|
المثقف وتفسير الظاهرة
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 14:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يمكن لأي متابع في المجال المعرفي أن يلاحظ الفرق الدقيق والهام بين مفهومي العارف والمثقف
إن مفهوم العارف هو مفهوم ارتبط كثيراً بالمفهوم الديني البحت إذ كثيراً ما يتم التعريف برجل الدين الواسع الإطلاع بالقول إنه العارف بالله وهذه التسمية إنما تدل على أنهذا الرجل يعرف سر أسرار الكون ألا وهو الله
هذه التسمية لرجل الدين الواسع الإطلاع كما أسلفنا تدل أيضاً على قداسته أيضاً إذ ليس من المعقول أن يدرك المقدس المطلق في قداسته إلا من كان على قدر من القداسة والوعي يؤهلانه لهذه المعرفة إذ ليس من المنطق أن يعرف نظرية الكم رجل لاعلاقة له بمحراب الفيزياءوكنوزه التي يحتويها ولايمتلك قدراً كبيراً من الوعي المبني على الرؤية المحايدة والقدرة على الرؤية بعينين إثنتين لابعين واحدة بعيداً عن رغباته ودوافعه سوى الرغبة في معرفة الحقيقة وبدافع إنساني بحت
أما المثقف فهو المفهوم الذي ارتبط بالرجل المتعامل مع معارف الدنيا والذي شُبٌه برأس الرمح المدبب القادر على الإختراق بسهولة ويسر في جسد الضحية
علماً أني أميل وبشدة على إطلاق هذه التسمية ( العارف) على هذا المسمى ظلماً مثقفاً لأني أجد أن غالبية من يدعون مثقفين هم عارفون بمعنى أنهم يملكون المعرفة بشكلها المعمم ولكنهم في الغالب لايمتلكون القدرة على الإستفادة من معارفهم على طرقة رجل الدين المدعو (العارف بالله) حيث لم تفدنا بشيء معرفته المزعومة بالله
لذلك هم أقرب إلى مفهوم المتعلم منهم إلى مفهوم المثقف وربما يكون ذلك من جملة المفاهيم المغلوطة الرائجة في مجتمعنا المتخلف حتى في تحديد دقيق للمصطلات والمفاهيم فأنت ترى في مجتمعاتنا الكثير من حملة الشهادات الذين خرجتهم الجامعات ليكونا قطع غيار في عجلة العمل الوظيفي البحت دون أن يكون لهم أي فعل إبداعي يسهم في تطوير مجتمعاتهم بل ربما نشاهد ماهو فعل معاكس تماماً فنجد هؤلاء المتعلمين هم حجر عثرة حقيقية في مسيرة تطوير مجتمعاتهم والأمثلة على ذلك هي أكثر من تعد وتحصى ومنهم من يتكالبون على تولي المناصب السياسية بحجة أن بلداننا تحتاج إلى مسؤولين من التكنوقراط أو بصريح العبارة وزارات من التكنوقراط
كتبت في السابق مقالين حول هذه المسألة نشر الأول على موقع مرآة سوريا الذي توقف والآخر على موقع الحوار المتمدن بعنوان هل نحن نسور أم فئران ؟أوضح فيهما الخطأ القاتل الذي تقع فيه بلداننا بالإعتماد على هؤلاء التكنوقراط في المناصب ذات الصبغة السياسية ومنذ سبعة أعوام كان امقال الأول ولكن لاحياة لمن تنادي فوقع المحظور وخرب التكنوقراط البلد وأوصلوه إلى هذه الحالة المذرية من الفوضى والتشرذم على كل الصعد ولو لم يكن الشعب السوري شعباً أصيلا لضاعت البلد في أتون جحيم مرعب على الطريقة الليبية أو الصومالية وفي هذا المقام أحذر للمرة الألف من هؤلاء التكنوقراط الذين لايجيدون علومهم التي تعلموها فكيف لهم إجادة العمل السياسي الذي تطفلوا عليه وهؤلاء كثر في المعارضة كما أنهم كثر في النظام بل ويقودون المعارضة كما قادوا وزارات النظام المتعاقبة وأوصلونا إلى ما نحن فيه
لذلك ترى المنظرين في العالم العربي هم الأكثرية الساحقة ممن يدعون الثقافة وترى كتاباتهم وكأنها كتبت لأناس في المريخ دون أن يكون لديهم الحد الأدنى من معرفة واقعية لبلدانهم وطبيعتها ومكوناتها وتاريخا وجغرافيتها وحاضرها ومع ذلك ينشرون ما يرونه يؤمن لهم إشباعاً لعقدة الإعتراف الآخر بهم ودون النظر إلى منطقيته المهم تروية عقدة النقص هذه فهاهم يركبون موجات الحراك العربي والذي أسميته منذ البداية سورة أو حراكاً فأصروا على تسميته ثورة حتى عادوا وانتبهوا وبدأؤوا بتسميته حراكاً وتراهم يكتبون السباب والشتائم ويرفضون النقاش ويرفضون نشر التعليقات المخالفة لآرائهم وهم يدعون أنهم يريدون لنا الحرية والديموقراطية وهم لايطيقون مجرد سماع الرأي الآخر المختلف معهم حتى بات المثل اللبناني (عنزة ولو طارت )حقيقياًفي وصف حالتهم
لفتني الكثير من عمليات الحذف لآراء بعض المعلقين المخالفين لوجهة نظر الكاتب وهي وبعد أن ينشرها الموقع يعود فيحذفها بناءاً على رغبة الكاتب فإا كان الكاتب يسمح بالتعليق فعليه وإنطلاقاً من إحترامه لذاته أن يسمح بنشر الرد حتى ولو كان لايرضيه فنحن لسنا في مدرسة ولو كنا في مدرسة فلدي ألف دليل ودليل أنهم هم الطلاب الذين واجب علينا تعليمهم فهم يلزمهم الكثير من التعلم ولا أقول الثقافة فهذه لم ولن يصلوها لأنهم لايملكون البنية العقلية والفكرية التي تؤهلهم لذلك
الثقافة هي فعل إيجابي فعل خلاق قائم على فهم المادة المعرفية في أعمق أعماقها أي هي إمتلاك القدرة على قراءة الماورائيات وليست فعلاً ساكناً سالباً يكتفي بقراءة سطحية للمعارف وهذه الحالة السلبية الساكنة هي ما يجعل منطقتنا في مؤخرة أمم الأرض (وكلمة مؤخرة ليفسرها القارىء الكريم كما يريد )
كم حري بنا أن نتخلص من الرؤية أحادية المنظور والعالم متعدد الأوان وزوايا الرؤية فنبتعد عن ديكتاتورية الرأي الواحد والذي نرفضه من الآخرين والتي هي أكثر شناعة وبشاعة من أي فعل آخرخاصة ممن يدعون أنهم يقاتلون لأجل الحرية والديموقراطية إلا إذا كانوا يكذبون ونحن نرى ذلك حتى الآن على الأقل
ملاحظة :كلنا نعرف أن الحصان أو البغل (الموَلٌد من حمار وفرس)لأنه أقوى وأقدر على التحمل توضع على عينيه (طماشتان )لكي لايرى سوى الطريق التي يُراد تسييره عليها فيُفرض عليه رؤية أحادية لاأكثر نحقق منها هدفنا من إستخدامه ودمتم
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المنهج الماركسي والماركسويون
-
كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
-
نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
-
علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
-
مثقون سوريون وبكاء عرعوري
-
المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
-
لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!
-
لم يمت على الصليب فداءأ بل قتله الإله اليهودي
-
أما آن لنا أن نقتل الله ؟؟؟؟
-
أيها الحمقى ماذا لو .....؟؟؟؟
-
ليس إلهاً واحداً إنما آلهة متعددة
-
نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح
-
الله إسرائيل أمريكاوبس.....
-
الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل
-
نحن والتاريخ والفيزياء
-
التفكير غريزياً
-
كيف نساعد الغرب على أنفسنا
-
هل يدرك الله ذاته؟
-
القصيدة إذ تغنى والمرأة إذ لها عينان ساحرتان
-
المشهد القادم في الشرق الأوسط
المزيد.....
-
إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب
...
-
الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال
...
-
الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف
...
-
الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم
...
-
الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها أغام بيرغر تلتقي والديها
-
-حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م
...
-
-الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
-
ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا
...
-
خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في
...
-
الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|