أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - الاختيارُ الآمنُ …














المزيد.....

الاختيارُ الآمنُ …


حسام محمود فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تبدأ انتخابات مجلس الشعبُ يوم 29 نوفمبر القادم، وبعدها بفترةٍ لا يُعلمُ تحديداً موعدُها ستكون انتخاباتُ رئاسةِ الجمهورية. امتلأ الشارعُ بلافتاتٍ علي كلِ لون، وانهمرَت علي الفضائياتِ التصريحاتُ والوجوهِ، تفاوتَت لغةُ الخطابِ ما بين التهديدِ من مستقبلٍ داكنٍ لو فازَ الإسلاميون بالحكمِ، وما بين تحريمٍ التصويتِ للعلمانيين والليبراليين. لغةُ السياسةِ لا يفهمُها الكلُ، لغةُ الدين أسهل، ما أيسر مهمة من ينادون بالدولةِ الدينيةِ تحت أي مُسمى، وما أتعس من ينادون بغيرِ لسان الدين، عليهم الابتكارُ والتجديدُ والتنويرُ، مهمةٌ تكاد تكون شديدةُ البُعدِ.

الانتخاباتُ في مصر تنفردُ بما يثيرُ العجبُ كلُه، ليس علي مستوي مجلس الشعب أو الرئاسة، لكن علي كلِ مستوي، في الجامعات والنقابات والأندية. الترشحُ للانتخاباتِ أصبحَ في حدِ ذاتِه هدفاً، حُلماً أدخلَ مضمارَها من يمكن اعتبارُهم مغامرين، بلا كثيرٍ من ترددٍ ولا تجنٍ، فلا هم بالقبولِ الشخصي والكاريزما، ولا بالاتزانِ العصبي والنفسي، ولا بالخلفيةِ والثقافةِ التي تذكيهم، ما فيهم إلا جَرأةٌ وقدرةٌ علي الحلمِ بكرسي والتصريحُ عَلناً بحلمِهم .

فيما جري من انتخاباتٍ في الجامعاتِ، علي سبيل المثال، ابتعدَ كثيرون عن الترشُحِ، عزفوا عن الانتخاباتِ وما فيها من تنازلاتٍ وفواتير انتخابية واجبة السداد، لم يجدْ أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ إلا الاختيارِ بين أقلِ البدائلِ ضرراً، اختاروا من يقيهم المخاطرةَ بالمجهولِ. في النقاباتِ المهنيةِ غابَت الأغلبيةُ كالعادةِ وفازت القوائمُ الإخوانيةُ بشعاراتِها الجاهزةِ، أما في أنديةٍ كالشمسِ فقد قفز علي السطحِ مجهولون، بفعلِ إجراء الانتخاباتِ في يوم عمل وبأثرِ الرغبةِ في نسيانِ ماضٍ به من المشاكلِ الكثير، اختارَت الأقليةُ التي حضرَت وستتحملُ الأغلبيةُ هذا الاختيارَ.

مجلسُ الشعبُ لا يحتملُ اختيارًا بأقليةٍ، ولا اختيارًا بعاطفةٍ، لا يمكنُ أن يكونَ مُغامرون مُنتخبون أصحابَ قرارٍ في مصير وكيان وطنٍ جريحٍ يئنُ، قليلِ المواردِ، كثيرِ السكانِ، عانى كثيراً وتلاشَت قدرتُه علي تحملِ المزيدِ، وطنٌ انعدَمَت مناعتُه ضد الفتنِ، وما عادَ بقادرٍ على الصمودِ. لكن كيف يختارُ من جاعَ وقَلَت ثقافتُه؟ إجابةٌ سهلةٌ، صوتُه لمن يعطيه قبل الانتخاباتِ ويعدُه بما بعدِها. ما هي نسبةُ من يصوتون ببطونِهم؟ كيف سيؤثرُ صوتُهم على مستقبلِ مصر؟ الإجابةُ مقلقةٌ إن لم تكنْ مُخيفةٌ.

من يختارون مرشحيهم بعقولِهم أقلُ، أياً كانت نسبتُهم، من المهمُ ألا تتفتتُ أصواتُهم، ألا تتحولُ إلى المرشحِ المؤكدةُ خسارتُه، التجمعُ لمرشحٍ أوفرُ فرصةٍ أضمنُ، أكثرُ أمنٍ. التصويتُ في أجواءِ التخوينِ التي عبأت المناخَ العامَ ليست إلا لمن يحافظون على أمنِ هذا البلدِ، من لا يُعرضونه للخطرِ، أحزاباً وأفراداً، ليست للمغامرين، إنه الاختيارُ الآمنُ، ما من بديلٍ سواه،،

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com

Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عنده كلمة يوفرها ...
- القذافي .. مفيش غير كده
- أقباطٌ مواطنون وليسوا أقليةٌ مهاجرةٌ …
- ثورةٌ أم غسيلُ ماضي؟! 
- أساتذة الفيسبوك …
- هل تصبحُ مصرُ دولةَ العبيدِ والسبايا؟
- يا وزير التعليم العالي … كيف حصلت علي إحصائياتك ومن أين؟!
- الجامعات داخلة الجُب … ومعها وما معها
- هي جَت علي العريش؟!
- من عبرات سقوط الدولة العثمانية ... وأي دولة دينية
- هل اِنتُخِبَ طه حسين وأحمد لطفي السيد؟!
- صنائعُ الفضائياتِ … 
- كثير كده؟!
- اِحترموا أنفسكم بَقَى …
- مِهنُ ما بعد الخامسِ والعشرين من يناير … 
- اللاسلوكيات …
- فيسبوك، لعبة، نشاط، أم مؤامرة كبرى؟
- الانتخاباتُ ليست الحلَ الأمثلَ لاختيارَِ القياداتِِ الجامعية ...
- صَومَلِة وحَمسَنِة مصر ...
- فى عبراتِ سقوطِ الدولةِ العثمانيةِ ...


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - الاختيارُ الآمنُ …