|
عيب عليك يا شعب
نادين البدير
الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 10:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخروج عن النسق من التابوهات لكنه وطنى ولن أسكت..
فى القطيف الواقعة بالمنطقة الشرقية من السعودية جرت أحداث أدت لقتل أربعة أشخاص وجرح آخرين ما زالوا تحت العلاج. شغب أو تظاهرات.. المهم صدر بيان «الداخلية». يقول البيان إن فئة من المأجورين يعملون لصالح أياد خارجية هم منفذو العنف. لم تعرض بعد الأدلة التى تثبت ذاك التخوين وأتمنى عرضها فوراً، ولم نعرف تفاصيل دقيقة لما حدث بين الأمن والمحتجين، كل ما عرفناه إعلامياً أن أحداث خيانة جرت بشوارع القطيف نتج عنها قتلى وجرحى. بعيداً عن المعلومات البسيطة التى لا تسمن.. فإن ما حدث يجر إلى تساؤلات واتهامات:
١- ليست المرة الأولى التى نسمع فيها أن أيادى خارجية (إيران) تتلاعب بعقول فئات من سكان المنطقة الشرقية بسبب انتمائهم الطائفى، تسيطر عليهم وينتمون لها بأرواحهم لدرجة دفع الخمس كل عام.. هذه مقولة التخوين الدارجة، مجرد تخيل صحتها كارثة لا أنوى تصديقها، لكن لنناقش الأمور من زاوية أخرى مغايرة لأقلام الصحافة المحلية التى تجند وتشحذ همتها كل أزمة لإثبات التزامها بالصراط وعدم خروجها عن أى نسق.
لنقل إنها صحيحة، فمن يتحمل مسؤولية هذا الانهيار؟ كيف تركت الحكومة الحبل على الغارب حتى تمكنت أياد خارجية من تجنيد مواطنى الداخل؟ أين أمضت الحكومة (بمسؤوليها ومشايخها) سنوات عمرها بما يخص روحانية اسمها (انتماء وطنى) يتمتع بها كل مواطن عربى أو غربى أو شرقى أو حتى ابن قبيلة بأدغال البرازيل.
الحقيقة حزينة، فالوطنية كانت تغريباً بعرف مناهج تعليمنا، والقومية كفر، انتماؤنا للعقيدة أولاً، لا لأرض ولا لأى رابط.. نفهم إذن أن أى فرد ينتمى روحانياً لعقيدة شيخها يسكن خارج الحدود سيكون انتماؤه بالضرورة للدولة التى يتبعها الشيخ، تلك وطنيتنا. إذا كان وطنى أيديولوجياً فأين حدوده التى سأقف أدافع عنها حتى الموت؟
لم نتغن فى طوابير الصباح المدرسية بأناشيد الوطن كبقية أطفال العالم، كان اللحن حراماً، لم نتلق تمارين الموت كرمى عيون الوطن، مثلما تمرنّا ذات يوم على الجهاد والموت بأوطان لم تكن أوطاننا، ولقضايا تلاحقنا كوابيسها حتى اليوم.
إن كان البيان مدمغاً بالأدلة، فأزعم أن تلك التنشئة الوطنية المعيبة قد وزعت تذكرة التلاعب بعقول فئات منتمية عقائدياً لخارج الحدود، فمَنِ الملام ومن أين التقصير ؟ دعونا نرسم منحى الخيانة من جديد.
٢- أراقب أفلاماً قصيرة عبر «يوتيوب» تم تصويرها بالمنطقة المنكوبة.. لا يهم الفيلم، لا تهم التظاهرة أو العنف، بل تعليقات المشاهدين.. هذا بعض ما يتراشقه مواطنو دولة واحدة، اخترت القليل المناسب للنشر ضمن آلاف التعليقات:
أيها الرافضة لعنكم الله. اقتليهم يا حكومة وافتكى بهم. يا سنة يا محبى الوطن يا أشرف ناس على الأرض، فلنتحد ضد الخونة الشيعة ناكرى المعروف. لعنكم الله يا أبناء المجوس. أقول للشيعة فارقونا، إذا مو عاجبتكم السعودية عودوا لإيران بلدكم الأصلى.
محلياً، تسمى تلك التعليقات دفاعا عن العقيدة، وأنا أسميها تفتتا داخليا وعيباً بالأخلاق والوطنية وكل شىء، وصمة عار بجبين الشعب.
الآراء اليوتيوبية أجمعت على نبذ (الرافضة)، وطالبت الملك بالتنكيل بهم، بيان «الداخلية» اتهم عددا من (المأجورين) لكن الشعب اتهم كل الشيعة السعوديين. ظلم المواطن نفسه أقسى من ممارسات أى حكومة، من أين أتت كل هذه الكراهية، تارة باسم الطائفة، وتارة باسم القبيلة، وتارة باسم المنطقة، وتارة باسم الفكر. فالاتهامات لا توجه للشيعة فقط، هناك شتائم متعالية أخرى داخلية يتراشقها أبناء القبائل والمناطق والتيارات، ولتلك قصص أخرى. نحن قبائل وأطياف وطوائف انصهرت سياسياً لكن يبدو أنها لم تنصهر اجتماعياً وروحانياً.
الكارثة خطيرة، الانقسام يقرع كل الأجراس، والفرقة تهدد بابتلاعنا.
أول المتضررين النظام الذى يستمد بقاءه من توحدنا، أول المتضررين الشعب الذى يكيل اللعنات لنفسه بكل جهل وعجرفة لا محل لها.
فأين «الداخلية» وكل الوزارات؟ أين المدارس؟ أين المناهج التعليمية؟ أين المثقفون والكتاب والصحافة؟ أين منابر المساجد التى تصدح برؤوسنا ليل نهار؟ أين أصغر وأين أكبر مسؤول؟ ماذا تفعلون وتنتظرون؟
أين الليبراليون؟ ألا تشمر السواعد سوى للعراك مع الإسلاميين؟
وأين الإسلاميون، أليس الوطن أولاً وقبل الطائفة؟
متى يتحرك الجميع لإنقاذ الوحدة الوطنية؟
[email protected]
#نادين_البدير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كنائس الخليج
-
لا للحريات الاجتماعية
-
امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
-
ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
-
حياتى كعازبة
-
متى أستطيع..؟
-
فتوى المرضعات الجدد
-
ما بكم؟ وما كل هذا الغضب؟
-
أنا وأزواجى الأربعة
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|