أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - التصحر الفكري والصبغة الدينية -للثورة-















المزيد.....

التصحر الفكري والصبغة الدينية -للثورة-


رائد شما

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"يجب أن تكون أنت التغيير الذي تتمنى رؤيته في هذا العالم" (المهاتما غاندي)
---------
ولدتُ في بلدٍ موعودٍ بالجنة
لكنه لم يعرف سوى النار
في بلدٍ يطالبونَ الشهيد أن يضحكْ
وأن يشهدَ أمامَ الله وأمامَ هاتفهم النقال أنهُ شهيد
لا شيءَ مضمون حتى دخوله للجنة مشروط بنطقِ الشهادة
يطالبونهُ أن يبتسمَ لقاتلهِ
حتى لا تلاحقَ روحهُ بتهمة العنف
مازالَ الشهيدُ رافضاً أكفانكم
ومازالَ الوطنُ يسجلُ اعترافهُ الأخير
-----------
تصفية القذافي على طريقته

لست هنا في معرض الدفاع عن مجرم كالقذافي لكن إلقاء القبض عليه وتصفيته دون محاكمة والرقص على جثته على الطريقة الصحراوية تدعو للقلق على مستقبل ليبيا وللتساؤل عن شكل الديمقراطية التي يزرعها المجلس الليبي الانتقالي. لا شك أن بقتل القذافي بهذه الطريقة ومعه أركان حكمه تم دفن الأسرار التي قد تورط من جلبه وجلب غيره للحكم قبل أكثر من أربعة عقود. لعل أكثر الناس فرحاً بمقتل القذافي وموت أسراره معه هم زعماء الدول الغربية وأجهزة استخباراتها.
نجح المجلس الانتقالي الليبي في أن يكون أكثر همجية من القذافي فقتله وغنى ورقص على جثته، وفشل في أول اختبار له وهو تقديم المجرم للعدالة بصورة حضارية.
ما لفت نظري أثناء تغطية الجزيرة لفرح الليبيين بمقتل الفذافي هو تعليق مراسل الجزيرة (عامر) "أن الشعب الليبي انتصر بالتكبير فقط".تناسى هذا المراسل "المؤمن" طائرات الناتو التي لولاها لما قدرت القوات المؤيدة للمجلس الليبي من التقدم شبراً واحداً . نعم سبحان من سخر لنا الناتو والحمد لهُ على نعمة التكبير. التكبير استراتيجية عسكرية سوف تدرس قريباً في الأكاديميات العسكرية.

المجلس "الوطني" من يمثل؟

انتقاد المجلس الوطني جريمة تعرض مرتكبها للعض من أنصار هذا المجلس!!!
على الرغم من الطريقة الغامضة التي تشكل فيها المجلس والبعيدة عن أدنى درجات الشفافية، فقد رأى فيه البعض منفذاً للمأزق التي تعيشه المعارضة السورية. المجلس كما يدعي يمثل كافة أطياف ونسيج الشعب السوري (وهذا طبعاً مبالغ فيه) كما أن 60 % أي أكثر من النصف من الداخل (وهذا مستحيل إلا إذا استخدمنا عبارة "للضرورات الأمنية" السحرية للتحفظ عن ذكر أسماء الأعضاء في الداخل).
على أي حال جميع من استأثر بالمناصب القيادية في هذا المجلس الموقر (للضرورات الأمنية) هم خارج البلاد وأغلبهم شخصيات مشبوهة لن أخوض فيها ولا من يمولها لكي لا أستخدم نفس إسلوب النظام. المهم اختيار الغليون تم كغطاء "مؤقت" لتلميع هذا المجلس وتجنيب وصفه بمجلس إسلامي.

المجلس "الوطني" من يموله؟

تم تسويق المجلس ورئيسه عبر قناة الجزيرة وعبر صفحة الثورة الإسلامية ضد بشار الأسد بجمعة " المجلس السوري يمثلني" طبعاً لم ينسى هؤلاء أهمية الشارع ولافتات التأييد المسبقة الدفع (طبعاً بالإمكان سؤال جماعة مؤتمر إنطالية عن طريقة الدفع لهذه اللافتات فهم كانوا السباقين بهذا التكتيك الجماهيري).
المال موجود ... المجلس موجود ..."المفكر" برهان غليون أجاب على سؤال داعية قناة الجزيرة أحمد منصور حول تمويل المجلس بأن من يمول المجلس هم رجال أعمال سوريون في الخارج واضعاً هو ومحاوره "الحيادي" حداً لمثيري القلاقل أمثالي من أن هذا المجلس ممول قطرياً ومدعوم تركياً وللإخوان والإسلاميين بمختلف أنواعهم فيه حصة "الأسد". طبعاً لم يسمي الغليون رجال الأعمال الذين انهالوا على المجلس بالأموال قبل أن ينصب هو رئيساً للمجلس وقبل حتى أن يفهم هؤلاء الطيبون برنامج عمل هذا المجلس... ربما "لضرورات أمنية" أيضاً. هكذا تكلم الغليون "المفكر"!
مهلة الجامعة العربية ليست فقط للنظام وإنما برأيي هي مهلة قطرية للمجلس الهش الغير واضح الرؤية أو التوجه. الأمر الوحيد الذي أراه واضحاً كالشمس هو أن القطريين هم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا المجلس وكيف يتحرك والأهم "متى" يتحرك. نجحوا بهذه الطريقة والفضل يعود "للمفكر العربي"عزمي بشارة باحتواء المعارضة واختزالها فيه. ما سيترتب على ذلك أن المجلس سيكون جاهزاً لصفقة مع النظام أولابتزازه عند الضرورة. النظام أيضاً سيستفيد من هذا الاختزال لأنه سيتعامل مع كيان يبيع ويشتري ويفاوض بدلاً من مجابهة شارع فوضوي لا يمكن السيطرة عليه.

الثورة الإسلامية السورية

لا يمكن إنكار أن الاجندة السائدة للحراك الشعبي ذات طابع إسلامي حتى الأسماء التي يتكنى بها على سبيل المثال المنشقين على الجيش (كتائب خالد بن الوليد، كتيبة عمر بن الخطاب، كتيبة الأبابيل، كتيبة معاوية بن أبي سفيان.....) تصب في هذا السياق وتدعو للتساؤل عن الدور الذي يلعبه الدولار النفطي في صبغ الثورة بهذا الشكل. الأسباب الرئيسية لعدم دخول دمشق وحلب في الاحتجاجات هو العامل المادي لأن الوضع المادي لأهل هاتين المدينتين هو أفضل "نسبياً" من باقي المناطق السورية والسبب الأهم برأيي هو أن الإسلام السائد بهاتين المدينتين هو الإسلام الصوفي "المعتدل" والبعيد تماماً عن تأثير السلفيين وتيار الإخوان المسلمين. الإسلام الذي أعرفه في دمشق هو إسلام محي الدين ابن عربي وليس إسلام العرعور والقرضاوي والله المستعان.
المشكلة في سوريا ليس الفيتو الروسي والصيني، المشكلة الحقيقية هي "الثورة" نفسها (سأتحفظ عل تسميتها ثورة) التي فشلت بتسويق نفسها بشكل أوسع وخصوصاً بين الأقليات وبين سكان حلب ودمشق... (أي صفحة الثورة "الإسلامية" ضد بشار الأسد على الفيسبوك) منذ بداية الحراك تم التركيز على الجوامع واستخدام دلالات دينبة.إلى أن وصل الحال في إحدى الجمع الحماية الدولية كمن يطلب بيتزا لبيته. عرفت أننا نتعامل مع أشخاص لا يفقهون شيئاً في هذ الدنيا سوى "مالنا غيرك يا الله" و"تكبير: الله أكبر". هناك حنين شديد لدى البعض للغزو ودار الحرب... ضمن هذا السياق ابتكر مشرفوصفحة الثورة السورية طريقة جديدة "إبداعية" للتكبير باستخدام مضخمات صوت رخيصة الثمن (سعر الواحدة 800 ليرة) يتم وضعها على أسطح المنازل وبذلك لا داعي للتكبير على طريقة بلال الحبشي الغير آمنة والخطيرة بسبب علوج الشبيحة. ويتم بذلك إرهاب الكفرة (الملحدين) وبث الطمأنينة في نفس المؤمنين بأقل الخسائر (والله أعلم). هذا التصحر الفكري لن ينتج ثورة بل سيرسل الناس إلى الجنة بالملايين.
الحرية
شعار المتظاهرين الأكثر انتشاراً هو "الله ... سوريا... حرية" إذا اتفقنا على معنى الله ومعنى سوريا لا بد أن نتفق على معنى الحرية هذه الكلمة التي تميز هذه الفئة عن الفئة الأخرى التي تنادي "الله ... سوريا... بشار وبس". ماذا تعني هذه الحرية وهل التخلص من بشار واستبداله بديكتاتور آخر مطابق لفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية يكفي للوصول إلى هذه الحرية. هل يمكن لأشخاص يعتقدون أن التكبير سيخلصهم من النظام أن يفهموا معنى الحرية. مصطلح الحرية بحاجة لتدقيق أكثر من يفرض النقاب على زوجته وبناته وأخواته سأختلف معه بالتأكيد على تعريف الحرية حتى لو خرج بسلاح أو بدونه "في سبيل الله" ضد النظام الكافر.

هل يوجد حل؟
أنا أخشى من أسلمة سوريا ولا أخشى من الإسلام كدين. لا يمكنني أن أنتظر الديمقراطية من قطر ولا من جزيرتها ولا من القرضاوي ولا من الإخوان المسلمين ولا من قناة الصفا المتخصصة بمحاربة الصفوية "قاتلهم الله". هؤلاء جميعاً يضاربون بدمائنا لحسابهم الخاص وهم أول من يحتاج فهم معنى الديموقراطية والحرية.... فاقد الشيء لا يعطيه.
الحل بيد الشعب السوري وبيد النخب الواعية... لا أطرح نفسي بديلاً لأحد ولا أطمح أن أكون بديلاً. ما أتمناه أن يتم التحضير لمشروع آخر يكون بديلاً للنظام ولهذا المجلس الإنكشاري ما أدعو إليه ليس لترسيخ الفرقة كما سيحاول البعض اتهامي وإنما لمنع استفراد تيار واحد بمصير بلد وشعب وهو ما يتنافى مع أبسط أشكال الديموقراطية.
لا يمكن إسقاط النظام بمجلس دمى ولا يمكن للحراك الإسلامي أن يرقى إلى ثورة شعبية تطيح بالنظام طالما أن دمشق وحلب والأقليات لا تثق بالأجندة الحالية "للثورة الإسلامية". كما لا يمكن لنظام قمعي كالنظام السوري السقوط بالمظاهرات والهتافات والتكبير فقط. النظام السوري لن يسقط قريباً ولن يسقط إلا بتدخل دولي.
سوريا بحاجة إلى راعٍ يقود لا إلى ديك يصيح. ما يحصل الآن في سوريا لم يرقى إلى مرحلة الثورة. الثورة بحاجة إلى برنامج عمل اجتماعي ونهضوي شامل لذلك لا بد للثورة أن يكون لها عقل يفكر ويخطط ولا بد لهذه الثورة يجب أن تشمل كل نواحي الحياة لا أن تحصر بالدين وإلا فإنها تتحول لحركة انقلابية تهدف لاستبدال حكم استبدادي فردي (أتوقراط) بحكم استبدادي ديني (ثيوقراط). الثورة يجب أن تبدأ بالفرد والحرية والتغيير يجب أن تبدأ في ذاتنا، أن تبدأ بالقمع الذي نمارسه في البيت. يجب أن نقتل الديكتاتور فينا.
الموت أرحم من الصمت!



#رائد_شما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخُ قبيلتنا أهبل
- ضبابية الثورة
- من غيركِ
- الثورة السورية والوصاية التركية
- عن سلمية الثورة السورية
- سوريا الشباب
- حرب تطهير سوريا
- الشبل نطق
- في انتظار مانديلا السوري
- شكراً حمزة السوري
- سوريا الثورة - لماذا سيسقط النظام ولماذا ستنتصر الثورة
- سوريا الثورة... إلى أين؟
- لن يُنضِبَ رصاصكم دمنا
- اقتلونا برفق أيتها المخلوقات المسعورة
- الشهادة من أجل البقاء
- خطاب الأسد في مجلس عزاء الحرية
- درعا تكتب بالدماء شعراً
- سوريا على طريق الثورة....... بداية الطريق
- عذراً أحرار ليبيا الحبيبة... إنهم طيارو بشار الأسد وليسوا سو ...
- سوريا على طريق الثورة (3)..... كيف..لماذا... ومتى يثور الشعب ...


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - التصحر الفكري والصبغة الدينية -للثورة-