أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد التهامي بنيس - لماذا وماذا نعارض ؟














المزيد.....

لماذا وماذا نعارض ؟


محمد التهامي بنيس

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا وماذا نعارض ؟

حيث إن حكومة اليوم تقول : إن لها مرجعية إسلامية . فإن ما لا ينبغي أن ينساه أحد أنه (و ما الحكم إلا لله ) وأن الحزب الذي يقود حكومة اليوم خاضع لأحكام الشرع وللشعب الذي يجسد بحق الكتاب والسنة والقانون الأسمى . وبناء عليه فإن ما أقدم به لهذا المقال هو قول الرسول ( صلعم ) في خطبته عند الهجرة إلى المدينة المنورة : ( أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم ) وفي خطبة أخرى قال : ( أما بعد أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ...)
وقد ارتبط وجود المعارضة بوجود الإنسان منذ اللحظة الأولى التي قرر سبحانه وتعالى أن يجعل له خليفة على الأرض , حيث تجسد الاعتراض الحريص على الأفضل والذي صدر عن الملائكة . وهذا ما يجسد ه الحوار الإلهي مع ملائكته لتعليم الإنسان قواعد ومبادئ المعارضة البناءة التي تمثلت بالتحديد في غاية الملائكة من اعتراضهم . أن يكون اختيار الخليفة مبنيا على الأفضل لكي لا يفسدوا في الأرض . وهذا ما يعني أيضا وبصورة جلية أنه بين الإنسان والمعارضة البناءة علاقة أزلية من أجل الرقي والتقدم وارتفاع نسبة الوعي والمعرفة في كل جوانب الحياة عن طريق الحوار والحقيقة
ونحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية , حينما اخترنا المعارضة فقد اخترناها باقتناع ووعي بمسئوليتها . حتى نقدم لأنفسنا إنجازا يصلح دواتنا التي أنستنا إياها مهام تسيير الشأن العام , وأدينا الثمن شعبيا غاليا ورحبنا بكل ما عانيناه لأنه كان من أجل مصلحة الوطن . ولكن كما أن لكل شيء ثمنا . فلكل شيء نهاية , وقد انتهينا بقرارنا إلى الالتفات إلى معالمنا , حتى نساهم من موقعنا هذا في بناء الوطن وخدمة المواطنين وصولا إلى ديمقراطية أمتن وملكية برلمانية أقوى تزرع الأمل والحب والأخوة . ولا نحتكر العلم المطلق وإنما نسعى للحقيقة في القيام بأي عمل يخدم الإنسان المغربي , وقد نخطئ ولكننا نرجع عن خطئنا فور ظهور الحقيقة . سنتابع ونبحث عن مكامن الخلل في عمل الحكومة ونكشفها ونقدم الحلول والبدائل والمقترحات . وبذلك سنكون الوجه الآخر للحكمة وطلب العدل والمساواة والنمو والعدالة الاجتماعية والكرامة المغربية . لأنها معارضة في طابع جديد يحكمه الدستور الجديد ويشرع دور المعارضة ويعطيها مكانتها ويوفر آليات عملها انطلاقا من ملفات ومعطيات وانطلاقا من احترام شروط تنزيل الدستور , واحترام كرامة المواطنين والمواطنات
فمع ما بلغناه من إخراج المغرب من تهيدات السكتة القلبية وما ساهمنا به في إصلاح دستوري وسياسي . لم يعد اليوم مقبول أن نضيع على المغاربة فرصة موعدهم مع التاريخ فالوقت أغنى من أن يفرط فيه بتهاون أو خطإ . كما هو الخطأ في أول امتحان للحكومة وأغلبيتها وهي تخرق الدستور قبل انتخاب رئيس مجلس النواب يوم 19 دجنبر 2011 . وبخروجنا إلى المعارضة ستكون جدوى أعمالنا – في البرلمان وخارجه – طفرة سياسية تنموية محسوبة لمواجهة التحديات ونحقق لشبابنا وأجيالنا القادمة ضمان حقهم في الحياة التي لا رحمة فيها للضعيف أو المتخلف
ليس قدرا على المغرب أن يكون تنزيل الدستور خاضعا لهيمنة اللاقانون أو خرق القانون الأسمى أو بيع الأوهام للشعب الذي أوصل البرلمانيين لهذه المحطة . بل استخلاص الدرس وحوار الطرف المعارض والإصغاء لانتقاداته بعقلانية , وليس بصم الأذن , فقد قال الله سبحانه وتعالى : ( إن شر الدواب عند الله , الصم البكم الذين لا يعقلون )
سنمارس المعارضة بنية تصحيح ما يعوج في نهج ومنهج تطبيق القانون . ولا نمارس على أساس المكايدة السياسية . لا نتربص الأخطاء لنضخمها . بل معارضتنا هي وجه ديمقراطي مشرق تتناول قضايا الشعب المصيرية بعين العاشق للوطن والشعب المغربي بعيدين عن المزايدات التي يعتقد البعض أنها سبيلنا من قرار اختيار المعارضة يقابلها أننا لن نتحول إلى جوقة إنشاد تسبح للحكومة . فلسنا الحزب الذي يترك نفسه للأفكار الهدامة والمواقف السلبية كما لا يجعل نفسه ضحية خطابات سياسية وإعلامية ضعيفة . فقد انتهت حلقات الذكر لشيوخ التشاور وعملاء التقافز مثل الأرانب المذعورة على السلطة والتهالك على المقاعد بوعود متناقضة وخلفيات كامنة وخرق للقانون الذي ناضلنا من أجله ونناضل من أجل تنزيله التنزيل السليم . لن نسمح بتنويم الشعب المغربي وجماهيره الحية المنتفضة في حراكها السلمي المشروع , على زبد الوعود ومعسول الكلام . لأن الاتحاد الاشتراكي خضع لقرار الشعب ونتائج الاقتراع ولم يفكر أبدا أن يسرق فرحة هذا الشعب ببدء التغيير . فلم يكن ضمن المتمسحين بالفريق الفائز لسرقة فرحته بفوزه . وقد نجح في المقابل بأن سرق النوم طويلا من عين أولئك المتمسحين وكسر غرورهم وعنجهيتهم وهم يستعرضون تنازلاتهم وقد لمسها الشعب حتى ملتهم الجماهير كما ملتهم مساحات الصحافة الصفراء قبل الجادة لأنها تفضل تتبع أي شيء غير أشيائهم التي تورمت من ضربات الشعب وخبطاته و كشفتهم على حقيقة ,نفاقهم الذي يظهر غير ما يبطن , وهذا ما يستوجب الحيطة واليقظة والحذر من سلوكيات ممارساتهم القادمة . وهذا ما ستكون معارضتنا له بالمرصاد بمعارضينا لهم في البرلمان وخارجه , منطلقين من برنامج الحكومة التركيبي ومقارنين له ببرنامجنا الانتخابي المنبثق من مطالب الشعب وحاجيات الجماهير معتمدين على التمفصل بين منظورنا التعديلي وبين ميكانزمات التعديل المقترح . ومرجعيتنا في ذلك تستمد سلطنها من دسترة المعارضة ومن كفاياتنا وتجاربنا حيث نتصرف بدون حرج ونستشير عند الشك ونحس بالجزئيات ونعمل على معالجتها في إطار ما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين
فاس . محمد بنيس



#محمد_التهامي_بنيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء المواطنة , يدعوكم للمعارضة
- أماني إصلاح البلاد , بخرتها تخمة الفساد - المواصفات الضائعة
- فطفطة الديك الذبيح
- مرض خطير جدا


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد التهامي بنيس - لماذا وماذا نعارض ؟