|
إشكاليات منطقية حول الإيمان والإله - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (10)
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 12:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإنسان كائن جميل ورائع فعندما تنطلق خيالاته فلا يوجد لها حدود تحدها ولا جمارك تتعامل معها فهى حرة من قيود العقل والمنطق والعلم .. هى حرة لأنه أرادها هكذا لتفى حاجة سلام نفسى يأمله .. ولكنه فى المقابل لن يستطيع التعاطى مع الوجود من خلال خيالاته لذا خلق معايير منطقية إستمدها من واقعه المادى ليمارس بها الحياة .. قد يجد المنطق يتصادم مع خيالاته , فهنا إما أن يستسلم لحاجاته النفسية فيمرر أوهامه أو يستفيق فيبددها .
* الإيمان بالله لدى المؤمنين يتم بمنطق مقلوب ودائرى .. فعندما تسأل من هو الله ؟! .. فسيقولون لك أنه الخالق و لكن هذه الإجابة تتعاطى مع صفة أو مهنة ولا تُعرف ذات وماهية وكينونة !! ستجد البؤس المنطقى عندما تسألهم ومن قال لكم أنه الخالق فهل شاهدتم حدث الخلق فسيقولون لك : لا ولكن كتبه المقدسة ذكرت لنا أنه الخالق .. وهنا سيقفز سؤالك الأخير: من قال أن هذه الكتب من الله ؟!! .. حينها سيقولون لك : لأنه قال فى كتبه أنها كتبى !!!. الطريف اننا كنا نريد اثبات وجود الله .!!
* الإيمان يتمحور حول رؤيتنا ومزاجنا وظنوننا , فلا يتأسس على إدراك ووعى ملموس يمكن التعاطى معه ليصبح إثبات الإيمان بالعالم الأخروى مثلا ً هو عدم معقولية الحياة بدون حساب الظالم فحينئذ تصبح فوضى " .! فهل رؤيتى للمعقول أو اللامعقول هو الذى يثبت وجود عالم أخروى ؟!!.. وهل عقاب الظالم هو إثبات منطقى لوجود هذا العالم ؟!!.. فالإنسان البدئى والكثير من البشر الآن لا يؤمنوا بفكرة الحياة الأخرى ويبقى الظلم قضية أخرى . العالم الآخر هو أمنياتنا وأحلامنا فى النيل من ظالمينا ..هو تنفيس طاقة غضبنا وألمنا على الأرض من ظالمينا فتوهمنا أن هناك قصاصا ً وإعتبرنا هذا معقولا ً .
* الله خلقنا لنعبده ولكن الله كامل وفى غير حاجة لعبادتنا .. وطالما هو فى غير حاجة لعبادتنا فيكون غير مُضار أو مُستفيد من عبادتنا ..لذا فلنا ألا نعبده ولكن هذا سيثير غضبه وسيشوينا فى الجحيم الأبدى .! .. إذن هل نفتح الشباك أم نغلقه .. هل غايته العبادة أم لا ؟!!.. إذا كان غايته العبادة فستنال من كماله .
* يحاول البعض خلق سبب آخر للعبادة ليجعلوا الفكرة متماسكة وكاملة .. فيقولون : نحن نعبده لأنه أنعم علينا بالحياة فهو ولى نعمتنا ونحن أسرى نعمه ( الغريب أن فكرة العبودية والأسرى لابد أن تكون حاضرة !) معنى هذا الكلام أن المليارات من الفقراء والمطحونين والمعوقين من حقهم ألا يعبدوه فهم لم ينالوا شيئا سوى الفقر والحرمان والعجز ... وحتى المُنعمين من حقهم ألا يعبدوه أيضا ًفهم لم يطلبوا النعم لذا فليسوا مُجبرين على الإمتنان , فمن القسوة أن يعاقبوا فهم لم يطلبوا شيئا ً ولم يتعاقدوا على شئ . ولكن أليس إنتظار العبادة نظير النعم تدخل الإله فى دوائر الحاجة والغاية فتفقده كماله وتنال من ألوهيته .
* لماذا الله واحد .. لماذا لا توجد آلهة عديدة ؟! يقال لك حتى لا يتنازعوا !! ..ومن قال انهم سيتنازعوا ؟!.. فلماذا لا تتواجد صيغة توافق بينهم .. لماذا تصورنا أنهم سيتنازعوا كتطاحن الصبية المشاغبين على ناصية حارة !.. إذا كنا حقيقة نتعامل مع وجود عالم مُفترض يحتوى على إله أو آلهة فهنا نحن أمام منطق ونظام غير منطقنا ومنظومتنا وإلا ما كانوا آلهة بل مجموعة من الفتوات يمكن أن يتنازعوا ويتصالحوا ! نحن ببساطة أسقطنا رؤية وسلوك بشري قديم على فكرة الآلهة تجاوزها السلوك الإنسانى المعاصر فنحن نقبل الآن التعدد والتنوع والتخصص . فكرة الإله الواحد هى فكرة سياسية لتوحيد الجماعات البشرية فى كيان واحد لتلقى حضوراً كمنهج فكرى نسقط من خلالها الإستبداد والهيمنة ورغبتنا فى التفرد والتسلط على كافة الأصعدة .
* من الأسئلة الفاسدة التى تضلل وتدفع العقل فى ملعب بعيد .. سؤال " من خلقنا " ؟! فصاحب هذا السؤال إعتبر أن الوجود جاء من خلق وفرض هذا بتعسف من غير إثبات أو دليل وكأنها حقيقة ثم طالبك بتحديد جهة الخلق .. فهل الوجود جاء من الخلق .. حريا ً أن يثبت ذلك ثم نبحث عن الفاعل سواء عاقل أو مادى . ولو إعتمدنا قصة الخلق المتعسفة فلماذا لا نسأل من خلق الخالق .. فإذا تعسفوا كعادتهم بالقول أن الخالق لا يُخلق فحريا بالمادة التى هى أكثر بساطة وتفاهة من الخالق ألا تُخلق .
* فى أساطير الخلق نجد أن فعل الخلق هى عملية صناعية تحويلية , فهناك مادة الخلق وهناك الإله الذى يشكلها , فيصبح الإله هنا بمثابة الصانع فهكذا ذكرت أساطير الخلق فى الميثولوجيات المختلفة ولم تتعاطى مع فكرة الخلق من العدم التى أتى بها اللاهوتيون لينقذوا فكرة الإله .. فالخلق لا يكون خلقا ً إلا من العدم لأن غير ذلك سيعنى بأن هناك وجود مستقل تعاطى معه الإله كمادة خام صنع بها مخلوقاته .. ولكن لا يوجد شئ اسمه عدم ولا مادة تخلق من العدم فهذا هو الهراء بعينه .
* الله خلق الوجود فى ستة أيام ولنعتبر اليوم الإلهى يمثل مليار سنه فلا يهم .. ولكن الذى يهمنا أن اليوم الإلهى ليتواجد فلابد من وجود حركة مكان يقيس بها الله يومه الذى يعادل مليار سنه من سنيننا الأرضية .. لنصطدم هنا بفكرة أن الله خلق الوجود ولم يكن هناك مكان !! .. إذن فلتستقيم قصة اليوم الإلهى فلابد من وجود مكان .. ولو وجد المكان نفى بالضرورة قصة الخلق .
* هانحن بعد يوم القيامة حيث إنتهت المحاكمة الإلهية المُفترضة ليسكن البعض فى الجحيم والبعض الآخر فى الجنه لنسأل هنا : ما الغاية بالنسبة للإنسان فلم تعد هناك أى مشاهد أو أمال مستقبلية ..لم تعد هناك غاية !.. فلا هدف ولا معنى. ! ما الغاية للإله ؟! ..فقد توقف عن الرصد والمتابعة وإنتهت المحاكمة وباتت الفراخ فى حظائرها فماذا بعد وما هى الغاية ؟ .. ثم ماذا عن الصفات الإلهية ؟! ..فهل صفات الغفور العادل الرحيم لها وجود أم لم يعد لها أهمية ..هل أصاب الشلل صفة الرازق الكريم .. هل صفة الباعث لها معنى .. لقد توقفت الصفات الإلهية بالرغم أنها مطلقة ولم يعد لها أى وجود أو فاعلية .!!
* عندما نمارس أى فعل فسيتم إختزانه فى الذاكرة سواء إمتلكنا القدرة على إستحضاره أم ظل مختبئا ً فى اللاوعى ليشكل وحدة ذاكرة تبدأ بفعل وتنتهى بفعل . أن نعيش عالم آخر خالدين فيه إلى المالانهاية من الزمن فهذا يعنى أن يكون لدينا ذاكرة لا نهائية سيلزمها بالضرورة وجود دماغ لا نهائى فى الحجم ولكننا نكون بهيئة أجسادنا .!! إذن محدودية العقل تقصف بفكرة الذاكرة اللانهائية .. وتحجيم الذاكرة يلغى الخلود .. ولكن يمكن لفرضية الخلود أن تتواجد فى حال واحدة أن نلغى العقل والذاكرة !! .. لنتحول حينها إلى آليات ميكانيكية مبرمجة أو كائنات بيولوجية غير عاقلة تمارس الأكل والنكاح .
* لا يمكن أن نعرف اللون الأبيض إلا من اللون الأسود ولن ندرك الحياة إلا بوجود الموت .. الحياة هى وجود الشئ وضده معا ويستحيل أن يتواجد شئ بدون الضد فأنت لن تقول عن اللون الأبيض أنه أبيض إلا فى وجود الأسود .. فى العالم الآخر المُفترض لن نعى أنها حياة لعدم وجود الموت ولن نعى المتعة مهما وصفوها لعدم وجود الألم .. ولن ندرك الألم فى الشواية الإلهية لعدم وجود الراحة والمتعة .. لا معنى لحياة فى مساحة لونية واحدة فهى العدمية والعبثية بعينها .
* الله حى .. هل وصفنا نحن الله كما إعتدنا أن نصفه بكل صفاتنا البشرية أم أن الله حى هى صفته الذاتية .؟؟! لا يمكن أن يكون الله حى فى ذاته فهو لا ينمو ولا يموت .. حال وجود حياة بلا موت فستنزع عنها صفة الحياة , فالحياة لا تتواجد إلا بوجود الموت لذا لا يكون الله حى فهذه الحالة ليس لها أى علاقة بالحياة فلنبحث عن توصيف لحالة أخرى ولكننا من المستحيل ان نجد توصيف إذا كان هناك إله .
* الله محبة هل المحبة فى ذات الله أم أنها مُستحدثة .. لو كانت المحبة مُستحدثة بحدوث الإنسان فالله يفقد ألوهيته حيث أن الصفة أُستحدثت ولا تعرف معنى المطلق .. ولكن لو كانت الصفة فى ذات الله وكينونته ومتواجدة معه منذ الأزل فكيف تتواجد الصفة بدون المفعول به .. كيف يتواجد حب فى العدم فلا وجود لموضوع الصفة ولا فعلها . !!
* الله منزه عن السئ والقبيح .. ولكن الله غير محدود ولا يحده مكان وهذا يعنى انه متواجد فى أماكننا النظيفة والقذرة .. فأن يتواجد الله فى كل مكان تنفى نزاهته عن السئ والقبيح .. وأن لا يتواجد فيها فهذا ينفى عنه صفة اللامحدود .!!
* الله ممثل . "وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ -- يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم -- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . الله يغضب ويثور ويلعن ويندم !!. هذه الإنفعالات بغض النظر أنها بشرية وشديدة الإنفعال ومُغرقة فى بشريتها فهى تنال من صورة الإله المُفترض بل تجعله يمارس ردود أفعال أمام سلوك البشر ولكن هناك إشكالية فإذا كان الله يغضب فهل غضبه هذا جاء بعد الحدث الذى قام به الإنسان ؟!.. من المنطقى ان يكون بعد الحدث ولكن الله يعلم كل شئ وهذا الحدث مدون لديه فى مدوناته قبل خلق الإنسان فهل هو غضب اثناء تدوينه للحدث أم أنه إنتظر الحدث ليمارس غضبه ؟!!.. وهل يعيد مشهد الغضب مرتين ؟!!!
* الله غفور وعادل صفات الله المفترضة مُطلقة أى لا توجد حدود تحدها كما هى ليست نسبية أو بمقدار فلا تستطيع أن تقول بأن الله عادل حينا ًوغير عادل أحيان أخرى وكذلك لا تقول انه غفور حينا ً ولا يمارس الغفران فى أوقات أخرى , فأى مشهد يتطلب ظهور هذه الصفات ومن المفروض أن تجد حضورها بكل قوة وبلا نسبية وبلا مقدار . هل يستطيع الله ان يمارس العدل والغفران معا ؟ ... لا يستطيع !!! فكلما مارس عدله فلن يمرر فعل بمثقال ذرة دون ان ينال ثوابه او عقابه وعندما يمارس غفرانه فلن يصعب عليه غفران أى خطية مهما كان شأنها .. لذا فتفعيل العدل يلغى المغفرة والعكس صحيح . هى صفات بشرية منحناها لفكرة الإله ولم ندرك أن فكرة المطلق والغير محدود التى أقحمناها على الفكرة ستقوضها وتصيبها بالشلل والتناقض .
دمتم بخير . - "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التتار الجدد قادمون - الدين عندما يمنتهك إنسايتنا ( 30 )
-
العلبة دي فيها فيل - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 9
...
-
فلسطين ذبيحة على مذبح يهوه والمسيح والله الإسلامى - تديين ال
...
-
الإسلام وحقوق الإنسان بين الوهم والإدعاء والعداء .
-
التاريخ عندما يُكتب ويُدون لحفنة لصوص - تديين السياسة أم تسي
...
-
هل الله حر ؟!! - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 8 )
-
البحث عن جذور التخلف - تأملات وخواطر فى الله والدين والإنسان
...
-
تديين السياسة أم تسييس الدين - حقاً الدين أفيون الشعوب .( 8
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا - لا تلعب معنا ( 29 ) .
-
حكمت المحكمة ( 3 ) - القصاص فى الشريعة بين القبول والإدانة .
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 28 ) - رخصة للنكاح .
-
لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 14 ) - إشكاليات العقل الدينى وطر
...
-
تأملات وخواطر فى الله والدين والإنسان ( 14 ) - أفكار مدببة
-
خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 7 ) - إشكاليات منطقية ف
...
-
تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 11 ) - يوم القيامة بين ال
...
-
تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 10) -الصلاة فعل تواصل أم
...
-
تأملات وخواطر فى الله والدين والإنسان ( 13 ) - البحث عن معنى
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (27) - الحنين لدهاليز وكهوف الما
...
-
تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 9 ) - الوجود بين العشوائي
...
-
لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون ( 13 ) - علاقات الإنتاج كخالقة وحا
...
المزيد.....
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|