أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد طابور - قصة قصيرة















المزيد.....


قصة قصيرة


احمد طابور

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 18:22
المحور: الادب والفن
    


انها تنبح اذن تربك سير القافلة / أحمد طابور
تناص مع قصيدة الشاعر علي الشلاه ( هذا النباح سيثري هيبة القافلة )

دوي الانفجارات المتوالية اطلق العنان لنباح الكلاب المتكاثف بسرعة الريح مخترقة وبتواطيء كلبي احشاء الناس المهولة من دهشة الحدث السريالي الذي نذر بقدوم العاصفة .
ما ان هدئت تموجات الفضاء الناطق بلفظ الاشياء المتراكمة وعم السكون الارجاء المدهوشة من تقلب الزمن فلم يبق الا العواء ورائحة الدخان المتسربل كمادة مخدرة يهدهد الاجساد المنضوية تحت فراشها الليلي الخائف .
في الصباحات المتعاقبة كما في الاماسي سينشغل الجموع في دور الكلاب ونباحها في توظيف اللحظة وما قبلها والظرف الراهن وسيكون صدى النباح منتشرا بسرعة الاشاعة وستلعب الكلاب الصاعدة من نسغ الفرصة دورا رياديا في قيادة التوقعات المنبثقة من الحكايات الليلة, وفي غفلة من الزمن وبالحاح واضح سيصبح كل شي مرهون بنباح الكلاب المتواصل فستتوقف الجدة عن حكايتها الليلية وستضمحل الزيارت الحميمة وسيتوقف المتسامرون عن التجمع فتراهم فرادا تجنبا للنباح الموسوم بالحس الوطني.
حدث هذا بعدما تجلت الفكرة النازلة من ظل الله في الارض او ظله هو نفسه المتجذر في مستنقع الوحل الجغرافي, والذي يعود الى دورة الحياة الدارونية ليتجسد كمسخ وليعزز دوره الحيواني المنطلق اصلا من نباح الكلاب المنحدر من صحرائه وليعمم قانونا للكلاب ويصنف العقورة منها كثروة وطنية يجب ان يستفاد من نباحها فادخلها مداراسا للتطهير متخللة دورات تدريبية مركزة تكرس لهم مفاهيم النباح في الحفاظ على اللحمة الوطنية والذود عن الارض المباركة والمتماهية مع ذات مسخهم الكبير وليعلن بان الكلاب المدربة مطهرة حسب قانون المسخ الطهراني ولها كل الحق في ان تمارس دورها الريادي في قيادة الوطن تحت لواء مسخهم الحيواني . فلا باس بها ان ارعبت هذا وذاك او افترست لحم هذا و ذاك ما دامت المصلحة الوطنية هي العليا فسيبت الكلاب ودخلت في كل مغارة وخيمة او شارع وحارة وفي المسامات فتحول الوطن الى نباح ونباح .
ومن بين كل تلك الظروف الموائمة التي احاطت بهم كانت فرصته هو وبما انه يمتلك حاسة شم قوية ويتقن هز الذيل والنباح فتيقن بامكانه ان يختصر زمن صعوده نحو الاسفل فتقدم بخطى سريعة متجاوزا كل قوانين الفيزياء فتسلق اعلى مما اراد او تصور فكان ما كان ان تميز بنباحه وصوته الماكر وهز الذيل الراقص فدس انفه بين كل الاشياء وفي كل فرصة تتاح, فاستشفت له الامور فتنغم بالعواء وعلم الاخرين كيفية دس الانف والنباح فهو مدرسة قبل ان يدخلها بحكم تواتر الارواح, فمنذ البداية نبح هنا وهناك بصوت ضعيف متوجسا من المفاجئات وليتقن اللعبة اطاح باوكار مخفية متقربا اكثر واكثر بخطى مدروسة من صاحب العظام المرمية للكلاب المتهالكة فتحمل وبجلادة كل الاحذية المطروقة على راسه والشتائم والبصقات من اجل تسلقه المبتغى , فسجل هو وامثاله وبتفان كبير ملاحم وطنية جعلت من وجه المسخ صورا للجمال المتلألأ ترتبط بالسماء ,وحولت هزائمه الى انتصارات باصطيادات موهومة لحلقات ذئبية فيما كانت الخراف تفترس وقافلة الذئاب تسير وهو والكلاب تعوي محاصرة للجموع في مرمى سهام المسخ ويتواصل النباح اهازيج للنصر .
فاستمرت الكلاب بنباحها واستمرئت ذلك النباح واثبتت حسن نيتها وهز ذيلها لصاحب العظام الكبير فكان اكثر الكلاب قربا اكثرهم نباحا وافضلهم في دس الانف في الخبايا ومن ثم النباح حولها وفضحها.
وعلى حين غرة ثارت الجموع المغيبة وخرجت من قوس حصارها فزاد من حماس الكلاب نباحا وانقضت تنهش وتفترس وتعوي وتنبح فملئت الارض الاشلاء فانبرت بلحس عظامها بتلذذ راسمة في السماء صوتا نبوحيا يطرب المسخ .
هربت القوافل من المذبحة قافزة من قضبان الحدود المكهربة لتواصل مسيرتها بقتل المسخ وارجاع الحياة , فارسلت اشد الكلاب باسا ونباحا وهزا للذيل خارجا لينبحوا صوب القوافل المجتمعة فما ان تسير قافلة الا ونبح بين طياتها كلب منهم لارباك سيرها وبين القوافل المهاجرة دست الانوف وعلا النباح مرة اخرى فشق الصف وتقهقر سير القوافل فاحتلت الكلاب العقورة المنفى كما احتلوا الوطن .
فتلك الكلاب المدربة تدريبا وطنيا عاليا بالاضافة لكونها مسلية بهز ذيلها ورقصها ورسم النباحات موسيقى تمجيد فانها تقوم بوظائف مهمة , ففضلا عن كونها مدربة بشم العظام بين الاجساد المثقلة بروائح الجوع والخوف والموت, فكل عظمة تجلب لسيدها مصاحبة بهز اليل يسقط جسدا بحجم الحب فيما المسخ واذنابه يملئون كؤوسهم بخمرة النصر ماسحين بازدراء رؤوس الكلاب التابعة , فهي ايضا دربت بدناءة توزيع النباح وبالية الاشاعة فاينما يحل رحال كلب منهم يسود النباح العموم فتبدا عدوى النباح معززة تلك الاشاعات بنباح الجراء التابعة لها فلا يسمع صوتا عاليا غير نباح الكلاب وجرائها المسعورة وقد حقق هذا النباح الاشاعوي مبتغاه في شق صفوف القوافل لان النباح المستمر والمدرب يخدش الاذان المرهفة .
فدهاء تلك الكلاب يكمن في انها محترفة بهز الذيل باستمرار معلنة لك التودد موهمة اياك بانها تنبح لك فيما هي بالمحصلة تنبح عليك .
تصورت القوافل بان تلك الكلاب المسعورة اثابت الى رشدها بعد ان اوهمت بتموه بارع بانها تنبح ضد المسخ غاب عنها بان الكلب كلب حتى لو ربي بين احضان الحمام .
وفي تواتر الحظوظ سقط المسخ وسابت الكلاب وتوزعت العظام ولانها مدربة انتشرت حسب لحس العظام واشدهم دهاءا يعرف اين يكمن العظم الدهين وبنفس القوة وهز الذيل استمر هو ينبح طويلا لصاحب العظام الجديد فيما القافلة لا يزال سيرها مرتبك .
توطئة 1 :

كما لكل الكلاب جراء لكلبنا العقور ايضا جراء ومن رحم تلك الجراء انبثق جروا كالحرباء, يا للعجب صرخت الجموع جروا يشبه الحرباء لكن رغم تبدل الوانه فهو سهل التمييز كومضة البرق من اذنه اليسرى المعقوفة اثر الولادة والغريب في الامر بان ذاك الجرو قذف كل تاريخه الفطري في سحق وديان سقوطه وارتبط ارتباط تابعي حميم بكلبنا المتسيد عبرحبل السرة الرحمي ما ان ينقطع يموت .
توطئة 2 :

كما في كل الهروبات اخطار فادحة مميتة فمنهم من توسل قطعة خشب لتوصله بر الامان ومنهم من افترسته ذئاب البراري الا هو وهم لم يحترفوا غير النباح فبسهولة وصلوا .
نباح :

عبر تواتر الازمنة وانتقال الارواح كانت روحه تتوالى وتتقمص اشكال مختلفة وقيل ان اول ظهور حياتي له كان يهوذا وثم تقمص روح البسوس ومن ثم تشكلت الروح ككلب مسعور في بادية العرب وبالتالي تجسدت بروح يزيد بن معاوية ومن ثم الى كلب مطارد وهكذا انتقلت تلك الروح الى ان وصلت اليه فاكمل مسيرة النباح المتواصلة.
عواء :

قالوا انه يعوي اذن لا يعض كلبنا ينبح وفي الظلام وبفرصة الغفلة ينهش.
رهاب :

كل الكوابيس التي حملتها كهم العمر المثقل في الجراح كان من عواء تلك الكلاب المتناثر فوق ارواحنا المسالمة.
تشابه :

في كل الوجوه الكلبية اراه وكلما اسمع نباح يصاددني صوته.
تقاطع :

هل رايتم كلب ينبح ويهز الذيل ويعض يحمل قلما وورقة يدجج القصائد وخطه لا مثيل له في كتابة التقارير والمدح فان رايتموه ذاك هو كلبنا.
ختام :

اثر العضات الموجعة التي رسمت فوق خرائط جسدي من فم الكلاب النابحة مذ اعتلاء صرختي الرافضة تعلمت ان ادس في جيوبي حجارة القمها صوب الكلاب النابحة.

[email protected]



#احمد_طابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو طبر ضربات غير موجعة
- موسم اصطياد الفراشات


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد طابور - قصة قصيرة