أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 19:43
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اثار خطاب مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، في بنغازي اولى المدن الليبية المحررة، سخط النساء الليبيات والناشطات في مجال حقوق المرأة، عندما صرح بانه سيعمل على الغاء كل القوانين التي تتعارض مع الشريعة الاسلامية واولاها الغاء القانون الذي يحظر تعدد الزوجات.
كان هذه الخطاب خلال مهرجان اعد للاحتفال بسقوط القذافي وانتصار الثورة، الا انه لم يكن يرقى لمستوى الحدث، فبدل ان يشكر عبد الجليل النساء الليبيات على مشاركتهن كافراد مسؤولات في تلك الحرب التي دفعت المرأة حياتها ثمنا، وعرضها احيانا اخرى واطفالها، عمل على اعادتهن سنوات للخلف، الى حيث عصر الظلمة، أراد ان يكافأ الرجل على شجاعته فأهان المرأة وجعلها هدية ثانية وثالثة ورابعة، وكأن المقاتل لا يكافأ الا جنسيا!!!
هذا وقد اقصيت النساء تماما عن المشاركة في عالم السياسة، حيث لم توجد امرأة واحدة عضورة في المجلس الانتقالي الليبي، في حين انها شاركت منذ اليوم الاول في الاحتجاجات على ظلم القذافي، وخرجت الى الشوارع هاتفة ضد القمع والتعذيب، وعذبت وسجنت واغتصبت وقتل اطفالها، وساعدت الثوار بالمال والسلاح والطعام وشاركت في اطلاق النار، وفي النهاية يطلب منها استراحة المحارب في المنزل فقد انتهى دورهن!!!
وينسى البعض ان العمل لاسقاط النظام كان يراد به مصلحة الجميع ليس الرجال فقط، وان اسقاط النظام كان من المفترض ان ياتي بالحرية لكل افراد المجتمع الكبير والصغير والاسود والابيض والنساء والرجال، اذ لم يطالب الشعب باسقاط النظام عن الرجال وابقاءه كاتما على نفس النساء!!
ان مصطفى عبد الجليل حتى مع كونه رئيس المجلس الانتقالي لا يحق له الغاء قانون او سن اخر خلال خطبة ارتجالية، اذ ان سن قانون والغاء اخر يحتاج الى لجنة لاعداد الدستور فتقرر اي قانون يلزم وضعه واي قانون ينبغي الغاءه وفقا لمصلحة العباد، ثم يستفتي عليه الشعب فان وافق كان به وان لم يوافق يتغير القانون لان القانون خلق لراحة الناس، كل الناس، والا لما اراد البشر تنظيم حياتهم بالقوانين.
وهنا ينبغى على المرأة الليبية ان تستعد لمواجهة النظام الصارم القادم في حال تم الغاء كل ما تم اكتسابه خلال السنوات الاربعين المنصرمة، لا نعني بان القذافي كان نصيرا للمرأة ويضع قوانين على هواها وانما كان يمسح الجوخ للغربيين الذي مارسوا ضغوطات على نظامه من اجل اصلاح حال النساء اللواتي يعتبرن نصف المجتمع، ومع هذا لا تعتبر الانجارات القليلة التي حققتها المرأة الليبية نتيجة لتفهم القذافي لحاجة النساء وانما نتيجة للعمل الدؤوب الذي كانت تقوم به النساء الباحثات عن حقوقهن والضاغطات من اجل سن قانون والغاء اخر يضر في مصلحة المرأة.
وعلى الحكومة الليبية القادمة ان تدرك ان المرأة نصف المجتمع وان لها حق كما الرجل تماما لانها شاركت في عملية البحث عن الحرية المفقودة، وان مجتمعا تكون فيه المرأة تعيسة مسلوبة الحقوق لن يمشي خطوات للامام ولن يتقدم وسيظل يعيش في عالم متشح بالسواد، وسينتج افرادا ناقمين على الظلم كما حصل ابان حكم القذافي!!!
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟