العروق الدقيقة ، والشعيرات الرفبعة ، هبوطا وصعودا ، ذهابا وإيابا ، في كيــاني .
طاقتي في ذلك ، أستمدها من بطارية المِحَن ، دات الشحن التلقائي ، والتوتر العالي ، مادتها الأولية الخام : تيارات ، إكراهات ، ضغوطات ، ودائقات من مزبلة السُّوقة وجهلها ، ومن حياة أُفرِغت من روحها ؛ في زمن سَطَت فيه المظاهر والقشور البراقة ، على القيمة الحقيقية لهذه الحياة .
خيوط الظلام ، وبَؤَرُالقتامة في أعماقي ؛ وأنا أسبح فيها ، أو بتعبير أصح ؛عندما تُمَوِّجُني بحركاتها الإنسيابية ،تزيدني نشوة وبهجة .
أملي في رحلتي ؛ نسْف ، وتجاهل كل أمنياتي ، من أجل تحقيق اللاشيء ، ومناجاة العدم ، بصمت القِدم .
ظلماتي أو ما فوق العمى...لكن بدون ارتطامات ، بدون تصادم ، ولاحوادت ، ولا حتى أصوات الصمت .فقط ؛ تموجات ، وتموجات ، إنه الموت ؛لكن بمعنى آخر ،غير المعنى العادي ؛ إنه سُبات لتمرير وتكوير الزمن المتوحش . إنه موت من أجل الحياة ؛ حياة ، لكن ليست كالحياة العادية ، أنها حياة بروح ...حياة لحياة حقيقية ...
ظلمات تُمَوِّجُني بتموجاتها الصامتة ، تحملني في اتجاهاتها المختلفة ، بدون حامل ومن غيررابط ولا بساط ؛ ذكرتني بالبسطامي ، وابن عربي ، والحلاج . ذكرتني بالسُّكر، بالتوحد ، وبالتجلي : وقد انكَمَشَت كل المثيرات من حولي وأُلْغِيت جادبيتها ، وأُفْسِح المجال لحركة حرة من نوع لم أعْتَدْه ، وكأني أتحكم في كل شيء ، ولا أتحكم في نفسي ، أو شيء من هذا القبيل ..لا أعرف على وجه الدقة والتحديد ، ولكنه ذكرني بالفراغ عند إسحاق نيـوتن ، وبقانون الجادبية وانعدامها .
يُشَاع عندي ، في هذه التموجات ؛خبر أنتحارالزمن ، كما يُشَاع أو يُخَيَّل إليّ تًنافُس وتَصارُع الثقوب السوداء من أجل البحث عن رفاته لتشْيِيئِها وطمرها في أغوار بدون قعر .
إنه المَغيب ،أوالسفر الى الداخل .
لم أتذكر ، كيف انقدفت الى الى ركوبه ..إنه عالم ساحر..إنه الممكن المستحيل... إنه السهل الممتنع ...لقد كان ذلك في غفلة مني ..
أما العودة منه ؛ فهي في الحقيقة ، أوعلى الأقل حسب حقيقتي أنا : عودة للتمثيل وتبادل الأدوار ، من ممثل الى متفرج . ومن متفرج الى ممثل . إنها الزيف والكذب . المريض على عِلّاتِه سَوي ، والسوي في الظاهر : علاته مزمنة ..وهلم جرا ...



#محمود_الرشيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضاعت البوصلة.
- ما قبل وما بعد لحظة الصفر..رأس السنة أو َمتَمها .
- قصيدة بعنوان : طائر لا يطير .
- مدمن روايات . قصة قصيرة .
- عشق عتي .
- مات المشروع قبل الميلاد.
- قصيدة بعنوان:سمائي...
- في غفلة مني...
- حظه مع الكلمات
- حلم في ليلة باردة.
- حلم جائر
- نحو الانعتاق ..من فكر الترات الى ترات الفكر.
- قصيدة بعنوان: شيء عنك يافلسطين
- قالت لي أمي:...
- قصيدة بعنوان:هناك بعيدا..
- قصيدة بعنوان : مكرالايقاع .
- قصيدة بعنوان :خربشات .
- قصيدة بعنوان:أنت تريد.. وأنا أريد..
- قصيدة بعنوان :وما أدراك ما الانسان


المزيد.....




- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الرشيدي - المغيب ، أو السفر الى الداخل .