أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبد الكريم عبد المنعم - قراءة في ديوان كرسي شاغر للشاعر نادي حافظ














المزيد.....

قراءة في ديوان كرسي شاغر للشاعر نادي حافظ


أشرف عبد الكريم عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 20:09
المحور: الادب والفن
    


نظرات في ديوان كرسي شاغر لنادي حافظ
العالم الشعري لنادي حافظ في حاجة إلى من يشتغل بجد عليه ، وأحسب أن أول من يحتاجهم هذا العالم هو نادي نفسه ، ليس لأنه الشاعر المبدع لهذا العمل وإنما لأنه الشاعر المهمل ، فنادي الذي بدأ كتابة قصائد هذا الديوان عام ( 1997 ) أي قبل صدور ديوانه الأول ( منذور لرمل ) وأتمها في ( 2002 ) أي قبل صدور ديوانه الثاني ( به فتنة وتلمع عيناه ) و انتظر سبع سنوات بعد إصداره وكل قصائد هذه الديوان جاهزة ولكنه لم ينشرها.
أن نادي الذي يدخل نفسه في تحديات مع الإبداع ربما دفعته لتوهم أو لنقل للحلم بأن يؤدي محور الفضاءات في الملتقى إلى كتابة آنية رغم شروطه هو نفسه القاسية على كل ما يسمى إبداعاً ، يؤخر ثم يؤخر نشر قصائده.
حاولت أن أقرأ هذه القصائد مستبعداً نادي ومستدنيه في الوقت نفسه ، مستبعده كصديق ا قرأ إبداعه ، فلم أسأله في تفصيلة أو مراد ومستدنيه روحاً ، فكنت أقرأ القصائد وكأنني أسمعه.
أول ما يلفت الانتباه في شعره هي اللغة التي لا تمثل هاجساً بالنسبة له ، فهو يكسر توقعك لما ركب فيها أو استخدم جاهزاً منها ، فيدهشك بتراكيب مألوفة أشد الألفة منها مثلاً:
ضبطت روحي – قرب صوتك – دون سابق قبلة أو باحبك ( التي كان يتمنى أن تكتب كما ينطقها الناس إلصاقا لها بأرواحهم) – بعد وداعك بشارعين ، هذه التعبيرات من نص ( وجدتني قرب صوتك )
وفي نص نجرب الحياة مرة أخرى نجد : أوغلي في السهاري – اضحكي قرية قرية – من أجل ورود البلاستيك التي تبص عليك.
نقطة ثانية تلفت الانتباه عند قراءة هذا الديوان إذ وجدتني أمام ديوان معجون ببنية السرد وروح الشعر وتأله الشاعر ، فلسنا أمام ديوان لقصيدة النثر ولا ديوان تفعيلة ولا ديوان شعر عمودي طبعاً ، وإنما نحن أمام ديوان تبرز فيه بشدة الملامح القصصية.
فالديوان الذي تضمن خمسة نصوص
أولها : ( وجدتني قرب صوتك ) الذي قسم إلى خمسة مقاطع جاء أولها سردياً وثانيها : حوار من طرف واحد وثالثها سرد لما حدث بعد وداعها ورابعها حديث نفسي لهذا البطل السارد في حين جاء قسمها الخامس حكماً مطلقة متقاطعة مع تراثنا الشعري سواء أكان ذلك على مستوى البنية شبه التقليدية أو النظرة إلى حقيقة الحب بما يذكر مباشرة بنونية ابن زيدون.
ووجدت أن النصين الثاني ( لعلنا نتبادل الحياة ) والثالث ( نجرب الحياة مرة أخرى ) نصان متشابكان في قصة ، فالبطلان ذاتهما هو ومعشوقته والتقسيم الثلاثي لكل نص ، المقطع الأول في لعلنا نتبادل الحياة يصرح لها عما كان بوده وفي المقطع الثاني يئن لمعاناة عامل القهوة ذلك الذي يتدحرج بينهما وتصيح صينيته ، وفي المقطع الثالث يتم مشاركته أنين الموجودات لغيابها فيجد الكرسي شاغراً ويتيماً ومسكيناًً في غيابها.
وحينما يدخل إلى النص الثالث يدخل مشتبكاً مع ما تم من أحداث سلفت في سابقه فيقدم الشفاعات لها الواحدة تلو الأخرى مبتدئاً به هو نفسه فيقول لها من أجلي ويذكرها بتلك المغامرات لهما التي غافلا فيها بواب العمارة أو قدما له الرشوة ، ثم يتشفع لديها بورود البلاستيك والستارة الزرقاء في (ربما تحرك الهواء) راجياًً منها أن ترفع السماء وتكور الأحلام وتنثرها راضية على الحائط للسمك المصلوب كي يتحرك الهواء ويمشي التاريخ ( ونكتشف أن الحديث موجهٌ لزوجته النائمة وبروح نبي توقع الغربة وآلامها في ديوانه الأول ( منذور لرمل ) نجده يخاطب زوجة نائمة قبل أن يعرف تاريخياً من هي أو حتى يخطبها)
ثم يقدم في نهاية هذا النص الذي يمثل جريمة عشق مكتملة الأركان من بدايتها يدعوها فيه إلى ترتيب أيامهما وهنا مقترح للبهجة باستبدال أيامٍ للفرح تزيل من الخزانة القديمة ما كان فيها من أيام.
وفي النص الرابع ( ليس يحس بمثل هذه المعاني سوي الكرسي الشاغر) وهو النص الوحيد غير المقسم إلى أجزاء يقدم رؤى متعمقة ذاتية وإنسانية للجسد ولوحاته وشفاهه والوانه ( خاصة الأحمر والبنفسج كرمز للحداثة ) وأماكن اجتماع تلك الأجساد في مركب شراعي أو خلف شجرة وللشَّعر والأحذية التي لا يمايز بين ألوانها صديق وللباب والكلام و تفاح الجسد وإشراقته ولغته ويطلق حُكماً بأن لا يفهم هذه المعاني سوى الكرسي الشاغر.
وفي القصيدة القصة الأخيرة ( الرسائل الطائشة ) نجد تمهيداً لعرض الحدث بأن هذه الرسائل قد وصلت البطل عن طريق الخطأ ، ويقدم شخص ما تفسيراً حول المرسل ، ثم في القسم الثالث حكاية عن المرسل إليها ومصيرها المختار لها بين كائنات الماء ، ثم تبيان لحال النسوة اللاتي وقعت تلك الرسائل في أيديهن ، ويختم بإعجاب سعاة البريد بأناقة الرسائل وروائحها المثيرة.
هكذا اعتقدت أن الديوان قصص شعرية أو قصائدُ تلمح في طياتها ملامح السرد ، وليست أبداً رسائل طائشة وإن كانت فقد أصابت الهدف.
أشرف عبد الكريم عبد المنعم



#أشرف_عبد_الكريم_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد حبيبي ليس وحيداً ، النص الكامل للقراءة في ديوان جالساً ...
- قراءة في ديوان الشاعر السعودي محمد حبيبي ( جالساً مع وحدك)
- لو أنها فعلت!
- إشارة مرور .. قصة قصيرة
- أحياناً.. تفاجئنا اللآلئ
- الجزامة


المزيد.....




- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبد الكريم عبد المنعم - قراءة في ديوان كرسي شاغر للشاعر نادي حافظ