|
التناظر بين ابطال قصة الاخوة كرامازوف و قادة العراق السياسيين الان!
يوحنا بيداويد
الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 08:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اتمنى من كل السياسيين العراقيين الذين يديرون البلد الان ، لا سيما رئيس الجمهورية مام جلال ونوابه الثلاثة ورئيس الوزراء نوري المالكي ونوابه الثلاثة ورئيس مجلس النواب اثيل النجيفي ونائبيه وكافة رؤساء التكتلات السياسية في الحكم وخارج الحكم، ان يطلعوا على مختصر هذه الرواية العالمية الخالدة للكتاب الروسي التي كتبها قبل اكثر من 140 سنة تماما ، والتي اشبهها بحالة التي يمر فيها العراق بسبب برغماتية والنرجسية التي هم فيها. فالعراق اليوم اوشك على الانقسام كما تنبئ بها الاطفال قبل الحكماء قبل عشرات السنوات بسبب قراراتهم وصراعاتهم غير الحكيمة . فكل واحد منهم يعمل من اجل مصلحة حزبه وطائفته ومصلحته وجيبه قبل كل شيء واعطوا اعلى مثل للفساد العالم بحيث جعلوا من العراق ان يحتل الموقع الثالث من حيث اسوء دولة في العالم من ناحية الفساد.
لكي يتذكروا كلهم وبدون استثناء ما وعدوا للعراقيين قبل وصولهم الى الحكم؟ وكيف سيزيلون الفساد و الاضطهاد والاجرام واللاعدالة واللاحرية والقيم اللاانسانية من قاموس السياسين والمسؤولين في الحكم داخل العراق، ويحققون العدالة الاجتماعية ويعوضون الايتام والارامل والعجزة الشيوخ ومعوقي الحروب، ولن يسرقوا او يزُوروا اي شهادات ابتدائية الى الدكتوراه و ويقتلون اكثر من 275 من خيرة قادة الفكر والعلم والادارة الذين كانوا يديرون العراق من دون سبب يذكر سوى انهم علماء او مفكريين بجدارة بحجج دنيئة ويحلون اولاد اعمامهم واقربائهم اصحاب شهادات المزورة محلهم هؤلاء بدون مستحاء.
اتمنى ان يفتح كل واحد منهم مذكراته ويقارن بين الايام التي كان في المنفى لا يستطيع دفع اجاره او نفقات دراسة اطفاله او معالجة مرضه، وكيف اليوم يسرق ويبحبح باموال العراقيين بسرقة مليارات وليس ملايين، ومن ثم يدعون بان المجرم الدكتاتور صدام حسين هو سبب كل الويلات للعراق ليوهموا العراقيين البسطاء ويبعدوا عن نفسهم سبب ضياع اكثر من 700-800 مليار دولار من خزينة الدولة خلال 9 سنوات من حكمهم الجائر الذي اوصل العراق الى مرحلة الضياع من الخارطة السياسية. و يتفقون مع الاجنبي من الشرق والغرب على سرقة البلاد بدون شعورهم بوخزة الضمير كما فعل الاب (فيدور) في قصة الاخوة كارامازوف ( الاخوة الاعداء) التي اترككم اخوتي القراء الاعزاء مع موجزها . وشكرا. موجز مختصر لرواية الاخوة كرامازوف او الاخوة الاعداء تعد رواية الاخوة كرامازوف للكاتب الروسي الخالد دستويفسكي بعد قصته الشهير الجريمة والعقاب من اروع قصص الادب العالمي في القرن التاسع عشر. بدأ في كتابتها عام 1879 وبعد عامين انتهى من كتابتها، و بعد نشرها فورا باربع اشهر (1981م ) مات الكاتب دوستويفسكي تاركا كنزا ادبيا كبيرا للروس والعالم مرة اخرى .
تعالج القصة الكثير من المشاكل الاجتماعية في عصر القرن التاسع عشر و العشرين والحادي والعشرين وكأن تركيب الفيلسوف هيجل يحقق من مكانة هذا الكاتب والشاعر ليكون في موقع النبي المصلح فعلا ! . تتناول الرواية القضايا الجوهرية التي تحير الانسان في هذا العصر، مثل الخير والشر والعدالة السماوية والخلود والحرية، القصة بمجمولها تنوال قضية ازمة الاخلاق وقيم الاجتماعية بين العائلة ورجال الدين و القانون والانانية والغريزة. لهذا بعد نشرها عظمها كثير من كبار المفكرين والعظماء في العالم في ذلك العصر مثل فرويد واينشتاين والفيلسوف الوجودي مارتن هديجر وعالم الرياضيات الحديثة لودويك وايتنشتاين. في هذه الرواية نجد قمة الابداع الفكري التي اثبتت بلا شك ان دستويفسكي هو كاتب قدير وعالم نفسي محترف وفيلسوف بكل معنر كلمة ورجل دين لاهوتي متعمق ورجل مخابرات من درجة اولى (كما يظهر بجلاء في قصته الاخرى - الجريمة والعقاب).
المحور الرئيسي في هذه الرواية هو اندلاع صراع مرير بين الاب ( فيودور كارامازوف ) وابنه البكر ( ديمتري البالغ 27 من العمر) بسبب علاقة كلاهما لامراة اسمها ( كراشونيكا ذات 22عام ) التي تحترق لممارسة غريزتها الجنسية مع كلاهما بعد عذاب طويل مع صديق قديم لها والتي هربت منه. كان كل احد يتمنى ان تكون خليلته لوحده، ويحتدم الصراع بينهما الى درجة الى تهديد الاب لابنه انه سوف يقتله اذا اقترب من خليلته مرة اخرى. فيقرر الابن بعد عودته من مدينة اخرى كان غادرها اليها من اجل العمل ان يقوم بالدفاع عن حبه لهذه المرأة فيقترب من بيت ابيه. تشاء الاقدار يعلم بهذا الصراع والتهديد بينهما شخص اخر (لقيط من شارع يقال هو ابن غير شرعي لفيودور الاب نفسه من امراة مات في بولادته طفلها اللقيط ). كان هذا الصبي المصاب بمرض الصرع اسمه (سماداركوف) يعيش كخادم للاب اكثر ما ما كان ابناً له يقوم بقتله (الاب فيودور) انتقاما منه من تصرفاته المشينة ودكتاتوريته الابوية. لكن انظار الشرطة والعدالة توجه الاتهام الى ( ديمتري الابن البكر) كمتهم في قضية قتل والده، لانه في يوم حصول الجريمة شاهد كثير من الناس الابن البكر (ديمتري) في نفس الشارع و بيده معول وعلى ملابسه قطرات من الدم وفي جيوبه بضع الالاف من الروبيات ( عملة روسية في حينها).
لكن الاخ الصغير (يوشيا) يصبح اكثر قريبا من اخيه سماداركوف (المجرم) المريض الذي استبعدت الشرطة من قيامه بالجريمة على الرغم من قرب مكان الجريمة بسبب مرضه ونوبة الصرع التي ضربته قبل يوم من حدوث الجريمة. في احدى جلسات يعترف الابن اللقيط (سماداركوف) بأنه هو من قتل (فيدور ابوهم جميعا) انتقاما لمعاملته السيئة له ولهم.
يسمع الاخ الثاني ايفان الذي كان دخل عالم الجنون والهذيان بسبب ماديته وواقعيته المفرطة وفقدان الايمان بالله واهمية الاخلاق في المجتمع حيث كان يقول : " ان الله يسمح العمل بكل شيء!" ( كما يحصل في العراق في هذه الايام من اخيه الاصغر يوشيا هذا الاعتراف الخطير والمهم بأن القاتل الحقيقي لابيه هو ( اخيه الخادم سماداركوف) .
فيهز هذا الاعتراف الخطير اعماقه ، فيستقيظ ايفان من سباته وجنونه وهلوسته و يعود الى وعيه ويقرر ان يكون مهتم بمصير العائلة ، فيبحث عن طريقة نقل هذا الاعتراف الى المحكمة لعله يبريء اخيه الاكبر ( ديمتري من الاب فقط) . وحينما كان يبحث عن طريقة لجعل القاتل الحقيقي أن يأتي الى المحكمة ويتعرف بجريمته ، يصله خبر بان اخيه المجرم الحقيقي (سماداركوف) مات بسبب مرضه اي انتحر.
وفي المحكمة يحاول ديمتري تبريئة نفسه بكافة الطرق ، فيشرح لهم بان النقود التي كان معه هي تعود لخطيبته الحقيقية ( فكتوريا) التي كلفته بأن يرسلها لاختها وانه صرف نصفها في ليلة قبل يوم حدوث الجريمة مع خليلة ابيه (كراشونيكا) في الحانة والنصف الاخر وضعها في ملابسه. لكن المفارقة الكبيرة تأتي من خطيبته الحقيقية (فكتوريا) نفسها التي تتألم كثيرا لحالة ايفان (اخو ديمتري) الجنونية والكاّبة التي لازمته منذ زمن طويل فظنت انها هي اي ( فكتوريا ) السبب الحقيقي من وراء حالة الكاّباة التي مصاب بها ايفان الشاب كنتيجة لحبها لديمتري. لهذا تقرر التخلي عن (ديمتري) وتغرم بأخيه وتقوم بتكذيب اقوال ديمتري عن النقود التي اعطته اياها، فأنقلبت ايفادتها ضدهُ ، كان الهدف من هذه العملية هو تصحيح خطأها بحبها لديمتري.
اما الابن الصغير يوشيا الذي تربي على يد كاهن (شزيما) فيصبح مصلح واعظ بين اصدقائه في المدرسة وتستمر هذه الحقلة حتى بعد وفاة صديق عزيز عليهم. تنتهي القصة بحكم العدالة على (ديمتري البريء) الذي كان خطيب لفكتوريا رسميا ومغرم بخليلة والده (كراشونوكا) بالاعمال الشاقة لمدة عشرين سنة في سيبيريا. ولكن فيما بعد تقوم فكتوريا واخيه الصاحي في هذا الوقت ( ايفان) بوشاية احد الحراس لتهريب ( ديمتري ) من السجن من سيبيريا و يتلقي في النهاية كل من فكتوريا و ديمتري في مستشفى حينما كان الاخير يعالج فيها، فيقرران الاعتراف بحبهما واحد للاخر على الرغم من علم كل واحد بالاخر بأنه يحب اشخاص اخرين. وتنهي مسأة الاخوة كارامازوف اي الاخوة الاعداء في نهاية تراجيدية هو ضياع العائلة كلها وموت الاب والامهات الثلاثة والكاهن والمجرم الحقيقي الذي دفن الحقيقة معه الى الابد. اخواني انها محاولة لايقاف الاجرام في العراق على يد السياسيين الرئيسيين!!!
#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برقية تهنيئة
-
من نصدق رجال العلم ام رجال الدين ام تجار العصر!
-
الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون ونظرية الدفع الحيوي
-
من يعرض قضية شعبنا امام محكمة لاهاي الدولية!!!
-
ايها الديمقراطيون احذروا بين قادتكم لصوص!
-
من يحمل البوصلة و ينقذ الانسانية من الضياع؟!!
-
نظرة سريعة على النظريات الفلسفية لدى اليونان في القرون الاول
...
-
عندما يرتدي الشيطان ثوب القديس!
-
الاول من ايار عيد العمال هو عيد للانسانية
-
بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على ال
...
-
الفلسفة الاغريقية قبل عصرها الذهبي
-
بين كلدانيتي وكلدانية غيري..... الويل لامة تعصب عينيها عن اخ
...
-
موقف الكنيسة من الخلية الصناعية الجديدة.
-
مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
-
ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!
-
هل سينقسم العراق الى دولة اسلامية ودولة علمانية؟؟
-
أليس من حق العراقيين ان ينفجروا غضباً !!؟؟
-
ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية
-
التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !
-
مخيم الاصدقاء في ملبورن!
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|