واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 00:25
المحور:
الادب والفن
دقائق
تشبث بورقة التوت وهو يأكل أصابع كفه اليسرى وظل .
كحاطب الشوك يجمع أوراق خريفه أمام تلك الشجرة العملاقة التي أخفى فيها سنيه مستودعاً أيامه في كيس قمامة .. مئة مرة كتب أسمها على الصفير .. حك كل لحاء يحمل أسمها فلم يتبق من الشجرة إلا ظل عجوز .. كل أصابعه دامية حتى رأسه إلا شعت شابه فرشات الأحذية بعد أن أستعملها صاحبها لقرون .. سقط على الأرض ممسكاً ظله كي لا يقع .. ذرع دماءه على الثيل الهزيل .. كان يصرخ والريح تضحك على كل استفساراته العاتية .. صغير دائم أعطى للقدر مفتاح العقم ، أسند جسده للشجرة ومازالت يده تقطر لأن أصابعه كانت أصلح شي للقلع سمع صوت الرنين : أيها الصديد المتكلس فوق حافات الأذن .من ؟ ! صرخ جاثياً .
فصاده الصوت : مد لي ضوءك لأنجب التتر فما كان منه إلا هذا الصوت :
بعيد أنا فوق هضبة الدم .
فسمع .. أنت أحمق
أسرع .. فانفتحت له البوابة فتدحرج .. لم يفقد الوعي بل عاد زاحفاً ليعد كل لحاء أكلته يداه وليكتب من جديد أسمها لأنه تذكر أخيراً بأنها ستأتي بعد خمسة دقائق .
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟