أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التوبة والاعتزال














المزيد.....

التوبة والاعتزال


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 19:14
المحور: كتابات ساخرة
    


هل تريد عزيزي القارئ أن تعتزل مهنتك كقارئ أم تريد أن تتوب عن القراءة؟ أرجو تحديد وجهة نظرك بين أن تعتزل وبين أن تتوب, وأرجو من الجميع الانتباه إلى كلمة اعتزال وتوبة...وبالمثال على ذلك وبالتحديدعلى باب الدار عزم عليّ جاري سيجارة من النوع الفاخر فقلت له:

تركت التدخين.

فقال لي: شو تُبت؟ فقلت : شو شايفني رقاصه؟؟.

فضحك وقال: ملاحظاتك دائما غريبة,وقلت :لا تركته ولم أتب عنه ,فقال:

فاهم عليك يعني اعتزلته؟.

فقلت:لا,أنا تركته ولم أعتزله لأن التدخين ليس فناً بمعناه اللفظي والمعنوي, وهنالك فرق بين أن تترك الشيء وبين أن تعتزله لأن التدخين ليس فنا لأعتزله, وهنا علينا جميعنا أن نكون صادقين في إطلاق الكلمات فلا نقول مثلا عن الفنانة أنها( تابت ) حين تترك الفن بل يجب أن نقول بأنها(اعتزلت) الفن, وهل هنالك فرق بين التوبة كتوبة وبين الاعتزال كاعتزال؟ طبعا من وجهة نظري الفرق كبير جداً وشاسع وعلى المؤسسات الثقافية العربية أن لا تستعمل كلمة توبة باعتبارها جارحة للمشاعر فلو كنت أنا فناناً استعراضيا أو فنانة استعراضية وظهرت إحدى زميلاتي على وجه الغلاف في إحدى المجلات وهي تقول(أنا تُبت) لرفعتُ عليها قضية أمام إحدى المحاكم المختصة على اعتبار أن كلمة التوبة معناها أن كل الفنانات والإعلاميات عاهرات,فما الذي توحي لك به كلمة(تابت) إلا أنها جرحا للمشاعر وإساءة للفن بشكل عام ,والأفضل أن كلمة اعتزال أفضل بكثير من كلمة توبة,لأن في كلمة التوبة إساءة إلى الفن نفسه وتكريه الناس والجمهور به واعتباره مدخلا إلى الدعارة, وهذا من أشد الأخطار المحدقة والمتعلقة بالفن وبالنظرة الإسلامية الهابطة إلى روح الفن ...ولا أدري لماذا العرب المسلمون وحدهم دائما مصرون على كلمة توبة بدل كلمة الاعتزال !!حتى الُكتّاب المثقفون دائما ما تشاع عنهم أنهم بدءوا حياتهم شيوعيين أو ماركسيين أو ليبراليين أقحاف ومن بعد ذلك آمن أحدهم صدفة عند سماعه آية من آيات القرآن,وبعد ذلك رضي بالإسلام دينا صالحا لكل زمانٍ ومكان ورجع إلى البيت وأعاد كل حساباته وتبين له بأنه عاصي ويأته يرتكب آثاما كبيرة وبالتالي يكفر عن خطيئته بالتوبة مثل الإشاعة التي ظهرت عن العقاد والدكتور مصطفى محمود وأنيس منصور,والقائمة تطول حتى تصل إلى الرقاصات والراقصين والمهرجين.

وبالمناسبة معظم الراقصات التائبات كلهن يتبن أة يعتزلن بعد أن تترهل أجسامهن ولا يعدن ينفعن في الاستعراض أو في الرقص فيلجأن إلى التوبة لتبرير تراجعهن من أجل الإحساس بأنهن ما زلن صالحات للرقص...ومنذ صغري وأنا أسمع عن مطربات أو فنانات غربيات من أوروبا أو من أمريكيا اعتزلن الفن للأبد أو مؤقتاً ومن أولئك من يعتزل لعدة سنوات ويقدم سبب اعتزاله ويكون مقنعا مثلا :لعدم التفرغ ,أو أن الفن الحالي في هذه الأيام هابط جدا في الشكل والمضمون, ويعود المعتزل بعد ذلك لأسباب مقنعة حين يرى الشكل والمضمون قد اتحدا مع بعضهم برؤيا فنية جدية,ولكن الفنانات أو الفنانون العرب لا يعتزلون الفن لأسباب فنية أو بسبب الهبوط في المستوى أو لنقص في الوقود بل الفنانة تتوب والفنانات (يتبن) إلى الله توبة نصوحة مدعيات أن الفن العالي نفسه حرام وستحرق الفنانة أو الراقصة في النار يوم القيامة عدى عن ذلك أن كل الفنانات عاهرات, والذي يؤثر في نفسي أكثر هو أن هذه الفنانة تابت على يد ذلك الشيخ وهذا الفنان تاب بعد أن رأى زوجته في الحجاب فركع لله شاكرا له على نعمة الإسلام, والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا مثلا يستعمل الغرب كلمة(اعتزال) والعرب المسلمون كلمة(توبة)؟ بما يفتح المجال أكثر للدعاية الهابطة عن الفن والفنون التعبيرية وغير التعبيرية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة محمد
- مواطن بلا دين إسلامي
- الوجه الجميل لليهود
- من أين لكم مثلي!!
- الموسيقا والواجب الاجتماعي
- رؤيا
- سرقة المساجد
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن
- هل عمر بن الخطاب عبقري؟
- الراتب الشهري مثل الروح
- عقد الزواج عقد نصب واحتيال
- رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد
- منع المرأة العاقلة في الإسلام من ممارسة الجنس
- أجمل المدن في العالم
- الأيام الأخيرة من حياة سقراط
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني
- المرأة غير الجميلة
- آه منك يا زمن


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التوبة والاعتزال