عبدالناصرجبارالناصري
الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 16:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ نعومة أظافر الأنسان العربي يبتلى بمفاهيم تعتبر بمثابة الدليل العقلي الثابت الذي لايمكن لأي أنسان أن يتجاهله أو يشكك به , هذه المفاهيم تعتبر مقدسة وكل من يتطاول عليها له عذاب أليم في الدنيا قبل الآخرة , فهذه المفاهيم نسمعها يوميا عشرات المرات في المدارس وفي المقاهي وفي الأعلام الأسلاموي لأنها من وجهة نظر مطلقيها حقائق لابد للأنسان أن يدركها لكي تساعده على فهم الحياة بصورة صحيحة وتمنع هذا الأنسان من الوقوع في خطأ قد يلاقيه في حياته اليومية وتجعل من هذا الأنسان معصوماً !
فنحن تربينا على أن الأصنام لاتنطق وأن الأنبياء حاربوا هذه الأصنام لأنها لاتستطيع النطق ولاتستطيع أن تتحرك ولاتسطيع أن تأكل ولاتستطيع عمل أي شيء , وهذه مواصفات صحيحة يقر بها العقل والمنطق ولايستطيع أي أنسان عاقل أن يشكك بمصداقية خلو الأصنام من جميع مواصفات الخالق
ولكن مع مرور الزمن رأينا أن هنالك خرافات يتناولها الكثير من الأسلاميين التي تتناقض بالدليل القاطع مع مفاهيم الأسلام ومفاهيم القرآن وهذه الخرافات هي خرافة أمكانية أن يتحدث الجماد وأمكانية أن ينطق الأسد والنمر وجميع الحيوانات وبدأ الأسلاميون يقصون القصص العجيبة الغريبة حيث يقولوا أن الأسد كان يتكلم وقال للخليفة الفلاني حديث طوله كتاب ويقول الأسلاموي الآخر وهو يروي عن النمر بأنه قال كذا وقال هكذا
والمضحك في هذا الصدد أن الجالسين الذين يستمعون الى روايات الأسد والنمر والحيوانات المفترسة لم يعترض أحدا على هذه الخرافات ولم يتساءلوا كيف ينطق الحيوان وكيف ينطق الجماد ولماذا لاينطقا الجماد والحيوان الآن أذا كانا ينطقان من قبل !؟
وهنا يكمن التمييز بين صاحب الوعي وصاحب اللاوعي فالأنسان الواعي يستطيع أن يفهم بأن أمكانية أن يكون الجماد والحيوان في حالة ناطقة فهذه الحالة هي حالة مستحيلة أما الأنسان اللاواعي فيمكن أن يصدق
وهنا يجب أن يكون للقرآن دور واضح في تعرية أمكانية نطق الحيوان والجماد ولكن مانتفاجيء به هو تأكيد القرآن على أن الجماد يستطيع الحديث والنطق بصورة صحيحة وهذه الآية تثبت تأكيد القرآن على أن الجماد ينطق ويتحدث بطلاقة
" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ " [فصلت : 11]
أنظر الى هذه الآية وهي تأكد بمالايقبل الشك والتبرير بأن الأرض والسماء لهما قابلية السماع ويبدو لهما أذنين لأن الله خاطبهما كما هو مذكور في الآية
ويبدو بأن السماء والأرض لهما قابلية النطق لأنهما ردا على سؤال الله
نتمى مرة أخرى من الأسلاميين أن ينورونا بأجاباتهم حول هذا الموضوع وهل الجماد ينطق أم لا ؟
#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟