|
ثقافة العنف ضد المرأة في العراق
حقي كريم هادي
الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 16:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
[email protected]
إن ثقافة العنف ضد المرأة في العراق ازدادت بشكل عام وملحوظ خصوصا بعد التغيير السياسي الكبير الذي شهده العراق بعد العام 2003، حيث شهدت اغلب النساء العراقيات عنفا مضاعف عن طريق أهانتها والحط من كرامتها وشخصيتها ومركزيتها في المجتمع على نحو غير معقول، وحذفها من معادلة المساواة التامة في بناء المجتمع العام الذي نهضت به اغلب الدول المتطورة والمتمدنة في العالم . حيث لمس جميع العراقيين إن المرأة في العراق هي الأكثر تعرضا لانتهاك قوانين حقوق الإنسان من حيث أن عمليات قتلهن وتهجيرهن وترملهن كانت أمام مرأى ومسمع الحكومة الحاكمة الآن في العراق للحد من تفعيل دورهن الأساسي للمساهمة في بناء العراق الحديث وفق بناء مجتمع مدني متمدن متطور . أن تهميش دور المرأة من قبل العديد من رؤساء الكتل السياسية العراقية في تمثيلها للمناصب السيادية الثلاثة لم يكن وليد اليوم وإنما كان مخططا له مسبقا منذ كتابة ما يسمى بالدستور العراقي والهدف منه هو نيل السيادة العراقية للذكور فقط وطبعا هذه هي وجهة نظر وثقافة من يحكمون العراق اليوم ورؤيتهم العامة للحياة، ومن دون أي شك قابل للنقاش أو إعطاء أية فرصة للرد على هذه الثقافة التي تهيمن على سماء اغلب المدن العراقية وخصوصا المناطق الريفية أو المناطق التي تكثر فيها النزاعات المسلحة بصورة مستمرة أو النساء التي تعيش ضمن أجواء متشددة في العادات والتقاليد القديمة والبالية أو النساء التي تعمل ضمن أجواء بعض أحزاب ما يسمى العراق الحديث هي الأكثر تعرضا للعنف في مجال حقوق الإنسان ، ورغم هذا أصبحت المرأة العراقية تعيش الآن في مرحلة صراع للدخول في معترك الحياة المدنية تحت مظلة التفكير الذكوري البحت الغير متماشي مع الحياة المدنية الحديثة في العالم المتطور ومع طبيعة ما نصبو إليه في التوجه الديمقراطي . إن ثباتها على الصمود أمام الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة ومساهمتها الفاعلة مع الرجل في كافة ميادين العمل اليومية جعلها في إن تكون مفخرة للنساء العربيات في الدول الأخرى ، وان تناغمها مع مستجدات الحياة السياسية والاجتماعية بكافة ظروفها وتداعياتها الصعبة كون لها مكانة مرموقة ترتقي فيها إلى السمو والرفعة الإنسانية الحقيقية التي تثبت فيها مدى احترامها لمكانتها في المجتمع ، إلا أن ذلك لم ينقذها من التعرض إلى عمليات التعذيب العشوائية على المستويين الجسدي والنفسي لأنها فقدت اغلب محبيها وأقربائها بسبب سياسة الطيش التي اتبعتها سياسة حكومة النظام السابق أو سياسة الحكومات التي توالت على العراق بعد العام 2003 والتي راح ضحيتها ملايين العراقيين بين ابن وأخ وأب وزوج ، ومن جانب آخر فإنها قد عانت الأمرين من القسوة والعنف والاضطهاد بسبب تسلط العديد من الرجال اللذين يحملون فكرا ذكوريا وعشائريا ودينيا غير مبني على أية أفكار وتوجهات إنسانية وعقلانية تتيح له احترام حقوق ورغبات المرأة ، والسؤال هنا هل حصلت المرأة في العراق على حقوقها الطبيعية في الحياة والمساواة مع الرجل أم أنها ستبقى قيد التهميش الإنساني والسياسي والاجتماعي والثقافي والأدبي والفني وغيرها الكثير من الحقوق ؟..إن الإجابة على هذا السؤال وأسئلة أخرى عديدة تحتاج إلى بحوث كثيرة ودقيقة تناقش فيها أهم معاناتها وعلى كافة الأصعدة لما تعرضت له من التعذيب النفسي والجسدي بسبب الإرهاب الأسود ونقص الخدمات وارتفاع الأسعار وقلة الموارد المالية خصوصا للمرأة الأرملة والتي لم تستطيع فيها تمكين حياتها وحياة أطفالها اقتصاديا مما دفعا إلى أن تتخذ من أطفالها مصدر رزق لها عن طريق عمالتهم في العديد من الإعمال الغير لائقة بالطفل العراقي أو عن طريق تسولها في الشوارع وللأسف الشديد هنالك نساء اتخذن مهنة بيع أجسادهن في سبيل أن تعيش تحت أي مسمى ، وهنا يأخذنا موضوعنا إلى عنف آخر تعاني منه المرأة العراقية مجبرة غير مخيرة هو زواج المتعة الذي بدا ينتشر بصورة مكثفة جدا في اغلب المحافظات الجنوبية أو محافظات الفرات الأوسط وما هي سلبياته على المرأة ، حيث نلاحظ أن هذا النوع من الزواج يكثر أحيانا وبنسب عالية جدا في هذه المحافظات أو لدى الأسر الفقيرة التي تكون فيه عدد النساء المطلقات كثير أو في العوائل التي يكون مستواها الاقتصادي ضعيف بحيث يتيح جوا مناسبا لهذا النوع من الزواج الذي في اغلب الأحيان يستمر ليومين فقط ، أن ما يحصل للمرأة في العراق هو بسبب تطبيق نظام الحكم ألذكوري الرجعي الذي حكم العراق لقرون عديدة كانت كافية كي تضع المرأة في أدنى مرتبة من الإنسانية واعلي مرتبة من الدكتاتورية الذكورية من حيث التخلف والاستبداد الذي يعتبره العديد من الرجال أمرا مقدسا لهم .
#حقي_كريم_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع امرأة عراقية ولدت 6 توائم ونقص الخدمات يفقدها 4
-
عمال العراق والاول من ايار
-
نضال العمال والماركسية
المزيد.....
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
-
المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|