أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي














المزيد.....

إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الماردُ الذي خرجَ من القمقم لنْ يعودَ إليه ببساطة, ومُنتحرٌ سياسياً من لا يُدركُ ذلك, ولا يُجيدُ قراءةَ سفر الشعوب ونزوعها التيموسي.

لا تدركُ العديد من المعارضات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط التحول الحاصل, والذي تشكل بؤرته الدلالية سياسياً شعوبٌ بقيت لعقودٍ مجرد عربة, لكنها أصبحت اليوم حصاناً جامحاً في الشوارع والأزقة والساحات, مُخلية مقعدها الشاغر ( العربة ) في العديد من الحالات للنخب السياسة والثقافية التي اعتادت تدبيج البيانات والتصريحات والمواقف النظرية فقط وبإصرارٍ أعمى.

منذ الـ ( يناير ) التونسي, منذ عربة البوعزيزي وروحه المشتعلة, وإلى النهايات/ البدايات القصوى في اليمن وسوريا, والبعضُ المُعارضُ يجيدُ الإقامة الطوعية في الاغتراب السياسي عن الشعوب بمنظوراتٍ سياسوية ضحلة للغاية تشي بقصورها وعجزها ولا مشروعيتها ولا صدقيتها. في العديد من تلكم البؤر الساخنة بين يناير 2010 ونوفمبر 2011 هنالك اتجاهٌ معاكس يتنامى بين الجماهير في الميادين والمعارضات المتكلسة المقيمة في رتابتها.

طيلة عقودٍ من عمر الدولة الوطنية في المنطقة أوسعت الشعوب المجال للنخب, تحولت تلكم النخب رويداً.. رويداً إلى أبقار مقدسة مغايرة لهواجس ورؤى الشارع الشعبي, مع بدء موجة الدمقرطة في المنطقة كانت التوقعات والتكهنات ترجح قيام تلكم النخب المعارضة بقيادة عمليات التحول والتغيير الديمقراطي, لكن الوقائع العيانية خذلت الشعوب في أكثر من بلد, إذ أنَّ قسماً لا بأس به من النخب المعارضة والأحزاب المعارضة والأطر المعارضة اختارت التعاطي مع المستجد الثوري بأعصاب باردة وضبابية معهودة, بذا لم تستطع الارتقاء إلى السقف الموضوع من قبل قوى الحراك الثوري, ولم تستطع التحول إلى أحصنةٍ تقودُ العربات الثورية, ولم تُجِدْ النطقَ الرسمي باسمِ دماء الشعوب التي تُسفحُ وتسفكُ في الأزقة والشوارع والساحات.

الشعوبُ خلالَ الثوراتِ تفقدُ نمط الحياة العادي, والمعيشة اليومية, وأرواح أبنائها وبناتها, مُقدمةً تضحياتٍ جسام, فيما بعضُ النخب المُعارضة منشغلةٌ بالسفسطات النظرية والتحليلية التي لن توقف القتل والاعتقال والتهجير.

الشعوب اليوم هي التي توزع قسائم الوطنية الحقَّة, هي التي تمنحُ الشرعية والصدقية, ومن يتنصلُ من الشعوب وإرادتها الحرة سيطوَّحُ به ويُلقى به في سلة المحذوفات. المشهدُ الدامي والقلق في العديد من البلدان وفي طليعتها سوريا اليوم يستلزم مراعاة الآفاق المستقبلية والتنطح لقيادة الشارع, لا الاكتفاء بالتفرج, ما جدوى النخب وتحديداً منها الأحزاب السياسية إذا تنكرت لمهمتها ووظيفتها الأساس في تمثيل الشارع وقيادته, ما نعلمه أنَّ الحزب السياسي والنخب تبني برامجها على متطلبات المشهد الوطني المجتمعي, ولا يمثل الشارع مطلقاً من يلجأ إلى الحياد الوخيم وينأى بذاته الاعتبارية عن الشارع, أيُّ انعزالٍ عن حراك الشارع سيُقابلُ يوماً قريباً بالعزلِ من قبل الجماهير.
آنَ زمنُ أنْ تُبرمجَ الأحزاب السياسية والنخب الثقافية والناشطة في الشأن العام أحوالها على أحوال الشعوب, والتحول باتجاه الشارع ونبضه ووهواجسه راهناً ومستقبلاً, بمزيدٍ من الصدقية والمقاربات الحقة لا المقاربات الاستثمارية, فـ ( البرج عاجية ) السياسية مقتل للنشطاء والأحزاب وقوى المجتمع المدني, وتخلق هوَّات لا يمكنُ تجسيرها بين المجتمع والنخب, الاعتباطية السياسية من خلالَ التحليق خارجَ السرب الجماهيري الشعبي مقتلٌ للنخب والأحزاب وقوى المجتمع المدني, والانخراطُ الفعَّال والكفاحي في الشارع هوَ المطلوبُ دائماً, إذ لم ينخرط الناس في الأحزاب والتنظيمات ليتحولوا إلى كائنات وصائية فوقية متعالية منفصلة عن الشارع الشعبي, وإنما للتعبير عن مزاجه وهواه وإرادته.

إما أن تقف البوصلة السياسية للمعارضات على شمال الشعوب وإما على شمال الانتحار السياسي.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً
- الخجل السياسي الكوردي
- حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
- لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.
- مشعل تمو والحزبية الكوردية
- مشعل التمو.. عود ثقاب كوردي
- سوريا : الكورد والمنظورات الأحادية للآخر
- المنفى
- مقترحات من أجل إعلان عهد الكرامة والحقوق السوري
- المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي
- مسكونٌ بقالب كاتو
- رجال دين أم رجال مخابرات ؟.
- الخيزران
- المثقف في مجتمع متحول
- ا. ل. ث. و. ر. ة
- الفسيفساء السوري الهش
- نشرة الإصلاح الكردي
- عن غرنيكا سوريا ويدها البيضاء
- بيان الانسحاب من الهيئة المستقلة للحوار الكردي - الكردي
- القانون المانع للأحزاب في سوريا


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي