أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - النداء الاخير قبل الاظلام الوهابى















المزيد.....

النداء الاخير قبل الاظلام الوهابى


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 21:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصر التى قادها العسكر الى خراب اقتصادى، اجتماعى ، سياسى بمغامرات غير محسوبة وقوانين تؤله الحاكم وتجعل من الدولة عزبة له ولأفراد أسرته...ينتظرها ماهو أكثر اظلاما بعدما يقفذ السلفيون واخوانهم المسلمون الى كراسى الحكم مستكملين غزوة وهابية بدأت فى نهاية سبعينيات القرن الماضى.
الاخوان والسلفيون يعدون لدستور (اسلامجى) قادم من العصور الوسطى يهمش حقوق الانسان ويعلى من قيمة اداء الطقوس الدينية وتطبيق شرائع عرب الجاهلية من قطع الاعضاء البشرية والجلد والرجم وبيع العبيد فى أسواق النخاسة.
الاخوان والسلفيون عملاء السعودية الذين يخططون لان يتحكموا (ديموقراطيا ) فى التشريع والقضاء فى الجهاز الادارى هم الخطر الحقيقى على مصر والمصريين وسوف يكونون بقوانينهم وأوامرهم وتعليماتهم التى سوف ينفذونها بمليشياتهم المستعده من الآن ، العائق أمام اى محاولة للحاق بالعصر أو الخروج من مأزق مابعد انتهاء حكم ديكتاتور فاسد محدود الذكاء والقدرات دام لثلاثة عقود.
الاستعمار الامريكى، الاسرائيلى، الوهابى الذى مهد له خالد الذكر الرئيس المؤمن وخدمه بكفاءة خليفته بطل الحرب والسلام قرر لمصر والمصريين حكما فاشستيا اسلاميا يحافظ على واقع الحال كما كان و استمر لأربعة عقود لتقفز الى دائرة الضوء (فجأة) السلفيون بافكارهم المخلوطة القادمة من أعماق التخلف التاريخى لامة الاسلام ، والأخوان المسلمين المسلحون بأموال طائلة اكتسبوها من العمالة للسعودية والوهابية والنصب والاحتلال بواسطة شركات توظيف الاموال والصفقات المشبوهة مع تجار تورا بورا للمخدرات ، يغرقون مصر والمصريين فى بحر من الاوهام والصراعات الاثنية الشوفيينة ومعارك ضد القبط والمرأة والعلمانية الليبرالية لاعقين أحذية من تبقى فى السلطة من العسكر.
ولأنه النداء الاخير ولأنه ستحل بعده عقود من ظلمات طويلة فإن على الشيخ المسن أن يقول كلمته ويجلس منتظرا تتابع أفول الحلم الذى كان لجيله دليلا ومرشدا خلال سنين نصف قرن ، حاولوا فيها أن يكون لوطنهم علما مرتفعا خفاقا فى سماء التقدم والحرية والإنسانية بين أعلام من عرفوا الطريق وساروا على الدرب.
مصر اليوم لاتنتج الا بشرا لديهم أفكار متخلفة وعلاقات جوار بدائية واحباطا سائدا ، نحن الآن تعدينا الثمانين مليون بشرى الذين لا مستقبل لهم بين الامم المعاصرة ، فحلم الزراعة الكثيفة التى تغطى مساحات واسعة من الاراضى أجهض بعد أن أنفق المبارك مليارات الجنيهات على مشروع توشكى وسلمه لعصابات المافيا التى نهبته واهدرت الفرصة استمرارا لتقاليد الادارة الخاطئة لهيئة تعمير الصحارى (الناصرية) التى لو كانت قد استغلت مخزون مياه الصحراء الغربية فى الرى لتمكنت من تغطية احتياجات الشرق الاوسط بالكامل من حبوب وخضروات وفاكهة.
اهمال العسكر للزراعة وقوانينهم التى فتتت المساحة المزروعة اصابت الزراعة التقليدية بالضمور وجرفت الارض الخصبة لصالح المبانى الخرسانية وماتبقى لم يجد ما يكفى من ماء فاستخدم مياه الصرف الصحى لنأكل منتجات تم ريها بالمجارى وتسميدها بالحمأة التى تحتوى على الطفيليات والمعادن الثقيلة المؤدية للتخلف العقلى.
هل الاسلامجية لديهم حل لمشكلة اخفاق الزراعة فى تلبية احتياجات شعب يتزايد بمتوالية هندسية !!! أم هم سيعتمدون على تسول الحبوب من السعودية والدعاء لرب العالمين أن يجعل قلوب أسيادهم بهم حانية بعد كل صلاة.
نحن لم نعد نصنع ، لقد تخلفت المعدات والمصانع وأساليب الادارة لدرجة أن القماش والملابس القطنية التى اشتهرنا بها توقف انتاجها لعجزها عن منافسة المستورد كنوع وسعر. لقد اغلقت الفتره المباركية الالف مصنع التى كان عبد الناصر يطمع فى أن يجعلها تغطى احتياجات المصريين من الابرة للصاروخ وضربت الفوضى الصناعة حتى تلك التى انشأها أباطرة الانفتاح لانتاج الصابون ومعجون الاسنان والشامبو والسيراميك والسجاد جاء انتاجها رديئا ولايسمح بتداوله الا فى مصر وتحول عنه معظم المستهلكين لمثيله المستورد الأرخص والأفضل.
الصناعة الكثيفة العمالة كانتاج الألومنيوم والحديد والصلب والكيماويات مثل السماد والمبيدات والاسمنت تخلصت منها معظم دول الأرض الصناعية وتركتها لدول العالم الثالث تدمر البيئة وتسبب الأمراض للبشر ويكفى أن تمر من الطريق حول حلوان لترى ماذا فعلت بها مداخن مصانع الاسمنت والحديد والصلب.
هل الاسلامجية لديهم حل لمشاكل البيئة والصناعة وتحويل مصر من مستهلك لصناعات الغير الى مصدر لمنتجات معاصرة كما تفعل الصين وجنوب شرق آسيا..وهل فى إسلامهم الذى هو الحل كيف يمكن المنافسة فى الصناعات الالكترونية وبرامج الكمبيوتر التى أصبحت الكنز الذى يدر ذهبا على الهنود.
الفنون التى تعاديها جحافل السلفيين والاخوان: سينما، مسرح، موسيقى، قصص، روايات، أغانى، رسم ، ونحت والتى كانت مصر رائده فيها تصدرانتاجها لجميع الناطقين باللغة العربية روائع لام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش و نجيب محفوظ وراغب عياد وفاتن حمامة ونجيب الريحانى ومختار... وتخرج من مدينة الفنون عشرات المبدعين المعاصرين الذين يتناولون الفن كما يبدعه عالم اليوم ..ماذا سيحدث له اذا ما إستـُـبدل بغثاثات فنون السلف الصالح والطالح...هل سنطفئ الانوار ونضع قيود السعودية على الفنون فنمنع أن يجلس رجل على كرسى كانت تجلس عليه امرأة فى الفيلم أو المسلسل ، خسارة مصر فى انهيار الفن أثناء حكم العسكر لن يقارن أبدا بما سيحدث لفن المصريين عندما يحكمهم أصحاب الزبيبة واللحى أعداء الابداع.. وهكذا سيكون التعليم والطب والصيدلة والأبحاث وعلوم الادارة والقانون والثقافة والإعلام اما السياحة فهى لدى السلفيين أو الاخوان بشقيها التثقيفى والتاريخى حرام حرام حرام ، فهم ضد الشواطئ التى يُرتـَدى المايوه فيها حتى لو كانت المرتدية أجنبية والفنادق التى يتم تداول الخمور فيها حتى لو كان من يخدم عليها من غير المسلمين، واللحوم التى لم يقرأ عليها عدية ياسين وحتى زيارة الأولياء والموالد ممنوعة ، كل شئ حرام فى حرام وخصوصا آثار تلك الحضارة السامقة التى كانت للمصريين فهى تذكرهم بدونيتهم وانخفاض قيمتهم البدوية فوجب القضاء عليها وسبحان الله الذى هداهم للاسلام ليدمروا حضارة مصر القديمة وتماثيلها ومتاحفها ومعابدها واهراماتها...السلفيون والاخوان بينهم وبين الحضارات القديمة (تار بايت) فعندما قـُِرئت طلاسمها فضحتهم وبينت أنهم قد أقاموا عقائدهم على أفكار تم تداولها بين الذين كانوا فى يوم ما نور العالم.
السلفيون والاخوان سيغلقون كل مايتصل بالسياحة من مسارح وكباريهات وسينمات ومعارض ويبنون مكانها مساجد يذكر فيها اسم ربهم رغم أن معظم الغانيات لبسن النقاب ويعملن فى حراسة أصحاب اللحى من مشايخ ودعاة.
أما الاخوه المثقفون والاقباط فسيدعونهم بالموعظة الحسنة لترك فسطاط الباطل وسلوك الدرب الاسلامى السلفى الوهابى ، كل قبطى مسلم أو مسيحى عليه أن ينضوى تحت رايات السلف ، لايبول واقفا حتى ولو كان أمام المبولة ، ولا يرتدى الملابس الافرنجية ويطلق لحيته ويصر على أن ترتدى حرماته الحجاب والنقاب ويترك مايعمل به عند سماع الآذان ليصلي ويتوقف عن الانتاج طول شهر رمضان وسيتحرك كل جند الله ميليشيات السلف والاخوان المسلمين بالعصى والكرابيج للتأكد من أن تعليماتهم يتم اتباعها، هكذا رأيناهم فى افغانستان وغزة والسودان والصومال والعراق..فلتسقط الثقافة .. فلتسقط المعاصرة .. فلتسقط الديموقراطية بعد أن تصل بهم الى كراسى الحكم.
لم نسمع من هؤلاء المتخلفون عقليا وحضاريا طوال تسعة أشهر رفع عنهم فيها الحظر وسمح لهم بأن يتكلموا الا كل سخف وخلط وغباء...مامعنى أن ترشح سيدة مغطاه بملاءة سوداء ولايمكن تفريقها عن رجل متخفى نفسها لمجلس الشعب أو الشورى على الا تكلم أو تخالط زملاء لها من الذكور.
ماهو السبب الذى يجعل طلاب جامعة القاهرة (أول جامعة فى مصر) من متخلفى الاخوان يدعون الى فصل الشباب عن الشابات فى المدرجات والسكاشن وتحويل الجامعة الى جامعة أزهرية بعد مائة سنة من انشائها مدنية هروبا من تعليم الازهر الديني ، هل يخافون المنافسة !! هل الآنسات أفضل منهم فى التحصيل فيريدون ابعادهم!! ومامشكلة الزواج العرفى الذى يتشدقون به ، اليس هو اختراع اسلامى ضمن عشرات أنواع النكاح المتداولة بين السلف الصالح والطالح.
ان التعليم كما عرفناه سينطفئ نوره بفضلهم ويعود بنا الى الكتاتيب وساحات الجوامع لتحفيظ القرآن والسنة والتفسير.
أما أعلى درجات السخف والقصور الذهنى فهو ما اشاعوه بأن على المسيحى والغير مسلم أن يدفع الجزية صاغرا حتى يتمتع بحمايتهم، اصلاح الاقتصاد بالغزو واسترقاق العبيد، تحطيم الكنائس والمزارات والقبور تخاريف كنا قد تجاوزناها منذ عدة عقود حتي هلت علينا جموع من المتنطعين لتهدى المصريين الى الاسلام فكان هذيانهم أن اطلقوا اللحي و البسوا قصير الجلاليب .
اى اسلام هذا الخارج من الكهف لتوه بعد ان نام لقرن كامل؟ هل قرر المصرى اهدار جهد كل التنوريين الذين بدأوا مع محمد على ولازالوا يكافحون ويعود ببلاده الى ظلمات القرون الوسطى والمماليك ؟ هل ضاع جهد محمد عبده، وخالد محمد خالد والشيخ شلتوت وجمال الدين الافغانى ونصر حامد ابو زيد لتبقى سخافات عبدة الريال السعودى.
النداء الأخير للمصريين .. قبل أن تذهب الى صندوق الاقتراع كون معلومات دقيقه عن أهداف من ستعطيه صوتك..ماذا قدم لمصر..وماذا بمقدوره أن يقدم .. ومن أين حصل على الدعم المادى ..ومن الذى يسانده دعائيا.
النداء الأخير للذاهبين على صناديق الاقتراع.. حياتك وحياة عائلتك وأطفالك وأحفادك كلها ستتأثر باختيارك، ليكن لصالح الزراعة والصناعة والسياحة والفنون والعلوم والابتكار والفلسفة والتطور قبل أن يكون لكيف تبول شرعا وكيف تلزم بأن تستسلم للحاكم دون أن تثور على ظلمه وتهميشه وجعلك فى اسفل الطابور البشرى.
النداء الاخير للمرأه والقبطى.. لاتثقوا فيمن يحاول اذلالكم وقفل الأبواب أمامكم و جعلكم مواطنين من الدرجة الثانية مهما قدموا من وعود للطمأنة.
أما أنا فلن أذهب الى صناديق الاقتراع أو أشارك ( حتى بالسلب ) أن يتولى عرش مصر سلفى منحط الاهتمامات والتفكير ويقيدها الى صاروخ فقهى يعود بها القهقرى لاربعة عشرة قرنا.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل منطقتنا أصبحت خارج اطار الزمن
- الآن فهمتكم .. يا أهلا بفلول النظام .
- عقل انثوى ناقص و كمون المجتمع
- كلمات علي شاهد قبرها( 1919 – 2011).
- عالم بدون كهانة و كهان
- المسلمات خارج حسابات المعاصرة .
- أطفال مدللين ..أم نصابين محترفين .
- بدعه ، ضلالة ، نار و تغييب لعقل الامة
- الاسلامجية و تدمير آثار مصر
- عريان بين ذئاب .. صديقي بالعراق
- مليونية ما بعد زيارة القدس
- لن أغفر للاخوان ما فعلوة بمصر.
- ادعاءات الفرزدق و عجز ما بعد الهوجه
- في انتظار .. قرن من السبات الوهابي.
- الاخوان المسلمين ..ارهاب باسم الدين.
- الاسطورة المصاحبه لميلاد الانبياء
- حقوق الانسان .. ام حقوق الرب.
- تعاظم موجات الكراهيه علي بر مصر
- مصر ..في قبضه المبتسرين
- مصر ..لن تكون جنتهم الموعوده


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - النداء الاخير قبل الاظلام الوهابى