أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 23:20
المحور:
الادب والفن
لقد حدث هذا أول ما حدث في فندق صغير و رخيص
كان قد انتبذ عنه الناس لا نقود ولا طعام
في أقصى الغرب الكندي كانت الحديقة الخلفية مبلولة في الصيف
المطر لا يتوقف في الغابات المطرية القريبة من المحيط الهادي
لا أحد هناك سوى القطط وبعض الفتيان يبيعون المخدرات للفتيات
في لحظة لم يحدث مثلها أبداً إلّا قبل عشرين عاماً في باص
متجه إلى بندر عباس حيث الموانيء والبلوش والقبور والخليج
ذلك الخليج بدا فارسياً حقاً من تلك الجهة
في الحديقة الخلفية لفندق صغير قبل عام
انفتح الظلام وآنطوت الأرض وَ نَبَضَ فقهاء
قالوا : مُدّ يدك أيها الجائع الوحيد
حين لمستُ يد الشيخ قال : من الآن فصاعداً كل ما تقوله شعر
فلا تقل كثيراً ، ولا تفتن الناس ، ولا تُطل المقام و آجلس
جلستُ فلم أنهض بعدها أبداً
طبيبي النفسي يدفع بالمنومات ويدور حول نفسه حين يراني
لأنه كاتب فلسطيني فاشل و يصيح
ليتني كنتُ مريضاً مثلك لأكتب كما تكتب
كلٍّ إنسانٍ يبحثُ عن نفسِه
إلّا هو : يبحثُ عن قاتلِه
اللهمّ إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظُّلمات
من هذا الّذي يحدثُ لي
إنه ليس ( تحوّل) كافكا
ليس تحوّلاً نحو الأسفل
الحمد لله ربّي على هذا الكرم
عندي قلم و ألم و لغة عربيّة
ليس عبثاً تَحتَرِقُ يدكَ أحياناً
العبث أن لا تفكّر بمعنى هذا
النار التي سرقها برومثيوس
النار التي أكلتْ كبده
النار التي أضاءت الكهوف و أرشدت القافلة
النار ما هي النار ؟
الزّمن هو النار ، والعذاب هو العقل
أمسحُ يدي التي احترقتْ بدموعي
وأكتبُ : لا أحد هنا يا سيّدي فقط أنت و أنا
فآفتح الباب و قُلْ
[email protected]
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟