|
السياسة الاميركية في مواجهة الاحتجاجات في الداخل والخارج
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تواصل السياسة الاميركية مسيرتها المتعثرة من فشل الى اخر، داخليا وخارجا. بعد فشل الحرب الظالمة التي شنتها اميركا على كل من الشعبين الافغاني والعراقي، وبعد الازمة المالية الاقتصادية الخانقة التي وقعت فيها، تحاول الادارة الاميركية ان تتظاهر بأنها تشرب حليب السباع، فتدعم العدوان الاطلسي الغاشم ضد الشعب الليبي وتوجه التهديدات ضد سوريا واليمن وايران والمقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية. ولكن العديد من المراقبين يجمعون ان هذه السياسة العدوانية الاميركية هي تعبير عن الضيق الشديد الذي تعاني منه السياسة الاميركية وانها تحاول تصدير ازمتها الداخلية وايجاد اسواق جديدة للاسلحة الاميركية على حساب شعوب العالم المظلومة، كما انها تحاول خارجيا الهروب الى الامام من ازمة الى ازمة اخرى. وقد تظاهر امس اكثر من الف طالب امام الجامعة في بركلي. كما نصب مخيم احتجاجي في واشنطن. واذاعت وكالة رويتر ان المتظاهرين من حركة "احتلوا وول ستريت" قد سمح لهم يوم امس بالعودة الى البارك في نيويورك، ولكنهم منعوا من نصب خيامهم. وقد فتح البارك من جديد، بعد ان اصدر قاض في المحكمة العليا في ولاية نيويورك حكمه بأن المتظاهرين لا حق لهم بنصب الخيام. وقالت وكالة الاسوشيتد برس ان الشرطة سمحت للمتظاهرين بالعودة فردا فردا بعد ان اوضحت لكل منهم انه يحق له حمل شنطة صغيرة على ان لا تحوي خيمة او شوالا للنوم. وكان القاضي مايكل ستولمان قد رفض الشكوى المقدمة من قبل المتظاهرين ضد الامر الصادر من سلطات المدينة بطردهم من البارك، وجاء في قرار القاضي ان المتظاهرين لم ينجحوا في البرهنة ان بقاءهم في بارك زوكوتي له علاقة بالتعديل الاول في الدستور، الذي يضمن حرية التعبير عن الرأي. واكد القاضي ستولمان ان الخيام والمعدات والمولدات تتعارض مع حقوق وواجبات مالك البارك وتتعارض مع حقوق الناس الذين يريدون استخدام المساحة المعنية مع توفير الامن التام لهم. فالبارك هو مفتوح للعموم، الا انه ملكية خاصة. وفي الوقت نفسه اطلقت الشرطة النار على رجل مسلح في احدى البنايات في منطقة جامعة كاليفورنيا في بيركلي. واوضحت وكالة الاسوشيتد برس ن الحادث وقع في معهد البيزنس المسمى "هاس" في القسم الشرقي من حرم الجامعة. واعلن الاستنفار قبل الثالثة بقليل بعد ظهر امس، حينما اعلن على الموقع الالكتروني للجامعة انه تمت رؤية رجل يحمل مسدسا. وقد لاحقت الشرطة المشتبه به الذي لم تحدد هويته حتى قاعة الكومبيوتر، ولكنه رفض رفع يديه حينما طلب منه ذلك وشهر مسدسا، فأطلقت عليه النار من قبل الشرطة وتم توقيفه، ولم يعلن شيء عن حالته الصحية وهويته. ووقعت حادثة اطلاق النار في الوقت ذاته الذي كانت تمر فيه مظاهرة طلابية في ساحة المدينة الجامعية على بعد 800 متر من قاعة الكومبيوتر، وكانت المظاهرة احتجاجا على ارتفاع رسوم التعليم. ولاحظت الاسوشيتد برس انه لم يتضح فيما اذا كان هناك علاقة بين المظاهرة وحادثة اطلاق النار. وقد نظم الطلاب ونشطاء حركة "احتلوا وول ستريت" يوما احتجاجيا مشتركا، بهدف اقامة مخيم تحت شعار "احتلوا" (Occupy Cal)، بعد ان فشلت المحاولة في الاسبوع الماضي وانتهت باعتقال العشرات من المحتجين. ودعت هيئة ReFund California وهي تحالف منظمات طلابية ومهنية الى تنظيم اضراب مشترك ليوم واحد. ويخطط المحتجون لاجراء تجمع جماهيري ومسيرة احتجاجا ضد البنوك وضد تخفيض الميزانية الخاصة بالتعليم. وقد تظاهر 1000 طالب ومعلم وموظف جامعي وغيرهم في ساحة الجامعة بعد المحاضرات الصباحية. رصاصة في احدى نوافذ البيت الابيض هذا وأطلقت رصاصة على الزجاج المضاد للرصاص في احدى النوافذ الخارجية للبيت الابيض. وفي مكان قريب وجدت طلقة اخرى حسبما اوردت "نيوز 4"، الفرع المحلي للعملاق الاعلامي "ان بي سي". وحسب المعلومات التي قدمتها للاعلام وكالة "سيكريت سرفيس"، وهي الوكالة المكلفة بحماية الرئيس وغيره من المسؤولين، فقد بدأ التحقيق في الحادث. وقد سمع صوت اطلاق نار يوم الجمعة في محيط البيت الابيض. ولكن "نيوز 4"، وبالاستناد الى معلومات "سيكريت سرفيس"، قالت انه لا علاقة بين الطلقات على زجاج البيت الابيض وبين اطلاق النار يوم الجمعة. بيض وبويا على هيلاري كلينتون في مانيلا ومن جهة ثانية جرت في مانيلا احتفالات بالذكرى الستين للحلف العسكري بين واشنطن ومانيلا. وبهذه المناسبة جرت اصطدامات شديدة بين الشرطة والمحتجين على زيارة هيلاري كلينتون للفيليبين. وقد قذف المتظاهرون موكب وزيرة الخارجية الاميركية بالبيض والحجارة. ونجح حوالى مائة طالب اعضاء في رابطة الطلاب الفيليبيين في اختراق حواجز الشرطة وألقوا البيض وبالونات مملوءة بالبويا الحمراء على موكب الوزيرة، حسبما اوردت جريدة "دايلي ميل". وكان الموكب عائدا من اللقاء بينها وبين الرئيس الفيليبيني بينينو اكينو. وبعد الهجوم على السيارات الاولى في الموكب، فإن القسم الاكبر من الموكب غير خط سيره، في حين اخذت الشرطة في طرد المهاجمين. وكان المهاجمون يحتجون على الاتفاق الذي عقد بين الفيليبين واميركا منذ 12 سنة والذي ينص على ان العسكريين الاميركان الذين يرتكبون جرائم في الفيليبين، لا يخضعون للقانون الفيليبيني. وبعد حادث الموكب، نجح احد المحتجين في مقاطعة هيلاري كلينتون وهي تدلي بتصريح، هاتفا بشعارات تنادي بإلغاء الاتفاق المذكور. واكدت وزارة الخارجية الاميركية وقوع هذا الحادث الا انها اشارت ان سيارة كلينتون لم تصب. وليس هذا هو حادث الاحتجاج الوحيد الذي تتعرض له هيلاري كلينتون في هذا الاقليم الاسيوي. وصدر بيان مشترك لهيلاري كلينتون ووزير الخارجية الفيليبيني البيرتو روميلو جاء فيه "اننا مصممون على استمرار التعاون فيما يتعلق بالتحديات الاقليمية والعالمية والتهديدات للامن، بما في ذلك الامن البحري". وتأتي هذه الزيارة على خلفية دعوة الفيليبين لانشاء جبهة موحدة ضد ما تسميه السياسة العدوانية للصين في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، حيث تمر خطوط المواصلات البحرية الرئيسية. ويعلق احد المراقبين على التحرك الاستفزازي الاميركي في الشرق الاقصى قائلا: اذا كانت اميركا تقف عاجزة في بلد فقير ومسحوق مثل افغانستان، فهل ستكون اكثر حظا اذا ما ركبت رأسها وقامت بتحدي العملاق الصيني!!! ــــــــــــــــــــــــــــ *كاتب لبناني مستقل
#جورج_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا امام فرصة تاريخية
-
اميركا: رجل العالم المريض
-
الاتحاد الاوروبي يعمل لحل الازمة على حساب الشغيلة
-
الاقتصاد الروسي ينهض من الازمة والغرب يفشل على الصعيد الاجتم
...
-
قادة الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان يتبادلون الاتهام بتسليم ف
...
-
اميركا تترنح واوباما والكونغرس يتابعان البهلوانيات فوق هاوية
...
-
ارباب -الاموال الوظيفية- يطبعون العملة ويراكمون الديون والمو
...
-
الامبريالية والصهيونية في إشكالية -الثورات؟!؟!- العربية
-
هل ستعترف صربيا باستقلال كوسوفو؟!
-
اميركا المفلسة تسرق العالم كله عن طريق طباعة الدولار الرخيص
-
الحرية للمفكر الاسلامي الثوري المصري مصطفى حامد المعتقل في ا
...
-
القفزة الجديدة لصناعة التسلح الروسية
-
اميركا تتخبط في مستنقع الازمة
-
تعمق الازمة الاقتصادية العالمية
-
اوباما يواصل نشر الدرع الصاروخية باسم الناتو وبلغاريا تنضم ل
...
-
الامبريالية والصهيونية تحضّران لحروب الابادة الجماعية الجيني
...
-
-الفوضى البناءة- الاميركية في البلقان: مرحلة التركيب الجديد
...
-
الامبريالية الاميركية و-الارهاب-
-
جرثومة رأسمالية (اميركية؟) جديدة تضرب موسما زراعيا آخر في او
...
-
الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية
المزيد.....
-
اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب
...
-
أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع
...
-
بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين
...
-
السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق
...
-
حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا
...
-
مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب
...
-
الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد
...
-
الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق
...
-
بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط
...
-
نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|